مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتفاق روسي تركي ايراني على اقامة “مناطق تخفيف التصعيد” في سوريا

مشهد عام للمشاركين في اجتماعات استانا حول سوريا، الخميس 4 ايار/مايرو 2017 afp_tickers

وقعت روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري وتركيا المؤيدة للمعارضة الخميس في أستانا مذكرة تنص على إقامة “مناطق تخفيف التصعيد” في سوريا، بناء على خطة قدمها الكرملين لتعزيز وقف هش لإطلاق النار.

إلا أن فصائل المعارضة المشاركة في المحادثات لمدة يومين في عاصمة كازاخستان حيث وقعت المذكرة، عبرت عن تحفظها حيال الاتفاق الذي أيدته الحكومة السورية.

لكن واشنطن اعلنت ترحيبها بحذر بالاتفاق.

وفيما عبرت الخارجية الاميركية التي اكتفت بدور مراقب في مفاوضات استانا عن أمل واشنطن في مساهمة الاتفاق في وقف العنف، شددت على القلق ازاء لعب ايران دورا في مفاوضات الاتفاق.

وقال وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبد الرحمنوف إن “المشاركين في محادثات أستانا أعادوا النظر خلال اليومين الماضيين في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية،” في إشارة إلى اتفاق هدنة هش رعته موسكو وأنقرة في كانون الأول/ديسمبر.

وأضاف “نتيجة ذلك، اتفقت الدول الضامنة على توقيع مذكرة لإقامة مناطق تخفيف التصعيد في سوريا”.

وبحسب ما نقلته الوكالات الروسية عن نص الاتفاق ستتولى الدول الضامنة اتخاذ “التدابير اللازمة لاستكمال تعريف خرائط مناطق تخفيف التصعيد والمناطق الأمنية بحلول 22 أيار/مايو 2017”.

ويسري وضع هذه المناطق “ستة أشهر قابلة للتمديد” على ما صرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسوريا الكسندر لافرنتييف.

غير ان المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا الذي حضر المحادثات تحدث عن “درس امكانية عدم تحديد مدة لسريان الاتفاق في هذه المناطق” معتبر ان الاتفاق “يفسح المجال امام الحفاظ على وحدة سوريا”.

ولم توقع وفود الحكومة والفصائل المعارضة السورية المشاركة في استانا على الوثيقة.

لكن دمشق أعلنت دعم الاتفاق بلسان رئيس وفدها بشار الجعفري الذي شكر “جهود كازاخستان وروسيا وإيران في هذا الإنجاز المهم الذي سيساعد في فتح الباب أمام الحل السياسي”، داعيا موسكو وطهران، بحسب وكالة “سانا”، إلى “بحث تفاصيل المذكرة الروسية مع دمشق في أسرع وقت ممكن”.

وبعدما أشاد وفد المعارضة قبل التوقيع بإجراء كفيل بـ”تحسين الوضع الانساني الصعب للمدنيين”، أثارت مشاركة ايران في التوقيع على الوثيقة الغضب في صفوفه، فغادر ثلاثة من اعضائه على الأقل القاعة احتجاجا.

وقال المتحدث باسم وفد الفصائل المعارضة اسامة ابو زيد “نحن لسنا طرفا فيه، هو اتفاق بين الدول الثلاث. وبالتأكيد لا يمكن ان نقبل بان تكون (ايران) ضامنا في الاتفاق”.

– “تهدئة أكبر” –

أعلنت الخطة الروسية الثلاثاء أثناء محادثة هاتفية بين بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.

في اليوم التالي أثناء استقباله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في سوتشي، عرض بوتين خطته الهادفة الى “تهدئة أكبر ووقف الأعمال العدائية” في سوريا.

لذلك يترتب إنشاء “مناطق لتخفيف التصعيد”، في تسمية واسعة التعريف يمكن ان تقترب من مفهوم المنطقة العازلة لكن من دون ان تشمل انتشارا مكثفا لجنود من اجل ضمان وقف اطلاق النار.

وأوضح بيان للخارجية التركية ان هذه المناطق يفترض إنشاؤها على “كامل محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماه وحمص ودمشق/الغوطة الشرقية، ودرعا والقنيطرة”.

وكانت مسودة أولى للاتفاق اطلعت فرانس برس على نسختها العربية تنص على أربع مناطق لا غير.

وفي التفاصيل، تنص المسودة النهائية على إقامة “مناطق أمنية” حول “مناطق تخفيف التصعيد” تتخللها حواجز تدقيق ومراكز مراقبة مشتركة لعناصر من الجيش السوري والفصائل المعارضة.

كما تنص على نشر وحدات “مراقبين” عسكرية من بلدان لم يتم تحديدها.

وأفادت الوكالات الروسية عن استعداد موسكو لإرسال “مراقبين”.

وقال بوتين الاربعاء “ان هذه المناطق ستصبح مناطق حظر جوي “شرط توقف اي تحرك عسكري بالكامل في هذه المناطق”.

– “مفهوم جديد” –

أكد بوتين ان هذه المناطق يجب ان تشجع اجراء “حوار سياسي بين الاطراف المتحاربة. وهذه العملية السياسية يجب ان تقود في نهاية المطاف الى استعادة كاملة لوحدة اراضي البلاد”.

واضاف الرئيس الروسي ان محاربة “التنظيمات الارهابية” مثل تنظيم الدولة الاسلامية او جبهة فتح الشام، القاعدة سابقا، ستتواصل رغم احتمال اقرار هذه المناطق الامنة.

من جهته عبر اردوغان عن أمله بأن يساهم “هذا المفهوم الجديد” في “حل 50 بالمئة من المسألة السورية”، بعد مقتل اكثر من 320 الف شخص ونزوح الملايين في هذا البلد منذ اذار/مارس 2011.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية