مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اجتماع ثلاثي في جنيف حول سوريا غداة يوم جديد دام في هذا البلد

مكان انفجار مزدوج خارج مقام السيدة زينب بالقرب من دمشق في 11 حزيران/يونيو afp_tickers

يلتقي موفد الامم المتحدة حول سوريا ممثلي الولايات المتحدة وروسيا الثلاثاء في جنيف للبحث في النزاع غداة قصف دام قرب حلب يثير مخاوف من تفاقم الازمة الانسانية.

واتفقت موسكو حليفة الرئيس السوري بشار الاسد، وواشنطن على تعاون متزايد و”تدابير ملموسة” لانقاذ الهدنة في سوريا ومحاربة الجهاديين خصوصا في تنظيم الدولة الاسلامية.

لكن هذا المشروع الذي قد يشمل تعاونا بين العسكريين الاميركيين والروس على الارض، يثير تحفظات عدد من المسؤولين في واشنطن المترددين في تقاسم معلومات استخباراتية حول سوريا مع موسكو.

ورأى وزير الدفاع اشتون كارتر الاثنين ان روسيا لا تزال “بعيدة” عن مواقف واشنطن حول عدة ملفات منها تطبيق مرحلة سياسية انتقالية يتخلى فيها الاسد عن السلطة مع استهداف “المجموعات المتطرفة” وليس المعارضة المعتدلة.

وسيلتقي وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الثلاثاء في لاوس على هامش قمة لدول جنوب شرق اسيا (اسيان).

من جهته اعرب موفد الامم المتحدة حول سوريا ستافان دي ميستورا عن الامل في تحريك مفاوضات السلام في اب/اغسطس بعد فشل جولتين من المفاوضات هذا العام.

– “جرائم حرب” –

وحيال اوضاع انسانية مأساوية في احياء حلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، كبرى المدن في شمال البلاد المحاصرة من قوات النظام، دعا سفير فرنسا لدى الامم المتحدة الى وقف فوري لاطلاق النار لاسباب انسانية بعد قصف اربعة مستشفيات وبنك للدم من قبل القوات الحكومية.

وقال فرنسوا دولاتر “لا يمكن لمجلس الامن ان يقبل بمثل جرائم الحرب هذه. نعم جرائم الحرب تتكرر”.

من جهتها دعت الامم المتحدة الى هدنة انسانية اسبوعية من 48 ساعة لنقل المساعدات الى المدنيين المحاصرين في حلب.

وتخضع الاحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب لحصار تام من قبل قوات النظام منذ 17 تموز/يوليو ما يفاقم الاوضاع الانسانية لسكانها ال200 الف. ولم تتمكن الامم المتحدة من ادخال اي مساعدات الى هذه القطاعات منذ السابع من تموز/يوليو.

وحذر المسؤول عن العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين الاثنين من ان المؤن الغذائية لسكان هذه الاحياء “قد تنفد اعتبارا من منتصف اب/اغسطس”.

والاثنين قتل 12 مدنيا في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة في حلب بعد ان القى النظام براميل متفجرة، وعشرة آخرون في اتارب غرب المدينة في قصف “للطائرات الروسية على الارجح” كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.

واطلقت موسكو في ايلول/سبتمبر 2015 حملة قصف جوي لدعم قوات الرئيس السوري التي كانت يواجه صعوبات.

والمصادر التي يستند اليها المرصد تحدد الجهة التي تنفذ الغارات الجوية وفقا لنوع الطائرة التي تنفذها والذخائر المستخدمة والمنطقة التي تستهدف.

ومدينة حلب المقسمة منذ 2012 بين الاحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام والاحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة، من المدن الاكثر استهدافا في الحرب الدائرة.

– اعتداء في دمشق –

وفي دمشق معقل النظام اسفر انفجار سيارة مفخخة مساء الاثنين في حي كفرسوسة الراقي عن سقوط “عدة جرحى” وفقا لوكالة الانباء السورية الرسمية.

وكفرسوسة هو من احياء العاصمة التي نظمت فيها تظاهرات سلمية في 2011 كما في كافة انحاء البلاد قبل ان يقمعها النظام بالقوة.

وغرقت في حينها البلاد في حرب اهلية اوقعت حتى الان اكثر من 280 الف قتيل وادت الى تهجير نصف سكان البلاد.

واصبح النزاع اكثر تعقيدا مع تدخل العديد من الدول الاقليمية والعالمية وتصاعد انشطة المجموعات الجهادية مثل تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية