مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارتفاع حصيلة القتلى في بورما وفرار 38 الفا من الروهينغا الى بنغلادش

أطباق محطمة وسط رماد منزل في قرية ميو ثو غيي المسلمة التي احرقت بالكامل قرب بلدة مونغداو في ولاية راخين غرب بورما، 31 اب/اغسطس 2017 afp_tickers

أعلن قائد الجيش البورمي الجمعة مقتل حوالى 400 شخص غالبيتهم من أقلية الروهينغا المسلمة نتيجة العنف في ولاية راخين غرب بورما الذي أجبر عشرات الالاف على الهرب عبر الحدود إلى بنغلادش.

ويتجمع حوالى 20 الفا آخرين من الروهينغا على الحدود مع بنغلادش التي تمنع عبورهم بعد أن فروا من قراهم المحروقة وعمليات الجيش البورمي، بحسب بيان اصدرته الامم المتحدة ليل الخميس.

وحذر الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الجمعة من وقوع “كارثة إنسانية” داعيا السلطات في بورما الى “ضبط النفس”.

وقال متحدث باسم غوتيريش إن “الأمين العام يشعر بقلق بالغ حيال تقارير عن وقوع فظائع خلال العمليات التي تقوم بها قوات الأمن البورمية في ولاية راخين ويحض على ضبط النفس والهدوء لتجنب كارثة إنسانية”.

بدوره، وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعمال العنف التي تطال الروهينغا بانها “ابادة”.

وقال اردوغان “ثمة مجزرة هناك (…) من يتجاهلون هذه الابادة التي تحصل تحت ستار الديموقراطية متواطئون فيها”.

واتهم الانسانية بانها “لا تأبه” لمصير الروهينغا، مؤكدا انه يبذل جهودا دبلوماسية مكثفة عبر الهاتف وخصوصا مع غوتيريش وقادة الدول الاسلامية.

وأسهمت معلومات عن ارتكاب قوات الامن البورمية وكذلك متمردين مجازر واحراق القرى في تصعيد التوتر واثارة المخاوف حيال خروج اعمال العنف عن السيطرة في ولاية راخين في غرب بورما.

وأكد بيان لقائد الجيش مين اونغ هلينغ نشر على موقع فيسبوك “حتى 30 آب/أغسطس نفذ عدد كبير من الارهابيين 52 هجوما على قوى الأمن…عثر بعدها على 370 جثة تعود لارهابيين، فيما أسر تسعة منهم”، في إشارة إلى مقاتلي الروهينغا.

كما أعلن البيان عن مقتل 15 عنصرا أمنيا و14 مدنيا في ثمانية أيام من المعارك.

ولم يتضح ان كان الـ78 مسلحا القتلى من الروهينغا الذين قضوا فجر الجمعة في هجمات على مراكز شرطة أطلقت جولة العنف الجارية، ضمن هذه الحصيلة.

لكن هذه الجولة تبقى الأكثر عنفا في النزاع الاتني والديني الذي يمزق ولاية راخين منذ خمس سنوات وهجر اعدادا هائلة من الروهينغا مثيرا إدانات دولية لجيش بورما وحكومة اونغ سان سو تشي.

وقالت الأمم المتحدة ان 38 ألفا من الروهينغا وصلوا إلى بنغلادش عبر طرق برية أو بعبور نهر ناف الحدودي.

ورجحت جمعيات حقوقية أن تكون حصيلة القتلى الفعلية أعلى بكثير، متحدثة عن ارتكاب الأمن البورمي ومجموعات مسلحين من اتنية راخين البوذية مجازر بحق الروهينغا في قرى نائية.

ونقلت منظمة “فورتيفاي رايتس” التي تركز على قضايا بورمية عن شهود عيان ان مجموعات مسلحة قتلت السكان الروهينغا في قرية تشوت بيين في منطقة راذيدونغ بالرصاص أو السكاكين، وبينهم أطفال، في “حملة قتل” استمرت خمس ساعات.

وتعذر على وكالة فرانس برس تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل في منطقة ما زال يحظر على الصحافيين دخولها.

غير ان الوضع المعقد أصلا ازداد صعوبة بعد تبادل الطرفين التأكيد والنفي فيما تواردت معلومات إضافية تتهم قوات بورما بتنفيذ أعمال قتل وانتهاكات واسعة النطاق.

وروت روهينغية في الـ23 من العمر من كييت يو بيين أنها شاهدت جنودا ومسلحين بوذيين ينفذون اعمال قتل واغتصاب ضد المسلمين في قريتها في نهاية الاسبوع.

– جثث طافية –

في محاولة يائسة لبلوغ بنغلادش يستقل آلاف الروهينغا قوارب بسيطة أو متهالكة صنعت من انقاض وحطام مراكب لعبور نهر ناف الذي يفصل بين البلدين.

ولفظت المياه 18 جثة على الضفة البنغلادشية للنهر الجمعة، بحسب ما اعلن مسؤول في حرس الحدود، ما يرفع حصيلة من قضوا جراء غرق مراكبهم الى 41 شخصا.

كما فر أكثر من 400 شخص من الهندوس إلى بنغلادش بعد هجوم مسلحين على قريتهم حيث قاموا باعمال نهب وقتل.

ويشكل فرار الهندوس للمرة الأولى خلال سنوات النزاع الخمس في ولاية راخين، مؤشرا على احتدام العنف.

كما هجر إلى جانب الهندوس الآلاف من اتنية راخين البوذية وغيرها، بعدما استهدفتهم ميليشيا تقاتل تحت تسمية “جيش انقاذ روهينغا اراكان”.

وأنطلقت آخر جولات العنف في 26 آب/اغسطس بهجوم مقاتلين من الروهينغا على مراكز للشرطة حيث قتلوا 15 عسكريا وقاموا باحراق قرى.

وشنت قوات الامن البورمية عملية “تطهير” للقضاء على المتمردين الذين بدأ رجال من سكان القرى بالانضمام الى صفوفهم على ما يبدو.

تشهد ولاية راخين اعمال عنف دينية منذ 2012، بعد حصول اعمال شغب ادت الى مقتل عدد كبير من الروهينغا وتشريد عشرات الالاف، وغالبيتهم من هذه الاقلية المسلمة، الذين لجأوا الى مخيمات.

وظهر “جيش انقاذ روهينغا اراكان” كقوة مسلحة في تشرين الاول/اكتوبر 2016 عندما نفذ هجمات ادت الى مقتل عناصر من حرس الحدود في بورما، ما تسبب بحملة قمع أوقعت أعدادا كبيرة من القتلى وأدت إلى فرار 87 الف شخص الى بنغلادش.

ويعتبر أفراد هذه الاقلية غرباء في بورما التي يعتنق 90% من سكانها البوذية، وهم محرومون من الجنسية رغم استقرارهم في هذا البلد منذ أجيال.

وأكدت بنغلادش من جهتها أنها لا تريد استقبال المزيد من اللاجئين الروهينغا، فيما يعيش فيها قرابة 400 الف منهم لجأوا إليها خلال اوقات سابقة.

بورز/ود-نحل-اع/ب ق

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية