مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارجاء تسليم ادارة غزة للسلطة يثير المخاوف حول اتفاق المصالحة الفلسطينية

أنصار فتح يلوحون برايات الحركة خلال أول مهرجان منذ عشر سنوات نظمته في غزة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 في ذكرى رحيل ياسر عرفات afp_tickers

اكدت حركتا فتح وحماس الخميس ان المصالحة الفلسطينية لم تفشل، وذلك بعد اعلانهما تأجيل خطة تسليم السلطة الفلسطينية ادارة القطاع كما كان مقررا الجمعة، الامر الذي يثير المخاوف.

في الوقت ذاته، يبدو ان قصف الجيش الاسرائيلي مواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي في قطاع غزة عقب اطلاق قذائف هاون باتجاه موقع عسكري اسرائيلي، مؤشرا على هشاشة الوضع في قطاع غزة الذي شهد ثلاث حروب منذ عام 2008.

ووجه الجيش الاسرائيلي ست ضربات مدفعية وجوية لمواقع تابعة الحركتين ما ادى الى اصابة ثلاثة فلسطينيين.

وكانت حركتا فتح وحماس اعلنتا مساء الاربعاء ارجاء موعد تسلم السلطة الفلسطينية ادارة قطاع غزة لعشرة ايام، ما يزد من الشكوك حيال فرص نجاح هذه الجولة لانهاء الانقسام المستمر منذ عشر سنوات.

واعلنت الحركتان تأجيل تسليم السلطة بعد خلافات أدت الى حرف مسار خطة استعادة السلطة الحكم في القطاع كما كان مقررا الجمعة.

ويفترض ان تؤدي العملية الى انتقال السلطة في القطاع المحاصر من حركة يرفض جزء من الاسرة الدولية التعامل معها، إلى سلطة معترف بها دوليا.

ونفى المتحدث باسم حماس حازم قاسم الخميس ايضا فشل المصالحة، وكذلك مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية.

وقال قاسم “المصالحة لم تفشل ولن تفشل، وحماس ستظل تحاول الى اقصى حد لانجاح هذا المسار” مؤكدا ان “هذا قرار استراتيجي لن نتراجع عنه”.

وقال مسؤول كبير في السلطة اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس “اؤكد ان المصالحة الفلسطينية لم تنهار وان جهود استمرارها ونجاحها مستمرة”.

واشار الى بعض المشاكل والعراقيل التي كانت متوقعة.

واضاف ان “التأجيل ووجود بعض العراقيل لا يعني مطلقا انهيار المصالحة” مؤكدا “لم يتم الغاء تسلم الحكومة مسؤولياتها والوفد المصري سيبقى في غزة حتى تتسلم الحكومة مسؤولياتها وسيستمر بالحوار مع جميع الفصائل وخاصة حركتي فتح وحماس”.

وبحسب المسؤول فان هناك “تعليمات مشددة” من الرئيس الفلسطيني “بضرورة انجاح المصالحة والاستمرار بكل الجهود لانجاح كل خطواتها”.

وفشلت محاولات عدة سابقة للمصالحة بين الحركتين منذ العام 2007.

ولم تطرح الحركتان علنيا أي خطة عن كيفية تجاوز هذه القضايا العالقة قبل العاشر من الشهر المقبل، الموعد الذي حددتاه لنقل السلطة للحكومة الفلسطينية برعاية مصرية، وبموجب اتفاق وقعته حماس وفتح في القاهرة في 12 تشرين الاول/اكتوبر.

من جهته، يبدي الوزير السابق غسان الخطيب شكوكا ازاء حصول عملية تسليم حقيقي للسلطة مسؤولية قطاع غزة في الموعد المقرر، رغم انه يرجح حدوث تقدم جزئي يسمح للفصائل بإبقاء الاتفاق حيا.

ويرى ان قرار التأجيل “اتخذ تحت ضغوط من الوفد المصري الذي يريد ان ينجح. لذلك اقترح التاجيل عشرة ايام ووعد بالبقاء هناك لممارسة ضغوط على الجانبين. شخصيا لدي شكوك في أن يتمكنوا من حل جميع القضايا بسرعة”.

وياتي إعلان التأجيل غداة مواقف متشنجة واتهامات متبادلة حول مدى التزام الحركتين باتفاق المصالحة.

– اتهامات متبادلة –

ولم ترفع السلطة الفلسطينية حتى الآن العقوبات التي فرضتها في الأشهر الماضية بهدف ممارسة ضغوط على حماس، رغم وعود في هذا الاطار ترافقت مع توقيع المصالحة.

وبين هذه العقوبات اقتطاع رواتب الموظفين ووقف دفع فاتورة الكهرباء لاسرائيل التي تزود القطاع بالتيار الكهربائي.

وتم منع موظفين تابعين للسلطة الفلسطينية الاربعاء من العودة الى مراكز عملهم غداة قرار للحكومة في هذا الصدد.

وبعد سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007، واصلت السلطة دفع رواتب قرابة 60 الف موظف مدني الا ان 13الفا من هؤلاء فقط بقوا في عملهم، بينما امتنع الباقون عن العمل بحسب توجيهات السلطة التي أرادت الضغط على حماس.

وردا على ذلك، قامت حماس حينها بتوظيف نحو اربعين الف مدني وعسكري تعتبر قضيتهم احدى ابرز القضايا الشائكة في ملف المصالحة.

وبموجب اتفاق المصالحة، من المقرر ان يتم حل قضية موظفي حماس بحلول شباط/فبراير المقبل.

وفي محاولة لاحتواء التوتر، أصدر الرئيس محمود عباس قرارا “بوقف جميع التصريحات التي تتناول المصالحة والوطنية والمتسببين في عرقلتها فورا”، بحسب بيان نشرته وكالة انباء “وفا” الرسمية.

ورأت المحللة السياسية نور عودة الخميس ان هذا مؤشر على امكانية انقاذ المصالحة.

وقالت عودة “لديكم عملية يشارك فيها الالاف من الاشخاص (…) أتوقع حدوث مثل هذه التأخيرات والتعقيدات. واعتقد ان الجانبين يتوقعان ذلك”.

وسيطرت حماس على غزة منتصف عام 2007 بعد ان طردت عناصر فتح الموالين لعباس إثر اشتباكات دامية.

ويشكل الانقسام الفلسطيني احدى العقبات الرئيسية في طريق السلام مع اسرائيل. ويمكن لعودة السلطة الجهة المحاورة لاسرائيل الى غزة، أن يفتح آفاق تسوية.

وتدعم الامم المتحدة عملية المصالحة. وقال منسق عملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف للصحافيين في غزة الاربعاء ان “الاتفاق الذي تم التوصل اليه في القاهرة مهم للغاية”.

جو_مي/شي/اع

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية