مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اردوغان يؤكد ان عملية تركية-ايرانية ضد المقاتلين الأكراد أمر وارد

صورة وزعها مكتب الرئاسة التركية الإعلامي بتاريخ 16 آب/اغسطس تظهر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يصافح رئيس الأركان الايراني محمد باقري أثناء زيارة الأخير إلى انقرة afp_tickers

أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ان عملية مشتركة مع ايران ضد المقاتلين الاكراد “مطروحة على الدوام” بعد اسبوع من زيارة رئيس الاركان الايراني انقرة حيث اجرى محادثات نادرة.

وخاضت تركيا معارك استمرت لعقود ضد حزب العمال الكردستاني المحظور فيما حاربت قوات الأمن الايرانية جناحه لديها المعروف بحزب الحياة الحرة الكردستاني.

ولدى المجموعتان قواعد خلفية في العراق.

وقال اردوغان للصحافيين قبل مغادرته اسطنبول متوجها إلى الأردن “ان عملية مشتركة مع ايران ضد هذه المنظمات الارهابية التي تشكل تهديدا، مطروحة على الدوام”.

وتأتي تصريحاته بعد زيارة قام بها رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري إلى تركيا الأسبوع الماضي حيث ناقش الطرفان سبل التعاون ضد المسلحين الأكراد.

وخلال الزيارة، قدمت ايران “اقتراحا مفاجئا” لأنقرة لبدء تعاون مشترك ضد المسلحين الأكراد في منطقتي قنديل وسنجار في شمال العراق، بحسب تقرير نشرته صحيفة “توركيي” التركية على صفحتها الأولى الاثنين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتراح شكل مفاجأة لأنقرة كون المسؤولون الأتراك يشتكون منذ زمن طويل من أن طهران تركت تركيا تحارب بمفردها كوادر حزب العمال الكردستاني وبنيته المالية وأنشطته السياسية.

وأكد اردوغان أن قادة جيشي البلدين ناقشوا كيفية العمل ضد المسلحين الأكراد.

وقال “سيستمر العمل اذ انكم تعرفون أن لحزب العمال الكردستاني الإرهابي موطئ قدم في ايران”. وأضاف “إنهم دائما يتسببون بالأذى لنا ولايران. نحن نعمل لأننا نعتقد أنه في حال تعاون البلدان فسنصل إلى نتيجة في وقت أسرع”.

وتابع “آمل بأن نحقق نجاحا في هذا المجال”، من دون الإفصاح عن التفاصيل المتعلقة بموعد أو حجم العملية.

وتصنف تركيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على أنه تنظيم إرهابي.

واشتكت أنقرة مرارا من تجاهل ايران لدعوتها اياها للانضمام إلى الحملة ضد المقاتلين الأكراد.

– “اتفاقات جيدة” –

لطالما شهدت العلاقات بين تركيا — الدولة العلمانية التي يشكل المسلمون السنة غالبية سكانها — والجمهورية الإسلامية الايرانية التي يهيمن عليها الشيعة، توترات خلال السنوات الأخيرة.

وتتخذ كل من تركيا وايران موقفين متضادين من النزاع السوري، فقد دعا اردوغان مرارا إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من أجل انهاء الحرب في حين تقف طهران، إضافة إلى موسكو، الى جانب الرئيس السوري.

وكان اردوغان انتقد أحيانا تنامي “النزعة القومية الفارسية” في المنطقة، خصوصا في ما يتعلق بنفوذ الميليشيات الشيعية في العراق.

ونتيجة ذلك، اعتبرت زيارة باقري التي التقى خلالها رئيس الاركان التركي خلوصي اكار منعطفا على صعيد العلاقات الثنائية.

وأفاد باقري في تصريحات الاثنين أنه تم الاتفاق خلال الزيارة على أن تعزز تركيا انتشارها على حدودها مع ايران.

وقال “إن تحركات تركيا وايران تكمل الواحدة الاخرى. لقد توصلنا إلى اتفاقات جيدة لمنع مرور الإرهابيين على جانبي الحدود”.

وأشار مسؤولون هذا الشهر إلى أن تركيا بدأت بالفعل بناء “جدار أمني” على امتداد جزء من حدودها مع ايران، على غرار حاجز مشابه على الحدود السورية.

وأضاف باقري أن الجانبين اتفقا على رفض الاستفتاء حول الاستقلال الذي يعتزم إقليم كردستان العراق اجراءه في 25 ايلول/سبتمبر.

واعتبر أن تغييرات جغرافية من هذا النوع من شأنها أن “تثير التوترات والاشتباكات في العراق والتي ستمتد” إلى خارج حدود البلاد.

ويتواجد معظم الأكراد الذين ينظر إليهم على أنهم أكبر مجموعة عرقية في العالم من دون دولة مستقلة بين ايران والعراق وسوريا وتركيا. إلا أنهم لم يحصلوا على منطقة حكم ذاتي معترف بها سوى في العراق.

وخاض الجيش التركي حملة بلا هوادة خلال الأشهر الأخيرة ضد حزب العمال الكردستاني، وشن العديد من الغارات الجوية على قواعده في شمال العراق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية