مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اردوغان يحشد عشرات الآلاف من مؤيديه قبل أسبوع من الاستفتاء

صورة نشرتها الرئاسة التركية للرئيس رجب طيب اردوغان متحدثا خلال حملة لدعم التوصيت بـ "نعم" على الاستفتاء في اسطنبول في 8 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

حث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عشرات الآلاف من مؤيديه السبت على التصويت لصالح تعديلات دستورية تهدف إلى توسيع صلاحياته خلال خطاب ألقاه في ساحة كبرى في اسطنبول، التي يرى محللون أنها قادرة على حسم النتيجة.

وانتقد اردوغان معارضيه، قائلا إن التصويت بـ”نعم” في الاستفتاء الذي سيجري بعد أسبوع سيمنح بلاده مزيدا من الاستقرار والقوة.

وسأل اردوغان الحضور الذين لوحوا بأعلام تركيا ذات اللون الأحمر والتي يتوسطها هلال أبيض “هل تريدون أن تقولوا +نعم+ لتركيا قوية في 16 نيسان/ابريل؟” في اشارة الى موعد الاستفتاء.

وأضاف “هل تريدون أن تكون تركيا عظيمة؟ هل ستقولون +نعم+ للاستقرار؟” وسط هتافات “نعم” من الحشود.

ووصل اردوغان في طائرة مروحية إلى حي ينيكابي بمساحته الواسعة المفتوحة والواقع على ساحل بحر مرمرة وسط هتافات مؤيدة له.

وفي المكان نفسه، حشد اردوغان تجمعا ضخما في السابع من آب/اغسطس من أجل الدعوة إلى الوحدة الوطنية عقب محاولة الانقلاب عليه في 15 تموز/يوليو والتي اتهم نظامه الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، بتدبيرها.

وأشار اردوغان إلى أن أمثال غولن، الذي نفى أي صلة له بتدبير محاولة الانقلاب، وحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة إرهابيا، يسعون إلى ان تكون كفة “لا” راجحة في نتيجة الاستفتاء.

وأضاف أن الداعين إلى التصويت بـ”لا” هم أشخاص يقفون ضد خططه لتطوير تركيا عبر مشاريع بنى تحتية حديثة كالجسور والأنفاق.

وتابع بنبرة عالية “يقولون +لا+ للجسور ولتركيا الحديثة.”

وسيؤدي التعديل في حال تم إقراره إلى إلغاء منصب رئيس الوزراء واستبداله بمناصب نواب رئيس، فيما سيسمح للرئيس بتعيين الوزراء.

ويصر المدافعون عن التعديل على أنه سيؤدي إلى زيادة فعالية منظومة الحكم في تركيا بحيث تصبح شبيهة بتلك المعتمدة في الولايات المتحدة. إلا أن منتقديه يشيرون إلى أنه يضع جميع سلطات الدولة في يد اردوغان.

وقبل نحو أسبوع من موعد الاستفتاء، يرى محللون ان النتائج قد تكون متقاربة جدا، رغم هيمنة كفة “نعم” في الاعلام.

– “تركيا لن تكون كما هي بدون اردوغان” –

وقال مؤيدو اردوغان الذين لف عدد منهم رؤوسهم بعصائب كتب عليها “طيب اردوغان — رئيس الأركان” بينما وضع أخرون أقنعة على وجوههم تحمل صورة الرئيس، أن منحه مزيدا من السلطات أمر ضروري من أجل تطوير تركيا.

وقال المؤيد للتعديل، ناهيل اونال، “نريد أن تنمو تركيا، ونريد أن يبقى رجب طيب اردوغان زعيمنا. من دونه، تركيا لن تكون كما هي.”

وعلت صيحات مستهجنة عندما ذكر اردوغان معارضه زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار اوغلو، الذي اعتبر ان محاولة الانقلاب كانت بمثابة “انقلاب تحت السيطرة” ما يعني ان السلطات كانت تعلم بحدوثه مسبقا.

ويشير محللون إلى أن نتيجة الاستفتاء في اسطنبول، كبرى المدن والتي يعبر التنوع السكاني فيها عن تركيبة البلد المعقدة بشكل كبير، ستكون حاسمة.

وتعاني الحملة المنادية للتصويت بـ”لا” من عدم وجود قائد واضح لها وقلة في الامكانات إلا أنها تأمل في كسب أصوات العلمانيين والأكراد والقوميين.

وعلى الضفة الآسيوية من البوسفور، أقام حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للاكراد تجمعا انتخابيا دعا فيه إلى التصويت بـ”لا”.

ويقبع رئيسا الحزب في السجن بتهمة دعم حزب العمال الكردستاني. ويعتبر حزب الشعوب العلماني أنهما عوقبا لأنهما أقدما على معارضة التعديل. وقال النائب عن الحزب سري ثريا أوندر للحشد “يواجه قادتنا ونوابنا وشبابنا والأصدقاء أكبر قمع في تاريخنا عبر هذا الاستفتاء.”

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية