مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اردوغان يعتبر ان واشنطن خسرت “دور الوسيط” في الشرق الاوسط

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مركز "تشاتام هاوس" في لندن في 14 ايار/مايو 2018 afp_tickers

أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين في لندن ان الولايات المتحدة خسرت “دور الوسيط” في الشرق الاوسط بنقلها سفارتها في اسرائيل من تل ابيب الى القدس.

وصرح اردوغان في مؤتمر صحافي في مركز “تشاتام هاوس” للابحاث في اليوم الثاني من زيارة للندن “نرفض مرة جديدة هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة”، مضيفا ان “الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار ان تكون طرفا في النزاع وبالتالي فهي تخسر دور الوسيط في عملية السلام” في الشرق الاوسط.

وتابع الرئيس التركي “على المجتمع الدولي القيام بدوره باسرع وقت والتدخل سريعا لانهاء العدوان الاسرائيلي المتزايد”.

واضاف أردوغان ان “اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس هو السبيل الوحيد لسلام دائم وللاستقرار”.

ودشنت الولايات المتحدة الاثنين سفارتها الجديدة في القدس طبقا لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي وصفته اسرائيل ب”التاريخي” لكنه يعتبر تحديا للاسرة الدولية في مرحلة من انعدام الاستقرار في المنطقة.

وانتقد اردوغان في كلمته ايضا قرارا آخر لترامب هو الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران. وقال ان “الاتفاق النووي تطور مهم يجب الحفاظ عليه” معتبرا ان “مشاركة بناءة لايران” و”الحوار السياسي مع ايران مفيدان للمجتمع الدولي”.

وعن الاتحاد الاوروبي قال اردوغان ان “الانضمام التام يبقى هدفنا الاستراتيجي” منددا بشدة ب”تسييس” العملية التي تتعرض لها بلاده وخصوصا انها تحاول الانضمام الى الاتحاد منذ 1963.

– زيارة رسمية –

بدأ اردوغان الاحد زيارة رسمية لبريطانيا تستغرق ثلاثة ايام على خلفية مرحلة ما بعد بريكست ومحاولة البلاد ايجاد شركاء تجاريين جدد.

وستستقبله الملكة اليزابيث الثانية الثلاثاء في شرف لم يثر اي احتجاجات في حين ان زيارة معلنة لدونالد ترامب اثارت استياء.

لكن زيارة اردوغان لم تخل من الاحتجاجات، فقد تجمع 15 كرديا امام شاتهام هاوس في حي راق من لندن مرددين بمبكر للصوت “اردوغان فاشي” و”اردوغان ارهابي” منددين بالعمليات العسكرية التركية ضد الاكراد في سوريا.

وثمة تظاهرة اخرى مرتقبة الثلاثاء امام داونينغ ستريت عندما يلتقي اردوغان رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وهذه المرة للدفاع عن حرية الصحافة في تركيا تلبية لطلب منظمة “مراسلون بلا حدود” التي تعنى بالدفاع عن حقوق الصحافيين.

واكدت متحدثة باسم رئاسة الوزراء الاثنين ان ماي “ستبحث قضية حقوق الانسان” مع اردوغان مؤكدة ان على تركيا “ان تفي بالتزاماتها الدولية بما فيها احترام حرية التعبير والحرية السياسية”.

وسيبحث المسؤولان في تطوير المبادلات التجارية بين البلدين في حين تستعد بريطانيا لمغادرة الاتحاد الاوروبي في آذار/مارس 2019. وقال اردوغان الاحد “اننا مستعدون للتعاون اكثر مع بريطانيا بعد بريكست في كافة المجالات”.

في 2017 بلغت المبادلات الثائية بين تركيا وبريطانيا 14 مليار جنيه (15,8 مليار يورو) بحسب ارقام لمكتب الاحصاءات الوطنية البريطانية.

وتأتي زيارة اردوغان قبل اسابيع من الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة في 24 حزيران/يونيو في تركيا. واردوغان المهيمن على الساحة السياسية التركية بدون منازع منذ 15 عاما، يريد بسط سلطته عبر هذه الانتخابات التي ستفضي الى نظام رئاسي يتمتع رئيسه بسلطات موسعة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية