مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسبوع جديد من تدفق المهاجرين يشهده البحر المتوسط

مهاجرون يصلون الى مرفأ مسينا في صقلية بعد انقاذهم من قبل خفر سواحل مالطا 15 ابريل 2016 afp_tickers

شهد البحر المتوسط اسبوعا جديدا من تدفق المهاجرين لم يمر من دون حادث غرق اودى بعدد اضافي ممن يجازفون بحياتهم بحثا عن الامان، وصولا حتى الى ولادة في عرض البحر.

منذ صباح الاثنين، توالت رسائل التحذير على موجات السفن العسكرية والانسانية والتجارية التي تنتشر قبالة ليبيا. وتم انقاذ اكثر من عشرة الاف مهاجر في اربعة ايام في عدد غير مسبوق بالنسبة الى المسعفين، علما بانه تم رصد خمسة عشر زورقا على الاقل الجمعة.

وعلق فلافيو دي جاكومو المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية في ايطاليا “هذا استثنائي. يكاد العدد يوازي ما شهدته الجزر اليونانية العام الفائت”.

ورغم ان هذه الظاهرة ناتجة على الارجح من استقرار حال الطقس، فوجئت منظمة الهجرة الدولية بوصول مراكب صيد تقل مئات الاشخاص من ليبيا، في حين ان المهربين الليبيين لم يرسلوا منذ الخريف سوى زوارق مطاطية تقل بين مئة و140 شخصا.

والاربعاء، بثت البحرية الايطالية صورا لغرق احد هذه المراكب سرعان ما انتشر في انحاء العالم. وتمكنت البحرية من انقاذ اكثر من 550 شخصا بينهم 48 امراة و35 طفلا، لكنها انتشلت ايضا خمس جثث وثمة خشية من فقدان المئات استنادا الى روايات الناجين.

– بؤس الناجين –

ولاحظ فريق من علماء النفس والوسطاء في منظمة اطباء بلا حدود الحال البائسة لهؤلاء الناجين لدى وصولهم الخميس الى بورتو امبيدوكلي في جنوب صقلية.

واوضح اندريا انسيلمي المسؤول عن مشروع المنظمة في صقلية لفرانس برس ان “الهدف كان اقتراح دعم ومحاولة التعرف على الاشخاص الاكثر ضعفا، اولئك الذين فقدوا واحدا من اقاربهم في حادث الغرق. ولكن تبين ان معظمهم فقد قريبا او اكثر”.

وفي هذا السياق، قالت مجموعة من تسعة شبان سودانيين انهم كانوا تسعة عشر شخصا في البداية. ورغم انه تم اولا انقاذ النساء والاطفال بحيث كانوا في مأمن لحظة الغرق، فان كثيرين باتوا ارامل او ايتاما.

واضاف انسيلمي “ثمة بعد لا يصدق لهذا الحادث. نشعر بذلك بقوة”، لافتا الى ان الفريق “عمل على مساعدة هؤلاء على استيعاب كونهم شاهدوا احدا يموت امامهم”.

وزارت وزيرة الدفاع الايطالية روبرتا بينوتي الخميس بورتو امبيدوكلي لتقديم الشكر الى البحرية، وقالت “كانت عملية بطولية، فانقاذ هذا العدد الكبير من الارواح في البحر يتطلب تنظيما فائقا”.

في الوقت نفسه، عرضت عشرات العائلات ان تتبنى فافور ابنة الاشهر التسعة التي وصلت يتيمة الى جزيرة لامبيدوزا الايطالية اثر حادث غرق اخر، في وقت تعاطف كثيرون مع الرضيع الكس الذي ولد الاربعاء على متن السفينة الانسانية اكواريوس التي نقلت اليها والدته.

لكن ايطاليا لا تخلو من مواقف الاعتراض على هذه المشاعر الانسانية. وطلب ماتيو سالفيني زعيم رابطة الشمال اليمينية المتحالفة مع الجبهة الوطنية الفرنسية، لقاء عاجلا الاسبوع المقبل مع رئيس الوزراء ماتيو رينزي.

وكتب سالفيني على مواقع التواصل الاجتماعي “اوقفوا الاجتياح. كفى. ان رينزي و(وزير الداخلية انجيلينو) الفانو هما شريكان في مأساة”، داعيا الى تظاهرة الاحد في ميلانو.

غير ان احداث هذا الاسبوع تختصر المآسي الرهيبة وبعض لحظات الفرح التي تتوالى منذ صيف 2013 قبالة ليبيا. فخلال هذه الفترة، غرق تسعة الاف شخص على الاقل في المتوسط فيما سجلت سفن البحرية وخفر السواحل الايطاليون ست ولادات.

وموجة الوافدين هذا الاسبوع ترفع العدد الى نحو 44 الفا منذ بداية السنة بحسب تعداد لمنظمة الهجرة الدولية، علما بانه يبقى دون العدد الذي سجل في 31 ايار/مايو العام الفائت والبالغ 47 الفا و400 مهاجر.

اما المخاوف من توجه السوريين والافغان والعراقيين العالقين جراء اغلاق طريق البلقان الى ايطاليا فلم تترجم واقعا حتى الان. فغالبية الوافدين هذا العام اتوا من افريقيا جنوب الصحراء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية