مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استئناف المفاوضات الماراتونية بين الاميركيين والايرانيين حول الملف النووي

وزير الخارجية الاميركي جون كيري (يسار) والى جانبه نظيره الايراني محمد جواد ظريف في مونترو في 2 اذار/مارس 2015 afp_tickers

التقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف نظيره الاميركي جون كيري مجددا الاثنين في مونترو بسويسرا على امل احراز تقدم في المفاوضات بين الطرفين حول البرنامج النووي الايراني.

والوقت يضيق امام التوصل الى تسوية سياسية قبل استحقاق 31 اذار/مارس بهدف التاكد من ان برنامج طهران النووي المثير للجدل لا يهدف الى صنع القنبلة الذرية.

ويعتزم كيري وظريف الاجتماع مجددا طوال نهار الثلاثاء وكذلك الاربعاء.

وحذر دبلوماسي يتابع المحادثات من انه بدون التوصل الى اتفاق في هذه المهلة التي حددتها مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا والمانيا) فان “المفاوضات يمكن ان تتوقف عند هذا الحد”.

ومنذ استئناف المفاوضات الدولية قبل 18 شهرا وتوقيع الاتفاق المرحلي في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، تبقي ايران ومجموعة الدول الست على تكتم شديد حيال مضمون المحادثات.

والاثنين عبر كيري عن قلقه من اي كشف “انتقائي” لمعلومات حول المفاوضات، ملمحا الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لكن بدون تسميته.

ونتانياهو موجود في واشنطن للقيام بحملة ضد اي اتفاق مع ايران وسيلقي خطابا امام الكونغرس الاميركي الثلاثاء.

وقال كيري في مؤتمر صحافي “سيكون اكثر صعوبة التوصل الى اتفاق”.

واضاف كيري “نحن لا نبحث عن اتفاق باي ثمن ولكن عن اتفاق يضمن لنا ان الطرق الاربع نحو امتلاك القنبلة الذرية قد اغلقت”.

من جهته اشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموجود ايضا في جنيف لحضور دورة الامم المتحدة والذي التقى على التوالي كيري وظريف الى تحقيق “تقدم ملحوظ”.

وقال لافروف لتلفزيون روسيا 24 “لقد بحثنا عددا من المسائل المرتبطة بالملف النووي الايراني وحصل تقدم ملحوظ بين مجموعة الدول الست وطهران”.

واذا كانت المفاوضات لا تزال محاطة بتكتم شديد الا ان بعض المعلومات وخصوصا في واشنطن اتاحت الاستنتاج بانه تم توضيح بعض النقاط فيما لا تزال اخرى عالقة.

وفي مقابل التزاماتها، تريد طهران رفعا سريعا للعقوبات المالية والنفطية التي تخنق اقتصادها.

وفي موازاة المباحثات بين وزيري الخارجية الايراني والاميركي استأنف المسؤولون السياسيون والخبراء من الوفدين اعمالهم الاثنين في مونترو التي يتوقع ان تستمر طوال الاسبوع على ان ينضم اليهم لاحقا الممثلون الاخرون في مجموعة 5+1 .

وكان وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز حاضرا لدى بدء الاجتماع مع المفاوضين الايراني علي اكبر صالحي والاميركية ويندي شرمان كما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.

وفي الاشهر الماضية التقى كيري وظريف مرارا في مدن اوروبية سعيا لاتفاق تطالب به الاسرة الدولية منذ عقد.

وكان ظريف دعا في كلمته امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف الدول الديموقراطية الغربية الى اجراء “مراجعة ذاتية” لمعرفة سبب انتاجها لمتطرفين اسلاميين يعيثون فسادا في العالم اليوم.

واتهم جواد ظريف الغرب ب”ازدواجية المعايير” في تعامله مع العالم الاسلامي، داعيا الغرب الى “مراجعة الذات”.

وقال ان على الديموقراطيات الغربية ان تتساءل “ما هو السبب وراء تبني عدد كبير من الافراد والجماعات من الجيل الثاني من مواطني الديموقراطيات الغربية ايدولوجيات متطرفة ويشاركون في اعمال ارهابية وحشية وعنف بشع”.

واضاف “من المخيف ان ارهابيي داعش (الاسم السابق لتنظيم الدولة الاسلامية) الذين يقطعون رؤوس المدنيين الابرياء يتحدثون لغات اوروبية بلهجة اصلية”.

وحذر من ان التجنيد الواسع للشباب الذين تم دفعهم الى التطرف ويقاتلون مع تنظيم الدولة الاسلامية وغيرها من الجماعات المتطرفة هو نتيجة “فشل منهجي قاد الى خلق مشاعر التهميش والاغتراب لدى افراد وجماعات ولدت وتربت وتعلمت في ديموقراطيات غربية”.

ويقدر مراقبون ان نحو 20 الف مقاتل اجنبي غادروا بلادهم لينضموا الى جماعات متطرفة خلال السنوات القليلة الماضية بما في ذلك نحو 4000 من الدول الغربية منذ 2012.

كما اكد ظريف على ان “تنظيمات القتل الجماعي” التي تنشر الارهاب في الشرق الاوسط ظهرت في البداية كمجموعات “مقاتلين من اجل الحرية” لمواجهة التدخلات الخارجية في عدد من دول المنطقة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية