مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استئناف محادثات بريكست بدون آمال كبرى باحراز تقدم

تستأنف المحادثات حول عملية بريكست الخميس في بروكست بين الاتحاد الاوروبي وبريطانيا دون آمال كبيرة بتحقيق اختراق ووسط اجواء من القلق ازاء الهشاشة المتزايدة لحكومة تيريزا ماي. afp_tickers

استؤنفت المحادثات الخميس في بروكسل حول عملية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي الذي أنذر بضرورة التوصل إلى اتفاق مبدئي على شروط الانفصال قبل نهاية الشهر لبدء المفاوضات التجارية سريعا بناء على رغبة لندن.

وبدأت جولة المفاوضات السادسة صباحا في مقر المفوضية الاوروبية ولم يخف الاوروبيون قلقهم المتزايد حيال ضعف محاورتهم المتزايد، اي الحكومة البريطانية المحافظة برئاسة تيريزا ماي.

ولا تحيي هذه الجلسة التي ستكون وجيزة آمال الاوروبيين باحراز تقدم حاسم، ومن المقرر اختتامها الجمعة بمؤتمر صحافي مشترك بين كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه ونظيره البريطاني ديفيد ديفيس.

وحذر بارنييه الخميس من روما من أن “الوقت ينفد”، قبل عودته بعد الظهر الى بروكسل، مضيفا ان “اوان الحصول على توضيح فعلي يقترب”.

وكان أكد الاربعاء في تغريدة ضرورة “تحقيق تقدم أكبر على صعيد ثلاثة مواضيع رئيسية” في مرحلة المفاوضات الراهنة هي التسوية المالية الشائكة لبريكست ومصير حقوق الاوروبيين المقيمين في بريطانيا والبريطانيين المقيمين في الاتحاد الاوروبي والمقرر في اواخر اذار/مارس 2019 وتبعات خروج بريطانيا من التكتل على ايرلندا.

وكان الاوروبيون ذكروا خلال الاجتماع الاخير للمجلس الاوروبي في تشرين الاول/اكتوبر بشرطهم القاضي بتحقيق “تقدم كاف” حول هذه الملفات لبدء التباحث مع لندن حول مرحلة انتقالية محتملة بعد بريكست بناء على رغبة ماي، وحول مستقبل العلاقات التجارية بين الجانبين.

– “كل شيء جاهز” –

قال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي لوكالة فرانس برس ان “كل شيء جاهز اعتبارا من 1 كانون الثاني/يناير” لبدء المفاوضات التجارية. واضاف “لكن في حال عدم التوصل في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر او الاسبوع الاول من كانون الاول/ديسمبر الى اتفاق” حول الاولويات الثلاث للدول ال27 فان “هذا يرجئ الامور الى شباط/فبراير أو اذار/مارس”.

وتابع المصدر “لسنا بحاجة الى خطابات بل الى التزامات خطية من قبل البريطانيين”، مشددا على ان الجولة السادسة التي تبدأ الخميس ستكون “شفوية فقط” ولن تستمر سوى “يوم ونصف يوم”.

من جهتها، تعتبر الحكومة البريطانية انها قامت بخطوة كبيرة عندما قدمت اقتراحات لضمان حقوق الاوروبيين الراغبين في البقاء في المملكة المتحدة بعد بريكست.

الا ان مجموعة النواب الاوروبيين الذي يتابعون بريكست برئاسة الليبرالي غي فيرهوفشتات لفتت الاربعاء الى ضرورة “حل مشاكل مهمة” في هذا الملف.

ويتعلق الخلاف الرئيسي الاخر بقيمة الاموال التي يتوجب على بريطانيا سدادها للوفاء بالتزاماتها المالية ازاء الاتحاد الاوروبي.

وكان رئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاجاني اشار مؤخرا الى ان الفاتورة تراوح بين “50 و60 مليار” يورو مؤكدا للمرة الاولى تقديرات غير رسمية تم تداولها في بروكسل وندد بـ”المبلغ الزهيد” الذي اقترحه لندن.

– إضعاف موقع ماي –

رغم كل شيء أراد الاوروبيون القيام بمبادرة خلال قمتهم في تشرين الاول/اكتوبر فوافقوا على اطلاق “التحضيرات الداخلية” للمفاوضات حول العلاقة المستقبلية مع المملكة المتحدة.

وتباحث ممثلو الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في الموضوع للمرة الاولى خلال اجتماع الاربعاء في بروكسل.

وشدد مصدر دبلوماسي على الهدف وهو “الاستعداد للمضي قدما بشكل سريع” في حال تم تحقيق “تقدم كاف” في كانون الاول/ديسمبر، لكن “ذلك لا يفرض اي حكم مسبق على المواضيع التي سيتم بحثها”، مشددا على ان بدء المرحلة الثانية من المفاوضات لا يزال بعيد المنال.

وما يزيد من تشاؤم الاوروبيين ضعف ماي المتزايد.

وقال دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي لوكالة فرانس برس “نحن قلقون بعض الشيء مما نشهده في الوقت الراهن في بريطانيا، نريد شريكا قويا في المفاوضات”.

وفيما تواجه ماي انقسامات داخلية حول شروط بريكست ازداد موقفها الضعيف مع استقالة عضو جديد في حكومتها الاربعاء اثر لقاءات غير مصرح عنها مع مسؤولين اسرائيليين.

وتقدمت وزيرة التنمية الدولية بريتي باتيل باستقالتها في الاسبوع نفسه بعد وزير الدفاع مايكل فالون الذي استقال مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بسبب فضيحة تحرش جنسي تهز الطبقة السياسية وتهدد باسقاط مقرب آخر من ماي هو نائبها داميان غرين وكذلك وزير الدولة للتجارة الدولية مارك غارنيير.

من جانب آخر خفضت المفوضية الاوروبية بشكل كبير الخميس توقعاتها للنمو في بريطانيا للعام 2017 مؤكدة ان اجواء “القلق” المرتبطة ببريكست من شأنها ان تلقي بثقلها على استثمارات الشركات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية