مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استخدام اجهزة كشف مزيفة للمتفجرات في باكستان رغم فضيحة دولية

موظف لدى شركة امنية يستخدم الة كشف متفجرات في اسلام اباد afp_tickers

لا تزال “العصي السحرية” تستخدم في باكستان لحماية المواقع الاستراتيجية رغم الفضيحة التي كشفت قبل سنوات وعلى نطاق واسع زيف هذه الاجهزة التي يفترض بها الكشف عن المتفجرات.

ويمضي عدد من مصممي النسخة الاصلية ل”العصا السحرية” عقوبات بالسجن بتهمة الاحتيال بينهم رجل الاعمال البريطاني جيمس ماكورميك. فنسخته “ايه دي اي-651” كانت مستخدمة بشكل واسع من قبل قوات الامن في العراق حيث انفق 85 مليون دولار لشراء نسخ منها حتى منعها رسميا الشهر الماضي.

وبرر مسؤول في وزارة الداخلية الباكستانية طالبا عدم كشف هويته استخدامها بقوله “اهميتها تقوم على الردع –فامر جيد ان يكون هناك اداة بايدي افراد الشرطة وعناصر قوات الامن”.

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت طالبان وتنظيم القاعدة اللذين تسبب مقاتلوهما بسقوط اكثر من 60 الف قتيل في باكستان منذ العام 2004، على علم بعملية الخداع، اقر ب”نعم، هما على علم بالامر على الارجح”.

واكد مسؤولان حكوميان كبيران اخران طلبا عدم كشف هويتهما ايضا، استخدام اجهزة كشف خادعة.

ويرى مراقبون ان هذا الصمت قد يكون مرتبطا بكسب مبالغ كبيرة، وبالخوف من اعمال انتقامية من عدد من البيروقراطيين ان تحدثوا علنا عن الوقائع.

واوضح مسؤول سابق في وزارة الداخلية “ان اناسا مقتدرين يكسبون المال من عمليات احتيال كهذه، ولا يمكن الاساءة الى الاقوياء حتى وان كان ذلك يعرض حياة اخرين للخطر”.

– تهديد للامن العام –

وكانت باكستان استوردت اجهزة كشف من هذا النوع مصنوعة في الخارج، مثل “ايه دي اي-“651 واخرى المانية “سنيفيكس”، بحسب مصدر حكومي. لكن قوات امن المطار الباكستانية بدأت في 2009 بتصنيعها وتسويق نسختها من “العصا السحرية”.

وبيعت اكثر من 15 الف وحدة منها في البلاد بسعر 70 الف روبية (700 دولار) للوحدة بحسب مسؤول، اي ما يسجل رقم اعمال اجمالي يزيد عن 10 ملايين دولار.

وقوة امن المطار التي رفضت الادلاء باي تعليق حول الموضوع، هي رسميا مؤسسة مدنية. لكنها تضم عددا من كبار الضباط معينين من مؤسسة الجيش النافذة التي تتمتع بنفوذ كبير على السياسة الباكستانية في شؤون الدفاع والخارجية.

وتستخدم العصي السحرية الباكستانية المسماة “خوجي” (المكتشف) من قبل قوات الامن لحماية المطارات والمباني الحكومية. وقد بيعت ايضا بشكل كبير الى القطاع الخاص بغية حماية المراكز التجارية والفنادق والمطاعم السريعة.

ويعتبر جي شاكو الخبير الامني المقيم في لندن ان مثل هذه الاجهزة تعرض حياة الكثيرين للخطر.

وقال “ان شعور ارتياح مصطنعا نتيجة وجود ادوات لا تعمل يمثل خطرا على الامن العام”.

– “مسحوق الدجالين” –

ويوصف الجهاز بانه “دقيق بنسبة 90%” بحسب نسخة لكتيب التعليمات حصلت عليه وكالة فرانس برس، لكن الخبراء يعتبرون ان لا اساس علميا جديا له.

وتقول التعليمات “ان كوجي (…) قادر على كشف متفجرات عن بعد مئة متر، حتى عندما يكون المفجر مخبأ خلف جدران او حواجز معدنية مثلما هو الامر في بعض المباني او السيارات”.

وتضيف “انه يكشف التفاعلات بين الحقل المغناطيسي للارض والمتفجرات والكاشف والجسم البشري”.

ويعتبر اندريا سيلا برفسور الكيمياء في جامعة كوليدج بلندن هذه المعلومات “مضحكة”.

وقال لفرانس برس “لا يوجد اي اساس علمي لعمل هذه الاجهزة”، مضيفا “انها ليست سوى +مسحوق دجالين+”.

وشاطره الرأي برويز هودبوي عالم الفيزياء الباكستاني المعروف المتخرج من مدرسة الهندسة الاميركية المرموقة ام آي تي والذي قال “انها عملية احتيال. لا يوجد اي وسيلة لكشف متفجرات بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية”.

ويحاول علماء حاليا تطوير اجهزة فعلية كاشفة للمتفجرات قادرة على رصد العناصر مثل الاسيتون الثلاثي والبيروكسيد الثلاثي، لكن ابحاثهم لا تزال في مراحلها الاولية.

الى ذلك اكد مستشار غربي في الشؤون الامنية مقره في كابول “ان الالة الوحيدة القادرة حاليا على شم المتفجرات هي الكلب”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية