مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استقالة مستشار النمسا بعد فوز مرشح اليمين المتطرف في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية

مستشار النمسا فيرنر فايمان في 22 حزيران/يونيو 2015 afp_tickers

استقال مستشار النمسا فيرنر فايمان، زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الاثنين من كافة مهامه تحت الضغوط بعد أسبوعين من الانتكاسة التي مني بها حزبه امام التيار اليميني المتطرف المناهض للهجرة في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية.

وقال فايمان (56 عاما) الذي يتولى منصب المستشار منذ ثماني سنوات، في بيان انه لم يعد يحظى بالدعم القوي من حزبه.

واضاف “نتيجة لهذا الدعم غير الكافي فانني اتحمل التبعات واستقيل من وظائفي كزعيم للحزب ومستشار اعتبارا من اليوم”.

وهيمن الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الشعب من اليمين الوسط المحافظ حليفه في الائتلاف الحكومي منذ 2008، على السياسة النمسوية منذ الحرب العالمية الثانية، الا ان التاييد لهما تقلص خلال السنوات الماضية.

وفي الانتخابات العامة الاخيرة العام 2013 حصل الحزبان على الغالبية بصعوبة، واشارت الاستطلاعات الى ان تحقيق نفس النتيجة في الانتخابات التالية المقررة في 2018 سيكون صعبا.

وعلى غرار ما يحدث في اوروبا حاليا، خسر الحزبان الرئيسيان تاييد الجماعات الهامشية، وهزما امام حزب “الحرية” اليميني المتطرف وهو الحزب السابق للراحل المثير للجدل يورغ هايدر.

واستفاد اليمين المتطرف من حالة الاستياء المتزايدة ازاء الهجرة بعد ان استقبلت النمسا العام الماضي 90 الف طالب لجوء.

لكن نسبة البطالة ارتفعت اثناء فترة حكم الحزبين وفقدت النمسا لقبها بانها اقل دول الاتحاد الاوروبي من حيث معدلات البطالة. كما واجه الائتلاف صعوبات تتعلق بالاصلاحات الهيكلية.

– صعود اليمين المتطرف –

يتصدر حزب الحرية استطلاعات الراي في النمسا، وفاز مرشح الحزب نوبرت هوفر بالجولة الاولى من الانتخابات الى منصب الرئاسة في 24 نيسان/ابريل، بعد نيله 35% من الاصوات.

وهوفر (45 عاما) يقدم نفسه على انه شخصية ودودة ومنطقية وسيواجه الان الكسندر فان دير بيلين الرئيس السابق لحزب الخضر في الجولة الثانية من الانتخابات التي ستجري في 22 ايار/مايو.

وحل مرشحا الحزبين الحاكمين في المرتبتين الرابعة والخامسة ولم يتمكنا من الوصول الى جولة الاعادة حيث حصل كل منهما على 11 بالمئة من الاصوات فقط.

ويعني هذا الفشل التاريخي انه للمرة الاولى منذ 1945 لن يكون الرئيس من هذين الحزبين.

كما يعني ان الرئيس الجديد قد يستخدم بعض سلطاته القوية التي ينص عليها دستور البلاد، ولم يستخدمها اي رئيس من قبل.

ونظريا يستطيع الرئيس النمسوي اقالة الحكومة — كما هدد هوفر في حال انتخابه – او حل البرلمان. وقال فان دير بيلين انه لن يعين حكومة يقودها حزب الحرية.

– “فترة تامل” –

سيحل نائب المستشار رينولد ميترليهنر من حزب الشعب محل فايمان مؤقتا، الا انه لم يتضح من سيكون خلفه الدائم.

وطرح اسمح كريستيان كيرن رئيس شركة القطارات الوطنية وغيرهارد زيلر الرئيس السابق لاذاعة أو.ار.اف الوطنية كمرشحين لخلافته.

وسيتولى رئيس بلدية فيينا مايكل هايوبول الذي يحظى بشعبية واسعة، زعامة الحزب بدلا من فايمان مؤقتا.

ومن المقرر ان تجتمع اللجنة المركزية للحزب في وقت لاحق من الاثنين لاختيار خلفا لفايمان في زعامة الحزب.

وشكك زعيم حزب الحرية هاينز-كريستيان ستراخ في قدرة الحزب الديموقراطي الاشتراكي على قيادة البلاد.

واكد ان استقالة فايمان “لا تحل مشكلة الحزب الديموقراطي الاشتراكي الاساسية وهي سياساته الخاطئة تماما التي يتم اتخاذها دون استشارة الناس وضد مصالح النمسا”.

وقالت جوليا هير رئيس التيار الشبابي في الحزب الديموقراطي الاشتراكي التي هتفت ضد فايمان في اخر تجمع،ان الحزب يحتاج الى “اعادة تشكيل نفسه من حيث المحتوى والتنظيم” ويجب “ان يقف الى جانب العمال مرة اخرى”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية