مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسرائيل تتعهد ملاحقة دروز ضربوا جريحا سوريا حتى الموت

درزيان خلال تظاهرة في مجدل شمس في الجولان دعما للاسد وللمطالبة بحماية دروز سوريا afp_tickers

تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء ملاحقة دروز في هضبة الجولان السورية المحتلة هاجموا مساء الاثنين سيارة اسعاف عسكرية تنقل جريحين سوريين وضربوهما متسببين بمقتل احدهما واصابة الاخر بجروح خطرة.

ودان مشايخ الدروز والقيادات الدرزية المدنية الهجوم على سيارة الاسعاف في حين يشعر الدروز بالقلق حيال مصير ابناء طائفتهم في سوريا الذين يتعرضون لهجمات المجموعات الجهادية.

يذكر ان عشرين درزيا على الاقل قتلوا برصاص عناصر من جبهة النصرة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا في 11 الشهر الحالي، وكانت المرة الاولى التي يقتل فيها هذا العدد من الدروز في حادث واحد، منذ بدء النزاع في سوريا قبل اكثر من اربع سنوات.

وقال متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية في بيان ان “حشدا هاجم بالحجارة سيارة اسعاف عسكرية قرب (قرية) مجدل شمس في الجولان واصاب من كان فيها (…). وقد قتل احد الجرحى السوريين الذي كان فيها اثر الهجوم”. واورد البيان ان جريحا سوريا اخر كان ينقله الجيش الاسرائيلي اصيب بجروح بالغة.

كذلك، اصيب الجنديان اللذان كانا يقودان سيارة الاسعاف بجروح طفيفة.

وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نحو مئتين من سكان قرية مجدل شمس الدرزية شاركوا في الهجوم وقاموا برشق سيارة الاسعاف بالحجارة وارغموها على التوقف ثم جروا الجريحين الى الخارج وضربوهما.

وقال نتانياهو في بيان “انظر إلى هذا الحادث ببالغ الخطورة. سنعثر على من قام بذلك وسنقدمهم للعدالة”.

واضاف نتانياهو “نحن دولة قانون ولا علاقة لنا بالفوضى التي تتفشى من حولنا” داعيا قيادات الدروز في اسرائيل للعمل على تهدئة الاوضاع والسيطرة على الامور.

وتلقى مئات من السوريين الذين اصيبوا جراء المعارك في سوريا، العلاج في اسرائيل.

واكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الثلاثاء في بيان ان ما حدث الاثنين يعد “جريمة قتل”.

وقال “لن نتمكن من تجاهل ذلك، وستتعامل سلطات الامن مع ذلك بحزم”.

لكن البائعة سعاد فهد الدين (33 عاما) من مجدل شمس قالت ان الرجلين “يستحقان ما اصابهما. كان يجب توقع ذلك لا يحق لاسرائيل معالجتهما ثم ارسالهما مجددا الى هناك ليعاودا القتل”.

اما التاجر طارق عودت (27 عاما) فقال ان “دروز سوريا جزء منا ما حدث بالامس ليس هجوما ضد اسرائيل انما ضد جبهة النصرة. سنقاتل حتى نمنع معالجتهم هنا”.

وفي المقابل، اكد الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في اسرائيل عقد اجتماع طارىء للقيادات الدينية والمدنية في الطائفة التي “دانت بشدة هذه الاعمال”.

وقال طريف لوكالة فرانس برس “هذا ليس اسلوبنا. يؤلمنا الذي حدث” ووصف الهجوم “بالعمل المشين الذي ارتكبه خارجون عن القانون”.

وبحسب طريف فان “الديانة الدرزية والقيم والتقاليد تمنع الحاق الاذى بالمصابين”.

من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الرجلين اللذين كانا في سيارة الاسعاف العسكرية الاسرائيلية هما من “ارهابيي جبهة النصرة”.

وتتهم دمشق اسرائيل بدعم القوات التي تقاتل النظام في سوريا.

ونفت اسرائيل ان يكون السوريان من مقاتلي المعارضة وقالت انهما مدنيان.

وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال موتي الموز لاذاعة الجيش الاسرائيلي “الادعاءات باننا نقدم المساعدة لجبهة النصرة غير صحيحة”.

واعرب دروز سوريا الذين يشكلون اقل من 2 في المئة من السكان، عن مخاوفهم اخيرا من تقدم مقاتلي المعارضة السورية ولا سيما الجماعات الاسلامية المتطرفة في اتجاه مناطقهم.

وناشد قادة الدروز في اسرائيل ومن بينهم ايوب قرا، عضو البرلمان عن حزب الليكود اليميني الحاكم، الحكومة تقديم المساعدة للدروز في سوريا.

ويقول مسؤولون اسرائيليون ان 110 الاف درزي يعيشون في شمال اسرائيل و20 الفا في الجولان التي تحتلها اسرائيل.

واحتلت اسرائيل هضبة الجولان (1200 كلم مربع) خلال حرب 1967 وضمتها بعد ذلك في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وبحسب ارقام صادرة عن متحدث باسم الجيش الاسرائيلي فان اسرائيل قدمت العلاج لاكثر من 1600 سوري في السنوات الثلاث الماضية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية