مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسرائيل توافق على بناء اكثر من 450 وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة

مبان قيد الانشاء في مستوطنة حار حوما في القدس الشرقية afp_tickers

وافقت اسرائيل الاربعاء على بناء اكثر من 450 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما اعلنت حركة السلام الان الاسرائيلية المناهضة للاستيطان، ما اثار ردة فعل عنيفة من قبل الادارة الاميركية.

وكانت “السلام الان” اعلنت في البداية الموافقة على بناء 466 وحدة استيطانية ثم عادت لتؤكد انه تم اقرار بناء 463 وحدة.

واكدت حاغيت اوفران من الحركة لوكالة فرانس برس ان 50 من الوحدات الاستيطانية حصلت على موافقة نهائية من اللجنة المختصة في الادارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية، بينما تم منح الضوء الاخضر الاولي ل234 وحدة استيطانية في مستوطنة الكانا.

وبالاضافة الى ذلك، تم ترخيص 179 وحدة استيطانية بنيت بالفعل في مستوطنة افرايم بأثر رجعي.

وبحسب اوفران فان كافة هذه الموافقات “اشكالية” مشيرة الى ان الاسرائيليين “يواصلون التخطيط وتقديم التخطيط بشكل عام وهو امر سيء لحل الدولتين وسيء لاسرائيل”.

وسرعان ما اعلن مسؤول اميركي “نحن قلقون للغاية من اعلان الحكومة الاسرائيلية اليوم الموافقة على خطط لبناء اكثر من 500 وحدة سكنية في الضفة الغربية”.

واضاف ان “هذا التوسيع الكبير للمستوطنات يشكل تهديدا خطيرا جدا ومتزايدا لامكانية تنفيذ الحل القائم على دولتين”.

وتابع المسؤول ان تصرفات اسرائيل تناقض توصيات اللجنة الرباعية التي تضم الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة.

وكان موفد الامم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف اكد الاثنين ان توسيع النشاط الاستيطاني تزايد خلال الشهرين اللذين اعقبا دعوة اللجنة الرباعية لوقف بناء المستوطنات اليهودية على الاراضي الفلسطينية.

وفي تقريرها دعت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، اسرائيل الى وقف بناء المستوطنات كما دعت الفلسطينيين الى التوقف عن التحريض على العنف.

الا ان ملادينوف اكد ان اسرائيل لم تستجب لهذه الدعوة.

ويعيش 600 الف مستوطن في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين. ويعد الاستيطان العائق الرئيسي امام عملية السلام بحسب المجتمع الدولي.

ورفضت حكومة نتانياهو مرارا الدعوات لوقف توسيع المستوطنات مؤكدة ان المشاريع السكنية ليست عائقا في وجه السلام.

–“تحريف للتاريخ؟”

ومنذ الاول من تموز/يوليو طرحت اسرائيل خططا لبناء اكثر من الف وحدة سكنية في القدس الشرقية المحتلة و735 وحدة في الضفة الغربية، بحسب ملادينوف.

كما طرحت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عطاءات لبناء 323 وحدة سكنية لتوسيع مستوطنات في القدس الشرقية، و42 وحدة سكنية في مستوطنة كريات اربع قرب الخليل وخصصت لذلك 13 مليون دولار.

واضاف ان “توصيات (التقرير) لا تزال تلقى تجاهلا، حيث ارتفع عدد الاعلانات المتعلقة (ببناء) المستوطنات الاسرائيلية واستمرت عمليات الهدم”.

ومن جانبها، قالت الحكومة الاسرائيلية ان انتقادات الامم المتحدة للاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، امر “سخيف”.

واعتبر ديفيد كيز المتحدث باسم نتانياهو في بيان ان تصريحات ملادينوف “تشكل تحريفا للتاريخ وللقانون الدولي”.

وبحسب كيز فان “اليهود كانوا في القدس ويهودا والسامرة (الاسم الاستيطاني للضفة الغربية) لالاف السنين ووجودهم هناك ليس عائقا امام السلام”.

واعتبر كيز ان “الادعاء بان البناء اليهودي في القدس غير قانوني هو ادعاء سخيف مثل الادعاء بان البناء الاميركي في واشنطن او البناء الفرنسي في باريس هو غير قانوني”.

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية العام 1967 واعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وتعتبر اسرائيل ان القدس بشطريها عاصمتها “الابدية والموحدة” في حين يسعى الفلسطينيون الى ان تكون القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولتهم العتيدة.

ويعد وضع القدس والاستيطان من اهم الامور التي ساهمت في تعثر مفاوضات السلام المتوقفة منذ نيسان/ابريل 2014.

وفي قرار تبناه العام 1979 اعتبر مجلس الامن الدولي جميع المستوطنات في الاراضي المحتلة غير قانونية.

وكان من المفترض ان يكون تقرير الرباعية اساسا لاحياء عملية السلام المتوقفة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية