مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسقاط مقاتلة اوكرانية والمانيا تشدد على تجنب المواجهة العسكرية بين موسكو وكييف

جنديان اوكرانيان يعتقلان مشتبها بالتجسس لصالح الميليشيات الموالية لروسيا في دونيتسك في 16 اب/اغسطس 2014 afp_tickers

اسقط الانفصاليون الاوكرانيون الاحد طائرة حربية اوكرانية في شرق البلاد حيث من المفترض ان تتوجه القافلة الانسانية الروسية المثيرة للجدل، في وقت شدد فيه وزير خارجية المانيا على ضرورة تجنب المواجهة العسكرية بين موسكو كييف باي ثمن.

ودعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير الى ضرورة التجنب باي ثمن حدوث “مواجهة مباشرة بين القوات المسلحة الاوكرانية والروسية” يمكن ان “ينزلق” اليها الوضع الحالي.

وقال الوزير لدى استقباله نظرائه الروسي والاوكراني والفرنسي “اذا لم ننتبه جيدا (..) سننزلق اكثر فاكثر الى مواجهة مباشرة بين القوات المسلحة الاوكرانية والروسية” مضيفا “يجب تفادي حدوث ذلك باي ثمن”.

واضاف ان الاجتماع الرباعي يهدف “الى تسهيل التقدم باتجاه وقف لاطلاق النار” موضحا انه “لا توجد ضمانات” بنجاح ذلك.

وتابع انه ازاء التوتر الشديد للوضع ميدانيا في شرق اوكرانيا ومع اعلان الجهات المعنية رغبتها في التفاوض “كان سيبدو من غير المسؤول عدم اغتنام” هذه النوايا الطيبة.

وقال الوزير الالماني “نحتاج حلا طويل الامد، ونحن نحاول تحديد مراحل التوصل اليه” لكنه قال “لا نزال بعيدين عن حل سياسي” للازمة.

على صعيد اخر، اسقط الانفصاليون خلال المعارك الضارية الدائرة في منطقة لوغانسك مقاتلة من طراز ميغ 29، بعد ان كبدتهم خسائر وفق ما اعلن المتحدث باسم العملية العسكرية الاوكرانية في شرق اوكرانيا ليونيد ماتيوخين مؤكدا ان الطيار قفز منها ويوجد حاليا في “مكان آمن”.

من جهة اخرى، اعرب الجيش الاوكراني عن ارتياحه لان القوات النظامية استعادت مركز شرطة من الانفصاليين الموالين لروسيا في معقلهم لوغانسك الذي حرم منذ اسبوعين من الماء والكهرباء ومن اي اتصال بالخارج.

وفي دونيتسك كبرى مدن المنطقة والمعقل الاخر للمتمردين، احتدمت المعارك ليلة السبت الاحد في اقليم بيتروفسكي حيث احترقت عدة منازل ، بحسب مراسلة فرانس برس وقتل عشرة مدنيين في دونيتسك خلال 24 ساعة، بحسب السلطات البلدية.

وقال المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو لوكالة فرانس برس ان روسيا ادخلت الى اوكرانيا ثلاث قاذفات صواريخ متعددة الفوهات من نوع غراد منددا بعشرة انتهاكات للمجال الجوي الاوكراني من طائرات روسية بدون طيار.

وقد توترت الاجواء قبيل اجتماع برلين بين وزراء الخارجية الروسي والاوكراني والالماني والفرنسي لدى اعلان كييف انها “دمرت” جزئيا رتلا من الدبابات الروسية.

واثار دخول ذلك الرتل الى اوكرانيا وقد شاهده صحافيون بريطانيون واكدته كييف، الاستنكار في الغرب.

وكتب وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين على شبكة تويتر “اننا متوجهون الى برلين، وستكون المباحثات صعبة، من المهم جدا وقف تدفق الاسلحة والمرتزقة من روسيا”.

وبحسب شتاينماير، فان المباحثات كانت ستتطرق “قبل كل شيءالى وقف دائم لاطلاق النار والى اطار للمراقبة الفعلية للحدود”.

وفي مكالمة هاتفية اعتبر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو السبت ان ارسال رتل مدرعات روسية الى اوكرانيا وتزويد الانفصاليين باسلحة متطورة لا ينسجمان مع الرغبة في تحسين الوضع الانساني في شرق اوكرانيا.

كذلك تحادثت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل هاتفيا مع بوروشنكو السبت وحثا على “وقف الامدادات بالاسلحة” من روسيا الى اوكرانيا.

وسخرت موسكو التي تنفي باستمرار تزويد الانفصاليين بالاسلحة او العتاد عبر الحدود من كييف وقالت انها “دمرت اشباحا”.

ونفت الرئاسة الروسية تصريحات احد زعماء المنشقين الاوكرانيين بشان تسلمهم شحنة كبيرة من الاسلحة والعربات المدرعة من روسيا.

وصرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين لاذاعة موسكو “اكدنا مرارا اننا لم نرسل اي معدات عسكرية الى هناك”.

ولم يتطرق بيسكوف الى مزاعم المتمردين بارسال دفعة جديدة من القوات المدربة على “الاراضي الروسية”.

وكان “رئيس وزراء” جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، الكسندر زاخارتشنكو صرح في اجتماع للمنشقين ظهر في تسجيل فيديو نشر الجمعة على موقع يوتيوب بانه تم تعزيز وحداتهم ب “150 من المعدات العسكرية بينها 30 دبابة ومدرعات اخرى ونحو 1200 مقاتل تلقوا تدريبا لمدة اربعة اشهر في الاراضي الروسية” مشيرا الى ان هذه المساعدة الروسية “تاتي في توقيت حاسم”.

ويبدو ان مصير القافلة الانسانية الروسية التي تشتبه كييف والغرب في انها ارسلت لتكون ذريعة لتدخل روسي، ما يزال بعيدا عن التسوية الاحد.

واعلن ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر باسكال كوتا انه شاهد صباح الاحد شاحنات القافلة “بشكل اجمالي” لكن التفتيش الرسمي من الصليب الاحمر الذي من شأنه ان يسمح لهذه القافلة بان تعبر الحدود الاوكرانية، لم يبدأ بعد، وفق ما قال ناطقون باسم الصليب الاحمر.

ووصلت الى المركز الحدودي الروسي بدونيتسك 16 من حوالى 300 شاحنة روسية تحمل 1800 طن من المساعدات الانسانية، متوقفة منذ الخميس في كامينسك شختينسكي على بعد ثلاثين كيلومترا عن المعبر.

وقال مصدر غربي قريب من الملف لفرانس برس ان “انها بالتاكيد طريقة للضغط”.

وقالت الناطقة باسم الصليب الاحمر في موسكو “اشك في ان يبدأ التفتيش الرسمي اليوم، ربما غدا او بعد غد”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية