مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اشتباكات محدودة لليوم الثاني في شرق مدينة سرت الليبية

مقاتلون موالون لفجر ليبيا في سرت 15 مارس 2015 afp_tickers

شهدت مدينة سرت الليبية لليوم الثاني على التوالي اشتباكات محدودة استمرت لساعات عدة بين القوات الموالية للسلطة الحاكمة في طرابلس ومسلحين متطرفين يسيطرون على اجزاء من المدينة، بحسب ما افاد الاحد مصدر محلي.

وقال مسؤول في المجلس المحلي للمدينة الساحلية الواقعة على بعد نحو 400 كلم شرق طرابلس لوكالة فرانس برس “دارت صباح اليوم اشتباكات جديدة عند الاطراف الشرقية لمدينة سرت”.

واضاف “استمرت الاشتباكات بين المقاتلين الليبيين وعناصر تنظيم الدولة الاسلامية لساعات معدودة قبل ان يعم الهدوء المدينة واطرافها الشرقية”.

وشاهد مراسل فرانس برس الموجود عند الاطراف الغربية للمدينة تجمعات للمقاتلين المنتمين الى مجموعة “فجر ليبيا” التي تضم خليطا من الجماعات المسلحة الموالية للسلطة الحاكمة في العاصمة.

وافاد ان الهدوء عاد الى سرت بعد اشتباكات محدودة دارت في شرق المدينة صباحا.

وكانت الاطراف الشرقية لمدينة سرت شهدت السبت اشتباكات بين مجموعة من قوات “فجر ليبيا” ومسلحي تنظيم الدولة الاسلامية.

وهذه اول اشتباكات بين الطرفين منذ سيطرة مجموعة مسلحة اعلنت انها تنتمي الى التنظيم المتطرف في شباط/فبراير الماضي على مؤسسات حكومية في سرت ونظمت استعراضا عسكريا في بعض شوارعها.

وقتل في اشتباكات السبت بحسب وزارة الدفاع في الحكومة غير المعترف بها دوليا والتي تدير السلطة في طرابلس العديد من قيادات التنظيم، فيما “نتج عن هذه الاحداث سقوط اربعة شهداء” من قوات “فجر ليبيا”.

ووفقا لبيان صادر عن الوزارة نشر على الموقع الالكتروني لحكومة طرابلس مساء السبت، فان الاشتباكات اندلعت بعدما اغلق عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الطريق الساحلي شرق سرت اثر “القبض على مجموعة من قياداتهم”.

في موازاة ذلك، ذكر بيان تعذر التاكد من صحته نشر على صفحة تحمل اسم “عملية فجر ليبيا” على موقع فيسبوك، ان الاشتباكات مع تنظيم الدولة الاسلامية “عمل في منتهى الاخلاص لله ثم للوطن”.

وحمل هذا البيان توقيع “المكتب الاعلامي لعملية فجر ليبيا”.

وكانت الصفحة نفسها نشرت مساء السبت بيانا جاء فيه “اليوم اكد ابطال فجر ليبيا انهم مشروع دولة”.

وقوات “فجر ليبيا” التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ آب/اغسطس 2014 هي خليط من المجموعات المسلحة الموالية لتحالف قوى سياسية، بينها احزب اسلامية، مناهضة للحكومة المعترف بها دوليا والتي تدير اعمالها من طبرق شرق البلاد الى جانب برلمان منتخب.

وفي طرابلس حكومة موازية تدير السلطة السياسية فيها منذ سيطرة قوات “فجر ليبيا” على العاصمة، تعمل الى جانب “المؤتمر الوطني العام” المنتهية ولايته والذي يعتبر الذراع التشريعية لهذه الحكومة التي تطلق على نفسها اسم “حكومة الانقاذ الوطني”.

وتشهد ليبيا منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 فوضى سياسية وامنية محورها الصراع على السلطة التي تتقاسمها حاليا الحكومتان في العاصمة وطبرق.

وفي طرابلس، تعرضت الاحد نقطة تفتيش للقوات الموالية للسلطة الحاكمة في العاصمة لهجوم صاروخي في منطقة تقع في غرب العاصمة.

وقال متحدث باسم القوات التي تسيطر على طرابلس لفرانس برس “هاجم مجهولون نقط تفتيش في منطقة جنزور بالقذائف الصاروخية”، من دون ان يعطي تفاصيل اضافية.

ومساء، اعلن مصدر في مديرية امن جنزور لفرانس برس ان الهجوم ادى الى مقتل شخص واحد واصابة خمسة اخرين بجروح. وتعذر تأكيد هذه الحصيلة من قبل مصدر اخر.

وشاهد مراسل فرانس برس مجموعات مسلحة وقد اغلقت الطرق المؤدية الى مكان الهجوم.

ونشرت حسابات مؤيدة لتنظيم الدولة الاسلامية على موقع تويتر صورا لتفجير قالت انها للهجوم، وتظهر تبني التنظيم للعملية، حيث كتب في اسفل هذه الصور “تفجير حاجز تابع لمديرية امن جنزور على الطريق الساحلي”.

وحملت الصور شعار “ولاية طرابلس”.

وشهدت العاصمة الليبية في الاسابيع الماضية تفجيرات استهدفت سفارات ومراكز امنية، تبنى معظمها تنظيم الدولة الاسلامية.

والى جانب سرت وبعض المناطق الواقعة الى شرق المدينة، ينشط هذا التنظيم الجهادي المتطرف في الشرق الليبي، وخصوصا في مدينة درنة الواقعة على بعد نحو 1300 كلم شرق طرابلس.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية