مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اشتباكات واحتجاز رهائن في هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية ضد مقر أمني جنوب اليمن

سيارة تشتعل اثر تفجير انتحاري في الحوطة بمحافظة لحج في 27 آذار//مارس 2017 afp_tickers

تحتجز مجموعة من المسلحين في مدينة عدن اليمنية عناصر في القوات الحكومية بعدما هاجمت مقرا امنيا في العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها وقتلت 15 عنصر امن بينهم شرطيتان جرى اعدامهما بالرصاص.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الهجوم ضد مقر ادارة المباحث العامة في عدن. وقال ان انتحاريا يمنيا فجر نفسه في سيارة مفخخة عند مدخل المقر، ثم قام مسلحون اخرون من التنظيم بمهاجمة المبنى.

وتتعرض معسكرات ومواقع للتنظيم المتطرف الى ضربات جوية تشنها طائرات اميركية من دون طيار.

كما يتعرض تنظيم القاعدة في جنوب البلد الفقير الى حملة عسكرية تقودها قوات نخبة دربتها القوات الاماراتية نجحت في طرد عناصر الجماعة المتطرفة من العديد من معاقلها الرئيسية.

وأكدت مصادر أمنية في عدن لوكالة فرانس برس ان انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر نفسه في مقدم موكب مدير أمن عدن العميد شلال شايع، أثناء دخوله مقر عمله، مضيفة ان مدير الأمن نجا من الهجوم.

وأضافت أنه عقب العملية الانتحارية تعرض المبنى والموكب لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين تمركزوا فوق أسطح مبان تقع في محيط مقر ادارة المباحث.

– انتحاريون ورهائن –

واستمرت الاشتباكات لساعات فيما دفعت ادارة أمن عدن بتعزيزات أمنية من معسكر جبل حديد لتطهير المباني من المسلحين الذين تمكنوا من دخول مبنى ادارة المباحث في خضم الاشتباكات.

وفي داخل المبنى، قام المسلحون بأخذ عناصر أمن لم يعرف عددهم بعد رهائن، بينهم شرطيتان قاموا باعدامهما بالرصاص، قبل ان يحرروا مجموعة من السجناء من مركز توقيف في المبنى ذاته.

ولا تزال الاشتباكات مستمرة بحسب هذه المصادر، بينما يحتجز المهاجون عناصر الامن.

وحاولت القوات الامنية اقتحام المبنى اكثر مرة، ومع كل محاولة فجر انتحاري نفسه، حتى بلغ عدد الانتحاريين الذين فجروا انفسهم ثلاثة.

وفي المحاولة الثالثة، تمكنت القوات الحكومية من تحرير أربعة من عناصر الامن الرهائن بينهم ضابط برتبة عقيد، بحسب المصادر ذاتها التي اكدت وجود رهائن اخرين.

وقالت المصادر الامنية ان 15 عنصرا في قوات الامن قتلوا في انفجار السيارة المفخخة وفي الاشتباكات التي تلت الانفجار، بينما قتل تسعة من المهاجمين اضافة الى الانتحاريين الاربعة.

والعميد شايع من القيادات الأمنية البارزة في عدن ومدعوم من الإمارات العربية المتحدة ويعتبر الخصم اللدود لتنظيمي الدولة الاسلامية والقاعدة اللذين حاولا اكثر من خمس مرات استهداف موكبه، منذ استعادة القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية عدن من الحوثيين صيف 2015.

وشنت قوات الأمن بقيادة العميد شايع حملة ضد الجهاديين في عدن، التي لم تشهد هجمات كبيرة في الأشهر الأخيرة.

– غارات على صنعاء –

يشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين المتحالفين مع مناصري صالح في أيلول/سبتمبر من العام نفسه.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وخلّف النزاع اليمني اكثر من 8650 قتيلا واكثر من 58 الف جريح بحسب ارقام الامم المتحدة. وقد تسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.

وينتشر المسلحون الجهاديون في اليمن منذ عقدين، واغتنموا الفوضى الناجمة عن الحرب بين الحكومة والمتمردين لتعزيز مواقعهم خلال السنوات الاخيرة خصوصا في جنوب البلاد.

لكن قوات النخبة المدربة اماراتيا استعادت معاقل مهمة في الاسابيع الاخيرة، بينما قصفت الطائرات الاميركية معسكرات لتنظيم الدولة الاسلامية.

ووقع هجوما اليوم بعيد تطور امني في النزاع بين الحوثيين والسعودية، بعدما استهدف صاروخ باليستي مطار الرياض مساء السبت قبل ان يتم اعتراضه في الجو، الا ان شظايا منه وقعت في حرم المطار.

والأحد اتهم الحوثيون الطائرات السعودية بشن غارات ضد مواقع في صنعاء بينها ساحة السبعين التي عادة ما تنظم فيها الاحتفالات الكبرى، ومقر وزارة الدفاع.

وشاهد مصور فرانس برس دمارا واثار حرائق في موقع ساحة السبعين في جنوب العاصمة اليمنية.

بو-فوم-ني-مح/مع/اع

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية