مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اطلاق نار في لوغانسك وقلق في دونيتسك وجهود فرنسية المانية جديدة

مسلح انفصالي موالي لروسيا يجلس في سيارة اثناء حراسة مدخل مبنى بلدية لوغانسك في اوكرانيا في 9 تموز/يوليو 2014 afp_tickers

تتزايد مشاعر القلق الاربعاء في دونيتسك معقل الانفصاليين التي تؤكد كييف السيطرة على منافذها فيما يتوقع ان تدفع برلين وباريس الى تسوية سياسية خلال محادثة هاتفية مرتقبة مع الرئيس الاوكراني.

رغم ذلك فالوضع هادئ في دونيتسك حيث تعمل وسائل النقل العام والعديد من المتاجر بصورة طبيعية في حين لم يرصد اي تحرك كبير لقوات كييف باتجاه مواقع المتمردين.

في لوغانسك حيث اعلنت البلدية سقوط ثلاثة قتلة وخمسة جرحى خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية لم يعلن عن قصف جوي او مدفعي خلال الليل الا ان مراسلين لوكالة فرانس برس سمعوا صباح اليوم دوي بضعة انفجارات عن بعد.

وتركز اطلاق النار بالقرب من محطة النقل البري القريبة من القيادة العسكرية للانفصاليين حيث سقطت قذيفة على حافلة صغيرة ما ادى الى مقتل شخصين.

الكثير من المتاجر كانت مغلقة الا ان حافلات البلدية الصغيرة كانت تسير بصورة طبيعية والات صرف النقود تعمل.

واشارت وزارة الدفاع الاوكرانية الى ست حالات اطلاق نار فقط من قبل الانفصاليين على مواقع القوات الحكومية.

ورغم ان اطلاق النار هذا لم يسفر عن اصابات فان الوضع “متوتر” وخاصة حول مدن دونيتسك ولوغانسك وغورليفكا كما ذكرت الوزارة التي تريد ضمان السيطرة على الحدود مع روسيا و”فرض عزلة قوية على منطقة النزاع”.

في دونيتسك ادلى “وزير الدفاع” الانفصالي ايغور ستريلكوف بحديث للقناة التلفزيونية التابعة للحركة الانفصالية اعتبر فيه ان المدينة غير مستعدة بصورة كافية للدفاع عن نفسها ضد هجوم محتمل لدبابات كييف.

وقال ان الامر يتطلب تعبئة ما بين ثمانية الاف الى عشرة الاف رجل للتمكن من وقف تقدم قوات كييف دون ان يحدد العدد الحالي للقوات الانفصالية التي تقدر عادة ببضعة الاف. واعلن انه اعتبارا من تموز/يوليو المقبل سيحصل هؤلاء الجنود على مبلغ “كبير نسبيا في الظروف الحالية” ما يمكن ان “يساعد المترددين على حسم امرهم” والالتحاق بصفوف المقاتلين.

وكان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو وعد الثلاثاء بقرب تحرير دونيتسك ولوغانسك خلال زيارة خاطفة الى سلافيانسك التي كانت معقلا للانفصاليين.

وفي زي القتال المرقط مع عدد كبير من وزرائه ومن حراسه الشخصيين ظهر بوروشنكو لفترة قصيرة في الساحة الرئيسية في سلافيانسك التي انسحبت منها قوات الانفصاليين امام تقدم قوات حكومة كييف.

واستقبل بوروشنكو بتحية من قبل مئات من السكان الذين جاؤوا لطلب المساعدة الانسانية كما افاد مراسل لفرانس برس.

وردا عما اذا كان سيتوجه بالطريقة نفسها الى دونيتسك ولوغانسك الخاضعتين حتى الان لسيطرة الانفصاليين، اجاب الرئيس الاوكراني “قريبا جدا على ما اعتقد”.

وتضيق القوات الاوكرانية الحصار حول هاتين العاصمتين الاقليميتين مع هدف واضح هو الحصول على استسلام الانفصاليين.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن الوطني والدفاع اندري ليسنكو “كل الطرق المؤدية الى دونيتسك ولوغانسك مسدودة وقوات عملية مكافحة الارهاب وضعت فيها نقاط مراقبة”.

واكد وزير الدفاع ان الحكومة الاوكرانية لن تتفاوض مع المتمردين قبل ان يلقوا السلاح فيما يعد رفضا ضمنيا لاقتراحات التسوية الاوروبية.

في المقابل شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء على ضرورة اعلان وقف اطلاق نار بلا اي شروط في شرق اوكرانيا.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيرته الايطالية فيدريكا موغيريني “يجب رفع كل الانذارات وكل الشروط المسبقة والتشديد على ان اوكرانيا وقعت على اعلان برلين (…) الذي يعتبر بوضوح وقف اطلاق نار من الجانبين”.

واكد الوزير الروسي ان اعلان برلين، الذي وقعه وزراء الخارجية الاوكراني والروسي والفرنسي والالماني الاسبوع الماضي في برلين “لا يتضمن شروطا”.

وشدد على ان الانفصاليين الموالين لروسيا “ليسوا على استعداد للخضوع لانذارات كييف بضرورة الاستسلام والقاء السلاح قبل بد المفاوضات.

وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير دعا من جانبه الاثنين كييف الى الحوار مع الانفصاليين من اجل التوصل الى اتفاق على وقف اطلاق النار.

لكن كييف ترى ان وقف اطلاق غير مشروط مع سيطرة المتمردين على جزء من الحدود مع روسيا لن يكون من شانه سوى تعزيز قدرة هؤلاء.

ومن المقرر ان يعود الحل الدبلوماسي الى الواجهة الاربعاء مع محادثة هاتفية مقررة بين بوروشنكو والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية