مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اطلاق 3 جنود لبنانيين والمسلحون يتعهدون انسحابا كاملا من عرسال خلال 24 ساعة

تشييع النقيب في الجيش اللبناني داني خير الله الذي قتل في المواجهات مع الجهاديين في عرسال في منطقة الجديدة شمال شرق العاصمة بيروت، في 6 اب/اغسطس 2014 afp_tickers

اعلن رجلا دين سنيان من “هيئة العلماء المسلمين” في لبنان الاربعاء، افراج المسلحين الذين يشتبكون مع الجيش في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، عن ثلاثة جنود، وتعهدهم الانسحاب “الكامل” من البلدة خلال 24 ساعة.

وكان وفد من الهيئة ضم الشيخين حسام الغالي وسميح عز الدين، دخل ظهر اليوم البلدة، لبذل مساع لوضع حد للمعارك المستمرة منذ السبت، تزامنا مع وقف لاطلاق النار “لاسباب انسانية” كان من المقرر ان ينتهي الساعة السابعة مساء الاربعاء (1600 تغ)، وجرى تمديده 24 ساعة.

وقال الغالي في تصريحات للصحافيين في بلدة راس بعلبك بعد خروج الوفد من عرسال “الاتفاق الاولي الذي تم مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وقيادة الجيش ومع كل الاطراف المعنيين، هو تمديد وقف اطلاق النار حتى الساعة السابعة مساء الغد”، مضيفا ان “الخطوة الثانية ان المقاتلين الموجودين في عرسال بدأوا من هذه اللحظة بالتوجه الى خارج لبنان”.

وقال عز الدين من جهته “تم تحرير ثلاثة اسرى من الجيش اللبناني، اثنان منهما هما جنديان من عرسال فضلا الذهاب الى اهلهما بسبب الخوف والرعب”، في حين التحق الثالث بمركز للجيش قرب عرسال.

واكد ان المسلحين الذين تفاوض معهم وفد الهيئة المؤلفة من رجال دين سنة “تعهدوا قبل انتهاء الهدنة غدا ان يكونوا انسحبوا بالكامل من عرسال”.

واشار الى ان المسلحين “طلبوا منا الا يتعرضوا لاطلاق النار”، مضيفا ان حصول ذلك “يهدد الهدنة ويهدد العملية التفاوضية بالكامل”.

واوضح ان مفاوضات “ستبدأ مع هؤلاء المسلحين على اطلاق بقية الاسرى”، مؤكدا ان كل هؤلاء “على قيد الحياة”.

وبدأت المعارك السبت بهجوم شنه مسلحون ينتمون الى تنظيم “الدولة الاسلامية” وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، على مواقع الجيش في محيط عرسال اثر توقيف الاخير قياديا جهاديا سوريا. وادت المعارك الى مقتل 17 عسكريا بينهم ثلاثة ضباط، وفقدان الاتصال مع 22 آخرين. كما اقتحم المسلحون البلدة، واقتادوا عشرين عنصرا من فصيلة لقوى الامن الداخلي فيها، افرجوا عن ثلاثة منهم الثلاثاء بوساطة من “هيئة العلماء المسلمين”.

وتستضيف البلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع المستمر في بلادهم منذ اكثر من ثلاثة اعوام.

وشدد الغالي على ان “هيئة العلماء المسلمين لن تسمح بان يمس شيء المدنيين السوريين واللبنانيين، ونحن متعهدون بذلك”، مضيفا “لن نسكت على اي مساس بالمدنيين (…) بعد انسحاب المسلحين”.

وتعد هذه الاحداث الاخطر منذ اندلاع النزاع السوري، في البلدة التي تتشارك حدودا طويلة مع منطقة القلمون السورية، حيث تدور معارك بين القوات النظامية السورية وحزب الله اللبناني.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية