مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اعتداء طالبان اوقع 64 قتيلا في كابول التي تشييع ضحاياها

تشييع ضحايا اعتداء طالبان على مبنى حكومي في كابول afp_tickers

شيعت كابول ضحاياها وسط الغضب والحزن الاربعاء غداة الاعتداء الاكثر دموية في العاصمة منذ 2011 الذي اوقع 64 قتيلا واكثر من 300 جريح وتبنته حركة طالبان.

وازدادت حصيلة الاعتداء وهو الاسوا منذ اعلان الحركة قبل اسبوع بدء “هجوم الربيع” الى اكثر من الضعف الاربعاء لترتفع من 30 الى 64 شخصا.

وصرح المتحدث باسم الوزارة صديق صديقي امام صحافيين “يؤسفني ان اعلن مقتل 64 شخصا واصابة 347 اخرين بجروح في اعتداء كابول الامس وغالبيتهم من المدنيين”.

وكان الاعتداء الذي استهدف مبنى حكوميا، عنيفا جدا حتى بالنسبة لكابول التي تشهد اعتداءات بشكل متكرر. فقد ادى انفجار شاحنة مفخخة الى ارتجاج المباني على بعد كيلومترات والى تحطم عشرات السيارات وواجهات متاجر.

الاعتداء هو من الاكثر دموية في العاصمة الافغانية منذ اطاحة نظام طالبان الذي شكل في اواخر 2001 بداية تمرد الحركة المستمر حتى اليوم رغم جهود الحكومة الافغانية لاطلاق حوار معها.

وفي مطلق الاحوال، انها الحصيلة الاسوا منذ كانون الاول/ديسمبر 2011 على الاقل عندما قتل اكثر من 50 شخصا في اعتداء ضد اقلية الهزارة الشيعية.

وصباح الثلاثاء حين كان الموظفون متوجهين الى اعمالهم، نفذ الاعتداء الانتحاري بشاحنة مفخخة في موقع مجاور لمبنى حكومي كان تابعا في السابق لاجهزة الاستخبارات الافغانية.

وبعد التفجير اقتحم شريك للانتحاري المجمع حيث وقع تبادل لاطلاق النار بينه وبين قوات الامن التي تمكنت من قتله في النهاية. وتؤكد حركة طالبان ان عنصرا ثالثا تمكن من الهرب وهو ما لم تؤكده السلطات.

– “الشعب سيقرر مصيره بنفسه”-

يؤكد متمردو الحركة ان الاعتداءات لا تستهدف سوى القوات الحكومية وقوات حلف شمال الاطلسي، الا ان المدنيين يدفعون ثمنا باهظا لاعمال العنف. وتقول الامم المتحدة ان 600 مدني افغاني قضوا في النزاع في الفصل الاول من العام الحالي، بينهم عدد كبير من الاطفال.

والاربعاء، شيع اقارب الضحايا القتلى في كابول وسط البكاء والغضب ضد الحكومة وطالبان على حد سواء.

وقال عبد البصير مباشر الذي قتل قريبه في التفجير ولم يكن قد مضى ستة اشهر على زواجه “اذا لم تتمكن الحكومة من وضع حد لهذه الاعتداءات فان الشعب سيقرر مصيره بنفسه”. وتابع “قوة الشعب الهية ولا احد يمكن ان يتصدى لها”.

ويبدو ان موسم المعارك الحالي لن يكون سهلا بالنسبة الى قوات الامن. ومنذ انتهاء المهمة القتالية لقوات حلف شمال الاطلسي في اواخر العام 2014، يواجه الجيش الافغاني بمفرده تمرد طالبان وايضا جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية. وقدر الحلف الاطلسي ان “نحو 5500 “جندي وشرطي افغاني قتلوا على الجبهة العام الماضي.

وبدأ المتمردون موسم القتال الجمعة الفائت بهجوم على مدينة قندوز (شمال) التي سيطروا عليها لفترة وجيزة الخريف الماضي في نكسة كبيرة للقوات الافغانية. لكن مسؤولين قالوا ان الجيش الافغاني الذي يقاتل بمفرده منذ انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الاطلسي في كانون الاول/ديسمبر 2014 نجح في صد مقاتلي طالبان.

وتوقفت محادثات السلام التي بدأت الصيف الماضي بعد اعلان وفاة زعيم طالبان الملا عمر.

وتعقد مجموعة من اربع دول هي افغانستان والولايات المتحدة والصين وباكستان اجتماعات منذ كانون الثاني/يناير سعيا لاستئناف المفاوضات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية