مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اعتقال 12 شخصا اثر اعتداء لندن وماي تتهم “ايديولوجية التطرف الشريرة”

انتشار للشرطة البريطانية في موقع الاعتداء على جسر لندن في 4 حزيران/يونيو 2017 afp_tickers

دانت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الاحد الاعتداء الذي نفذه ثلاثة مسلحين ليل السبت دهسوا وطعنوا عددا من الاشخاص في لندن متهمة “ايديولوجية التطرف الاسلامي الشريرة”، فيما اعتقلت الشرطة 12 شخصا.

وفي ثالث هجوم ارهابي دموي تشهده بريطانيا خلال ثلاثة شهور قام ثلاثة مهاجمين على متن شاحنة صغيرة بدهس المشاة على جسر لندن بريدج ثم هاجموا المارة بالسكاكين موقعين سبعة قتلى، قبل ان تقتلهم الشرطة.

واعتقلت الشرطة 12 شخصا في مداهمات في حي باركينغ بشرق لندن على صلة بالاعتداء، فيما ذكرت شبكة سكاي نيوز أن الشرطة دهمت عقارا يعود لأحد القتلة.

وقالت الشرطة انها تتعامل مع هذه الهجمات الجديدة التي تأتي قبل خمسة ايام فقط على الانتخابات التشريعية في بريطانيا، على انها “اعمال ارهابية”.

وصرحت ماي ان الاعداء هو “نتاج أيديولوجية التطرف الإسلامي الشريرة”.

ودانت ماي الاعتداء وقالت ان بريطانيا تواجه تهديدا جديدا يقوم فيه المهاجمون “بتقليد بعضهم” وأن الاعتداءات الأخيرة وان لم تكن جزءا من المكيدة نفسها، فإنها متصلة في ما بينها لأنها “نتاج أيديولوجية التطرف الإسلامي الشريرة نفسها”.

وأضافت أن “الإرهاب يغذي الارهاب وان مرتكبيه لا يتصرفون بموجب مكائد معدة بعناية وإنما هم مهاجمون معزولون يقلدون بعضهم باستخدام الوسائل الأكثر فظاعة”.

وعقب الهجوم اعلنت الاحزاب السياسية تعليق حملاتها الانتخابية لنهار الاحد على ان تستأنف الاثنين، بينما أكدت ماي أن الانتخابات التشريعية ستجري كما هو مقرر الخميس 8 حزيران/يونيو.

عاش الموقعان السياحيان اللذان شهدا الاعتداء في قلب لندن كابوسا ليل السبت الاحد، إذ اغلقت محطات مترو الأنفاق والشوارع المحيطة فاضطر الناس للبقاء في المطاعم والحانات، بينما كانت تسمع صفارات سيارات الشرطة المسرعة.

وقال الساندرو لشبكة بي بي سي “رأيت شاحنة صغيرة تتحرك بسرعة يمينا ويسارا لتصدم اكبر عدد من الناس، وكان الناس يركضون لمحاولة الهرب منها”.

من جهته، قال جيرار للبي بي سي “كانوا يطعنون الجميع وهم يهتفون +هذا في سبيل الله+”، مؤكدا انه شاهد امرأة تسقط. واكد ايريك وهو شاهد آخر تحدث عن “مجزرة”، انه سمع هذا الهتاف ايضا.

ووقع الهجوم الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه، بعد دقائق من انتهاء المباراة النهائية لدوري ابطال اوروبا في كرة القدم، التي تجمع عدد كبير من المشاهدين لمتابعتها على شاشات كبيرة في حانات الحي.

– شجاعة –

قالت الشرطة في بيان انها تلقت اتصالا عند الساعة 22,08 (21,08 ت غ) على اثر شهادات تحدثت عن مركبة دهست المارة على الجسر. وتوجهت الشاحنة الصغيرة بعد ذلك الى حي بورو ماركيت. واضافت ان المهاجمين تركوا الآلية هناك وقاموا بطعن عدد من الاشخاص بينهم ضابط في شرطة النقل اصيب بجروح خطيرة.

وتابعت الشرطة في بيانها ان عناصرها “ردوا بسرعة متصدين بشجاعة لهؤلاء الافراد الثلاثة الذين قتلوا في بورو ماركيت” الحي المجاور للندن بريدج حيث قام المهاجمون بصدم المارة بشاحنة صغيرة، مؤكدة ان المهاجمين قتلوا في الدقائق الثماني التي تلت اول اتصال تلقته الشرطة.

وأوضحت ان “المشتبه بهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين انها مزيفة”، داعية الى تجنب التوجه الى الاحياء التي جرى فيها الهجوم للسماح لرجال الانقاذ بالقيام بعملهم.

وتم إرسال ثمانية رجال شرطة مسلحين الى موقع الهجوم وأطلقوا نحو 50 رشقا من الرصاص “وهو عدد غير مسبوق” طبقا لبيان شرطة المدينة الاحد. كما اصيب أحد المارة بجروح بعيارات نارية إلا أن اصابته ليست حرجة، ويعالج حاليا في المستشفى.

كما اعلنت الشرطة زيادة عديد افرادها في لندن في الايام المقبلة، بينما ستشهد بريطانيا في الثامن من حزيران/يونيو انتخابات تشريعية. وذكرت مصادر رسمية ان جسر لندن بريدج سيبقى مغلقا ليلا بينما تم تطويق ثلاثة مستشفيات في وسط لندن.

ونقل نحو خمسين جريحا الى خمسة مستشفيات، كما اعلنت اجهزة الاسعاف التي قالت انها عالجت عددا من المصابين بجروح اقل خطورة في المكان.

وجرح استرالي وأسباني. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لورديان الاحد أن فرنسيا كان من بين القتلى السبعة. وأضاف أن الضحايا الفرنسيين هم “قتيل وسبعة جرحى لا يزالون في المستشفيات اربعة منهم بحالة الخطر” مضيفا ان “مواطنا فرنسيا آخر لا يزال مفقودا”.

ومن اوتاوا اعلن رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو ان كنديا قتل في اعتداء لندن. وقال ان “كندا تدين بقوة هذا الاعتداء المشين الذي اوقع العديد من القتلى والجرحى الابرياء، ووجود كندي بين القتلى يفطر قلبي”.

وفي واشنطن، اثار الرئيس الاميركي دونالد ترامب موجة من الغضب بانتقاده رئيس بلدية لندن صادق خان.

وقال ترامب في تغريدة “قتل سبعة على الأقل واصيب 48 آخرون في هجوم ارهابي ورئيس بلدية لندن يقول+لا داعي للقلق+”.

وقال ترامب في تغريدة “علينا أن نتوقف عن تجنب تسمية الأمور بأسمائها وأن نركز على أمن شعوبنا. إذا لم نصبح أذكياء فإن الامور ستتدهور”.

ورد المتحدث باسم خان في بيان ان لرئيس البلدية “امورا اكثر اهمية يقوم بها من الرد على تغريدة غير دقيقة لدونالد ترامب الذي يتعمد اخراج ملاحظات (خان) من سياقها حين يدعو سكان لندن الى عدم القلق من انتشار أعداد أكبر من قوات الشرطة ومن بينهم شرطة مسلحة، في شوارع العاصمة”.

وشدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي الاحد مع ماي، على “اهمية التعاون الاوروبي” لمكافحة الارهاب.

واكدت الرئاسة الفرنسية في بيان ان ماكرون “ذكر بأهمية التعاون الاوروبي في مكافحة الارهاب”، مشيرا الى ان الرئيس اعرب لرئيسة الوزراء البريطانية عن “تضامنه” و”دعمه في هذه المحنة”.

– ثالث اعتداء –

وهذا الاعتداء هو الثالث الذي تشهده بريطانيا في ثلاثة أشهر. ففي 22 آذار/مارس الماضي قام رجل بدهس مارة على جسر وستمنستر فقتل اربعة اشخاص. وقتل المهاجم خالد مسعود وهو بريطاني اعتنق الاسلام.

بعد شهرين وقع اعتداء اسفر عن سقوط 22 قتيلا واكثر من مئة جريح عندما فجر بريطاني من اصل ليبي نفسه في مانشستر في نهاية حفلة غنائية للمغنية اريانا غراندي.

ويفترض ان تشارك غراندي في حفلة غنائية خيرية الاحد تكريما لضحايا اعتداء مانشستر. وقد كتبت على تويتر “أصلي من اجل لندن”.

وتبنى اعتداء مانشستر تنظيم الدولة الاسلامية الذي يضاعف هجماته في أوروبا بينما يتكبد خسائر في سوريا والعراق.

وكانت ماي رفعت بعد اعتداء مانشستر مستوى التهديد الارهابي في بريطانيا الى الدرجة القصوى، قبل ان تخفضه مجددا قبل أسبوع بدرجة واحدة تشير الى “احتمال كبير” بوقوع اعتداء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية