مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

افتتاح الجمعية التأسيسية الموالية لمادورو وسط احتجاج المعارضة واستنكار دولي

وزير الخارجية الفنزويلية السابقة ورئيس الجمعية التأسيسية ديلسي رودريغيز تتوسط عضوين آخرين اثناء مراسم افتتاح الجمعية التي اثارت احتجاجات المعارضة واستنكارا دوليا. afp_tickers

عقدت الجمعية التأسيسية الموالية لرئيس فنزويلا نيكولاس مادورو الجمعة جلستها الأولى، وسط احتجاج المعارضة التي دعت الى التظاهر في كراكاس، ما يثير مخاوف من اعمال عنف جديدة.

واتهمت المعارضة مادورو بأنه يقضي على الديموقراطية في حين أثار انتخاب الجمعية التأسيسية استنكارا دوليا اذ عدتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من دول أميركا اللاتينية غير شرعية ودعا البابا الى تجنب انعقادها.

وتمثل الجمعية التأسيسية مرحلة جديدة في الحكم في فنزويلا. وتتمتع بصلاحيات غير محدودة بينها حل البرلمان أو تغيير القوانين، ولا تخضع لاي سلطة بما في ذلك سلطة الرئيس.

وستكون مهمتها اعادة صياغة دستور فنزويلا الذي اقر العام 1999 ووقعه الرئيس الراحل هوغو تشافيز (1999-2013).

وبدأت الجلسة الافتتاحية للهيئة التي تضم 545 عضوا بينهم زوجة مادورو وابنه، في قاعة تبعد امتارا عن قاعة للمجلس التشريعي الذي تسيطر عليه المعارضة في مبنى البرلمان.

وانعقدت الجلسة الافتتاحية للهيئة وسط اجواء من التوتر الشديد، لا سيما مع تأكيد نيتها البقاء في البرلمان خلال جلسة الجمعية التأسيسية.

ورافق مادورو والالاف من انصاره اعضاء الجمعية الى القصر التشريعي (مقر البرلمان) وسط الاعلام الفنزويلية وصور الرئيس الراحل هوغو تشافيز إذ كان معسكر الرئيس وعد باعادة صور تشافيز التي نزعتها المعارضة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية اواخر 2015.

ووصفت رئيسة الجمعية ووزيرة الخارجية السابقة ديلسي رودريغيز افتتاح الجمعية بـ”اليوم الرائع”، قبل أن تدوي القاعة بالتصفيق.

وبعد توجيهها الشكر لمادورو، قالت رودريغيز إن “لا ينبغي على المجتمع الدولي ارتكاب خطأ بخصوص فنزويلا. الرسالة واضحة، واضحة للغاية: نحن الفنزويليون سنحل نزاعنا، أزمتنا دون أي تدخل أجنبي”.

وقال فيفاس اوكليدس البالغ 72 عاما أحد مناصري مادورو الذين وصلوا معه إلى القصر التشريعي إن “الشعب اليوم يعود الى مبنى البرلمان ولن يغادره ابدا”.

وستبدأ الجمعية السبت مهام عملها، بعد اسبوع من انتخابها في اقتراع شابه عنف ومزاعم من المعارضة بالتزوير.

– “لا للاستفزاز” –

ونظمت المعارضة احتجاجات في العاصمة، لكن دون عنف مماثل لذلك الذي اسقط أكثر من 125 شخصا في الاشهر الاربعة الماضية خلال احتجاجات تخللتها مواجهات مع القوى الامنية.

وقال مادورو في ساعة متأخرة الخميس “لا للاستفزاز، ولا للانجرار وراء الاستفزاز” مطمئنا بأن كل شيء جاهز للجمعية التأسيسية.

من جهة أخرى دعا الفاتيكان الى “تجنب او تعليق” افتتاح الجمعية التأسيسية من أجل “تشجيع المصالحة والسلام”، داعيا “قوى الامن الى الامتناع عن استخدام العنف المفرط وبشكل غير متكافئ”.

في المقابل أعلنت زوجة رئيس بلدية كراكاس المعارض انطونيو ليديزما انه أعيد الى منزله في وقت مبكر صباح الجمعة حيث فرضت عليه الاقامة الجبرية مجددا بعد سجنه ثلاثة ايام.

لكن قيادي المعارضة الثاني ليبوبولدو لوبيز الذي كان ايضا قيد الاقامة الجبرية واوقف بالتزامن مع ليديزما ما زال محتجزا، بين حوالى 600 معتقل سياسي تندد المعارضة بتوقيفهم.

وفي السياق ذاته، حضت مجموعة من خمسة خبراء بالامم المتحدة فنزويلا على إنهاء الاعتقال المنهجي للمتظاهرين، ووقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية.

وافاد بيان صادر عنهم “نشعر بقلق بالغ إزاء المزاعم عن الاعتقالات التعسفية والاستخدام العشوائي أو المفرط للقوة ضمن اطار الاحتجاجات، وكذلك جراء استخدام المحاكم العسكرية لمحاكمة المدنيين”.

وبحسب مؤسسة الاحصاءات “داتاناليسيس”، يرفض 72 بالمئة من الفنزويليين الجمعية التأسيسية، ويرفض 80 بالمئة حكم مادورو. غير أن الرئيس يحظى بتأييد الجيش والسلطتين القضائية والانتخابية.

وتواجه الهيئة معارضة على جبهات عدة.

فقد ذكرت شركة “سمارت ماتيك”، ومقرها بريطانيا، المكلفة بتقنيات الاقتراع الذي جرى الاحد الماضي إنه تم التلاعب بالأرقام الرسمية للمشاركة، وتم تضخيمها بنحو مليون صوت على الاقل. وتؤيد الشركة بذلك اتهامات المعارضة بحصول عمليات تزوير.

– سلطات واسعة –

بعد هذه المعلومات، حاولت النيابة العامة بقيادة لويزا اورتيغا المعارضة لمادورو الخميس تأخير انطلاق اعمال المجلس التأسيسي وطلبت من القضاء إلغاء الجلسة الافتتاحية.

لكن مبادرة النيابة لا تملك فرص نجاح كبرى، نظرا الى إبطال المحكمة العليا قراراتها السابقة كافة.

ويقول مادورو إن الجمعية التأسيسية ستخرج فنزويلا من أزمتها السياسية والاقتصادية المتفاقمة دون شرح تفاصيل ذلك. كما لم يحدد تاريخا لانتهاء فترة عمل هذه الجمعية التي قال إنها ستعمل لسنوات.

كما هاجم مادورو في تصريحاته اليومية عبر التلفزيون الحكومي، العديد من الدول الاربعين التي استنكرت الهيئة الجديدة. وبعد فرض عقوبات أميركية ووصف الرئيس الاميركي دونالد ترامب له بالدكتاتور، قال مادورو بتحد إنه سيقف بوجه ما يصفه بالامبريالية.

كذلك هاجم الرئيس الفنزويلي المكسيك وتشيلي والبيرو واتهمها بالتبعية للولايات المتحدة لاعلانها إنها لن تعترف بالهيئة الجديدة.

ومع إدانة الاتحاد الاوروبي ودول أخرى الجمعية التأسيسية، يواجه مادورو جبهة واسعة، رغم حصوله على تأييد من روسيا الدائنة لفنزويلا بالمليارات، إضافة إلى دعم كوبا وبوليفيا ونيكاراغوا.

وانعكست حالة عدم الاستقرار والتوتر المحيط بالمسار الذي وضعه مادورو لفنزويلا على العملة الوطنية التي تدهورت قيمتها. وفقد البوليفار الخميس أكثر من 17 بالمئة من قيمته مقابل الدولار ما زاد من ندرة المواد الغذائية والادوية المستوردة.

ومنذ عام 2003 ، تفرض الحكومة التي تواجه تضخما هائلا قدره صندوق النقد الدولي ب720 بالمئة للعام 2017، مراقبة صارمة على الاسعار تؤثر على عائدات الشركات المحلية التي تتهم السلطات بالتسبب بنقص المواد الاساسية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية