مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اكثر من 200 قتيل في زلزال عنيف بالمكسيك

مسعفون وعسكريون يبحثون عن ناجين بين انقاض مبنى دمر في الزلزال في المكسيك، الثلاثاء 19 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

كثفت فرق الانقاذ الاربعاء البحث عن ناجين بين انقاض المباني في مكسيكو التي شهدت الثلاثاء زلزالا عنيفا اوقع 225 قتيلا على الاقل في وسط المكسيك بينهم 21 طفلا على الأقل طمروا تحت أنقاض مدرستهم في حين لا يزال 30 تلميذا اخرين في عداد المفقودين.

وتتركز الاضرار في جنوب مدينة مكسيكو وحيي لاروما ولاكونديسا الراقيين المعروفين بانتشار الحانات والمطاعم ويقطنهما الكثير من الاجانب.

وقال مدير الحماية المدنية لويس فيليبي بوينتو ان 94 شخصا قتلوا في مكسيكو.

وقال رئيس بلدية مكسيكو ميغيل انخيل مونسيرا لقناة تيلفيزا “نواصل البحث عن الناس” مشيرا الى العثور على 40 شخصا على الاقل احياء في مبان منهارة مضيفا انه سيتم تفقد هياكل نحو 600 مبنى.

وقع الزلزال بعد 32 عاما يوما بيوم من زلزال مدمر في 1985 خلف أكثر من عشرة آلاف قتيل (30 الفا بحسب بعض التقديرات) وبقي عالقا في الذاكرة الوطنية.

– نوبة عصبية-

وفي مدرسة انريكي ريبسامن بمكسيكو تمكنت فرق الانقاذ من الاتصال بمدرسة وتلميذين أحياء عالقين تحت انقاض المدرسة التي انهارت جزئيا موقعة 26 قتيلا بينهم 21 تلميذا إضافة الى ما بين 30 و40 مفقودا، بحسب فرق الانقاذ.

وقالت المدرسة ماريا ديل بيلار مارتي وهي تضع قناعا على وجهها “انهار جزء من المدرسة فغطتنا سحابة من الغبار”.

وبدا القلق على وجوه اولياء باكين كانوا ينتظرون اخبارا عن المفقودين قرب انقاض المدرسة. وتدخل فريق طبي لاسعاف سيدة أصيبت بنوبة عصبية. ويشارك الكثير من الاولياء في عمليات البحث وشكلوا سلسلة بشرية لازالة الردم مع فرق الانقاذ وكلابها المدربة ومعداتها لرصد الاصوات تحت الانقاض.

وقع الزلزال الذي بلغت قوته 7,1 درجات، الثلاثاء عند الساعة 13,14 (18,14 ت غ). وتسبب في انهيار 50 بناية على الاقل في العاصمة مكسيكو التي يقطنها 20 مليون نسمة.

“لا تدخنوا! لا تدخنوا!”، هو تحذير أطلقته فرق الإنقاذ خشية تسرب في أنابيب الغاز، فيما تعمل قوات الأمن على تطويق بعض المواقع وسط الفوضى العارمة، ومع عودة بعض السكان إلى منازلهم مشيا.

-غلق مدارس-

وامضى الكثير من سكان مكسيكو الذين لم يتمكنوا من العودة الى منازلهم المتضررة والخائفين من هزات ارتدادية، الليل في الشارع تحت خيام او في مآو عشوائية في حين كان منقذون محترفون يتدفقون بلا انقطاع للمشاركة في عمليات الاغاثة.

وقال وزير الداخلية ميغيل أنخيل اوسوريو في تغريدة “ستعمل القوات المسلحة والشرطة الاتحادية بلا توقف حتى استنفاذ كافة امكانيات العثور على أحياء”.

والمكسيك التي تقع عند ملتقى خمس صفائح تكتونية، هي من أنشط دول العالم في حركة الزلازل.

وفي بداية ايلول/سبتمبر قتل 96 شخصا في زلزال في جنوب البلاد.

ونظمت السلطات الثلاثاء تمرينا على مواجهة الزلازل في ذكرى زلزال 1985 الذي دمر مكسيكو.

وقدم الرئيس إنريكي بينيا نييتو تعازيه للعائلات قائلا في إعلان إلى السكان “قدر المستطاع يتعين ان يبقى السكان في منازلهم حين تكون آمنة وتفادي إحداث ازدحام في الشوارع حيث يجب ان تتحرك العربات” للنجدة.

وانقطع التيار الكهربائي الأربعاء عن حوالى 40% من سكان مدينة مكسيكو و60% من سكان ولاية موريلوس.

ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشهد على عنف الهزات، وتظهر فيها مبان تنهار وحتى انفجار قوي في إحدى العمارات. كما أظهرت صور مروعة نشرها سياح في منطقة سوتشيميلكو المليئة بالبحيرات جنوب مكسيكو، أمواجا عاتية تتشكل وتهز المراكب في الأقنية التي عادة ما تكون مياهها هادئة.

قالت جورجينا سانشيز (52 عاما) لوكالة فرانس برس وهي تنتحب في إحدى ساحات مكسيكو “إنني في غاية التاثر، لا يمكنني تمالك نفسي من البكاء، إنه الكابوس ذاته كما في العام 1985”.

وقالت لوسيا سوليس التي تعمل سكرتيرة وهي ترتجف وتبكي “لا يعقل أن يكون 19 أيلول/سبتمبر آخر”.

واختصر الرئيس المكسيسي بينيا نييتو زيارة إلى إحدى المناطق الريفية للعودة في طائرة إلى مكسيكو وكتب على تويتر “أمرت بإخلاء المستشفيات المتضررة وبنقل المرضى”.

وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر “ليبارك الله سكان مكسيكو سيتي. نحن معكم وسنكون الى جانبكم”، وهو المعروف بعلاقاته المتدهورة إلى أدنى مستوى مع المكسيك.

وعبرت عدة دول بينها اسبانيا والمانيا عن تضامنها مع المكسيك.

وأعلنت عدة مؤسسات من العاصمة بينها مطار مكسيكو الدولي وجامعة مكسيكو الوطنية المستقلة، إحدى كبرى جامعات أميركا اللاتينية، على حسابها على تويتر تعليق أنشطتها إلى حين التثبت من متانة مبانيها. وأخليت مدارس مكسيكو وبويبلا وأغلقت. أما المطار، فعاود العمل بعد بضع ساعات من الزلزال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية