مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأمم المتحدة تشكك بصحة الاتهامات المغربية بشأن توغلات البوليساريو

رجل صحراوي يرفع علم بوليساريو في منطقة المحبس امام جنود مغاربة يراقبون الجدار الفاصل بين الصحراء الغربية والمغرب في 03 شباط/فبراير 2017 afp_tickers

شككت الأمم المتحدة الاثنين في صحة الاتهامات التي وجهها المغرب جبهة البوليساريو بشأن قيامها بتوغلات في المنطقة العازلة في الصحراء الغربية حيث تتولى المنظمة الدولية مسؤولية مراقبة وقف اطلاق النار بين الطرفين.

وكانت الرباط أعلنت الاحد انها أخطرت مجلس الأمن الدولي بالتوغلات “الشديدة الخطورة” لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة في الصحراء الغربية.

وقال وزير الخارجية ناصر بوريطة للصحافيين الاحد “هناك استفزازات ومناورات (…) الجزائر تشجع البوليساريو على تغيير وضع هذه المنطقة” العازلة، محذرا من انه “إذا لم تكن الأمم المتحدة (…) مستعدة لوضع حد لهذه الاستفزازات (…) فان المغرب سيتحمل مسؤولياته ولن يتسامح مع أي تغيير يمكن أن يحدث في هذه المنطقة”.

وفي رسالة بعث بها الى رئاسة مجلس الامن الدولي الاثنين وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها قال السفير المغربي لدى الامم المتحدة عمر هلال ان انتهاكات البوليساريو حصلت في منطقتي الكركرات والمحبس حيث “العديد من العناصر المسلحة للبوليساريو دخلت هذه المنطقة على متن مركبات عسكرية ونصبت الخيام، وحفرت خندقا، وأقامت سواتر بأكياس من الرمل”.

لكن المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك قال من جهته ان بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) “لم تلحظ أي تحرك لعناصر عسكرية في المنطقة الشمالية-الشرقية”.

وأضاف ان “مينورسو تتابع مراقبة الوضع من كثب”.

والصحراء الغربية منطقة صحراوية شاسعة مساحتها 266 الف كلم مربع مع 1100 كلم واجهة على المحيط الأطلسي هي المنطقة الوحيدة في القارة الأفريقية التي لم تتم تسوية وضعها بعد الاستعمار.

ويسيطر المغرب على 80% من الصحراء الغربية في حين تسيطر البوليساريو على 20% يفصل بينهما جدار ومنطقة عازلة تنتشر فيها قوات الامم المتحدة.

وإذ حذرت الرسالة المغربية من ان هذه الانتهاكات “تهدد بشكل جدي أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية” وتشكل تشكل “عملا مؤديا الى الحرب”.

وأكدت الرسالة ان “مجلس الأمن مدعو على وجه الاستعجال، إلى استخدام سلطته لفرض احترام وقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية وإلزام البوليساريو بالانسحاب الفوري وغير المشروط والكامل من المنطقة الواقعة شرق الجدار” الفاصل في الصحراء الغربية.

وشدد هلال في رسالته على ان “المغرب الذي تحلّى، حتى الآن ، بضبط النفس وروح المسؤولية العالية، بناء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي والمجتمع الدولي ، لن يقف مكتوف الأيدي أمام تدهور الوضع على الأرض. ويتعين على الأطراف الأخرى، بعد ذلك، تحمل المسؤولية الكاملة عن عواقب أفعالهم”.

وكانت البوليساريو اعتبرت الاحد التصريحات المغربية محاولة “للتنصل من عملية السلام”.

وقال منسق البوليساريو مع بعثة الامم المتحدة في الصحراء الغربية امحمد خداد في تصريح لوكالة فرانس برس ان “المغرب يبحث عن عراقيل للتنصل من عملية السلام”.

وأضاف “نحن ندين هذا الهروب الى الامام (…) وسنرد على اي خرق لوقف اطلاق النار”.

وكان مجلس الامن الدولي حضّ قبل عشرة ايام المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الصحراء الغربية على مواصلة المحادثات حول اعادة اطلاق المفاوضات لتسوية النزاع.

وقد التقى المبعوث الاممي هورست كوهلر اعضاء المجلس في اجتماع مغلق لاطلاعهم على محادثاته مع ممثلي المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة البوليساريو.

واعرب اعضاء مجلس الامن عن “دعمهم الكامل” لجهود الرئيس الالماني السابق من اجل “اعادة احياء عملية التفاوض بدينامية وروحية جديدة”.

والصحراء الغربية كانت مستعمرة اسبانية حتى 1975 حين انتقل معظمها الى سيطرة المملكة المغربية.

وتعتبر الرباط الصحراء الغربية جزءا من اراضيها وتقترح “للتسوية” حكما ذاتيا تحت سيادتها.

في المقابل تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير يمكن ان يؤدي الى الاستقلال.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية