مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الإعصار إيرما يضرب فلوريدا ويوقع ضحايا

ضرب الإعصار إيرما الأحد أطراف فلوريدا مع رياح وصلت سرعتها إلى 215 كيلومترا في الساعة موقعا ثلاثة قتلى، في ظل قلق من أمواج عاتية يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار تتجه إلى مدن الساحل الغربي للولاية afp_tickers

عصف الإعصار إيرما الأحد بأطراف فلوريدا مع رياح عاتية وصلت سرعتها إلى 215 كيلومترا في الساعة موقعا ثلاثة قتلى في حوادث على الطرقات.

وأوقع الإعصار أولى ضحاياه الأحد في ولاية فلوريدا حيث قتل ثلاثة أشخاص في جنوب الولاية وغربها في حوادث سيارات تسببت بها على الأرجح الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.

وقال ارنولد لانييه قائد الشرطة في كونتية هاردي إن شرطية قتلت الأحد في حادث مرور قرب مدينة ساراسوتا على الشاطىء الغربي لولاية فلوريدا، كما قتل سائق السيارة الثانية التي صدمت سيارة الشرطية.

وأضاف أن الشرطية “عملت طوال الليل في مركز إيواء وكانت عائدة إلى منزلها”.

وقتل سائق سيارة اخرى السبت عندما اصطدمت سيارته بشجرة قرب كي ويست في جزر كيز، وهي المنطقة الأولى في فلوريدا التي ضربها الإعصار.

وأوقع الإعصار 25 قتيلا في جزر الكاريبي وأسفر عن أضرار مادية هائلة.

ووصفت ماغي هويز إحدى سكان جزيرة كي هافن ما شاهدته من نافذة بيتها “اقتلعت السفن من الرصيف، وسوّيت أشجار النخيل بالأرض، وتوشك أسلاك الكهرباء أن تُقطع”.

وأضافت عاملة الإنقاذ هذه في اتصال هاتفي مع شبكة “سي أن أن” أنه “يستحيل الخروج من المنزل الآن، لا يمكن لأحد أن يقاوم الرياح التي أراها من النافذة”.

وقد أصدرت السلطات أوامر للسكان بإخلاء منازلهم، لكن عددا منهم اختار أن يبقى رغم خطر البقاء في هذه المنطقة المنخفضة جدا والتي يحيط بها البحر من ثلاث جهات.

وسبق أن شهدت هذه الجزر إعصارا مدمرا قبل 57 عاما بالتمام والكمال، في العاشر من سبتمبر/ايلول من العام 1960.

– ارتفاع مياه البحر –

وبدأ الإعصار يضرب الساحل الغربي لفلوريدا ظهر الاحد متجها إلى الشمال، مع رياح تصل سرعتها إلى 200 كيلومتر في الساعة، بحسب المركز الأميركي للأعاصير.

وفي مدينة نابلز التي عصفت بها رياح اقتلعت الأشجار، يتخوّف السكان من اجتياح مياه البحر لمناطقهم.

وتتخوف السلطات أن يبلغ هذا الارتفاع ثلاثة أمتار وصولا إلى أربعة أمتار ونصف متر.

وتقول فيرجينيا ديفرو، من السكان الذين لجأوا إلى مركز جهّزته السلطات “أنا قلقة على أولئك الأشخاص الذين لا يصدّقون أن المياه سترتفع”.

وتضيف هذه السيدة السبعينية “الناس لا يسمعون، البعض يقولون إنهم صمدوا في إعصار تشارلي، ويمكنهم أن يصمدوا الآن، لكن هذا الإعصار مدمّر”.

ويعيش أكثر من مليون نسمة في منطقة نابالز في جنوب غرب فلوريدا.

ولم يوفّر هذا الإعصار الكبير الذي يوازي حجمه حجم ولاية تكساس الساحل الشرقي، فقد هبّت على ميامي رياح عاتية وهطلت أمطار غزيرة.

وأغرقت المياه أجزاء من حي بريكل الواقع على الشاطئ، بحسب السكان.

وينبغي على سكان فلوريدا أن يكونوا على استعداد لإمكانية تشكّل زوابع يسببها الإعصار. وقد أُطلقت إنذارات عدة في ميامي بيتش وغيرها.

وصباح الأحد، كان أكثر من مليون شخص في فلوريدا محرومين من التيار الكهربائي، وفقا لشركة “فلوريدا باور أند لايت”.

– “لا تطلقوا النار على الإعصار” –

أصدرت السلطات أوامر بالإجلاء لم يسبق لها مثيل من حيث النطاق، فقد طلبت من ستة ملايين و300 ألف شخص أن يتركوا منازلهم قبل وصول الإعصار إلى فلوريدا.

ووُجه أمر الإخلاء أيضا إلى قاعدة ماكديل الجوية، وهي المقرّ الرئيسي للقيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سينتكوم) في مدينة تامبا، التي من المفترض أن يلامسها أو يضربها الإعصار في وقت مبكر الإثنين. وفي أورلاندو، أغلق مركز كينيدي للفضاء.

وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة “إنها عاصفة ذات قوة تدميرية هائلة، وأنا أطلب من كل الموجودين في المناطق التي ستمرّ فيها أن يلتزموا بكل التعليمات التي يصدرها المسؤولون الحكوميون”.

وإزاء الشعور بالعجز أمام غضب الطبيعة، تحدّث عدد من سكان فلوريدا عن عزمهم أن يطلقوا النار على الإعصار، وهو ما دفع السلطات إلى التحذير من ذلك في ولاية ينتشر فيها حمل السلاح.

وجاء في تغريدة لمكتب السلطات المحلية في باسكو الواقعة على الساحل الغربي لفلوريدا “لنكن واضحين، لا تطلقوا النار على الإعصار، ذلك لن يوقفه، بل ستكون لإطلاق النار تداعيات خطيرة”.

ويبدو أن الاقتراح ظهر في البدء من باب الدعابة، لكن البعض أخذوه على محمل الجد، حتى ان هناك من اقترح أن تطلق عليه نيران قاذفات اللهب لتبديده.

وقبل أن يصل الإعصار إلى فلوريدا، دمّر جزرا عدة في الكاريبي موقعا 25 قتيلا، عشرة بينهم في الجهة الفرنسية من جزيرة سان مارتان، التي سيتوجه إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء، واثنان في الجهة الهولندية من الجزيرة نفسها بالإضافة الى أربعة في الجزر الأميركية العذراء وستة في الجزر البريطانية العذراء وأرخبيل أنغويلا واثنان في بورتوريكو وقتيل واحد في باربودا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية