مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاتحاد الاوروبي يفتح الباب أمام مفاوضات تجارية “شديدة الصعوبة” بشان بريكست

مشهد عام لقمة قادة الاتحاد الاوروبي بمشاركة كبير مفاوضي الاتحاد لبريكست في بروكسل، 15 ك1/ديسمبر 2017 afp_tickers

وافق قادة دول الاتحاد الاوروبي الـ27 الجمعة في بروكسل على بدء مرحلة جديدة من المفاوضات مع المملكة المتحدة حول بريكست تشمل علاقاتهم التجارية المستقبلية، محذرين من “صعوبات شديدة” قبل التوصل لاتفاق يسبق الطلاق عام 2019.

واجتمع القادة في غياب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لاقرار اتفاق مؤقت بخصوص مبادئ الانفصال ووافقوا على اطلاق المرحلة المقبلة من المباحثات.

واعلن رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك على تويتر ان “قادة الاتحاد الاوروبي يوافقون على الانتقال الى المرحلة الثانية من محادثات بريكست. نهنىء رئيسة الوزراء (البريطانية) تيريزا ماي”.

ورغم ان المباحثات حول مرحلة انتقالية بعد بريكست ستبدأ في كانون الثاني/يناير المقبل، تشير قواعد الاتحاد الاوروبي إلى أن المفاوضات الفعلية على العلاقة المستقبلية، بما فيها التجارة، لن تبدأ قبل اذار/مارس المقبل 2018.

واقر توسك بان الجولة المقبلة من المفاوضات ربما ستكون اصعب من الستة أشهر المضنية التي ادت لاتفاق الجمعة الفائت حول كلفة فاتورة بريكست على بريطانيا وحقوق الاوروبيين والحدود مع ايرلندا.

وردا على سؤال عما إذا كان ممكنا التوصل لاتفاق قبل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد في 29 اذار/مارس 2019، حذر توسك من ان الامر “لا يزال واقعي وبالطبع صعب بشكل كبير”.

ورحبت تيريزا ماي التي غادرت بروكسل بعد مأدبة عشاء الخميس بهذل الموقف من لندن، وعبرت عن شكرها على تويتر لتوسك ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر.

وقالت ان “اليوم يشكل خطوة مهمة على طريق خروج من الاتحاد هادئ ومنظم وصياغة شراكة مستقبلية وثيقة وخاصة”.

بدوره، قال يونكر ان “البعض منا، وانا بينهم، يعتقدون انها (ماي) بذلت جهودا كبرى يجدر الاعتراف بها”.

وأكد “ثقتي في ماي لم تتغير”، قبل ان يحذر من ان “المرحلة الثانية ستكون اصعب بكثير من الاولى، المرحلة الاولى كانت صعبة للغاية”، بحسب توسك.

بدورها، أكدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أنه فيما تم تحقيق تقدم، فأن المفاوضات المقبلة ستكون “اصعب”.

وكانت ميركل حذرت في وقت سابق انه “لا تزال هناك قضايا عديدة يجب حلها ولا نملك وقتا كثيرا” لذلك.

– “قطعنا شوطا” –

واستغرق الأمر 15 دقيقة فقط، ليوافق القادة الاوروبيون على اتفاق الاسبوع الماضي ومبادئ التفاوض، مؤكدين تحقيق “تقدم كاف”، كما وافقوا على اطلاق المرحلة الثانية من مباحثات بريكست.

وقالت ماي الجمعة إن المفاوضات بخصوص العلاقة المستقبلية لبريطانيا مع التكتل ستبدا “على الفور”.

واعربت عن “امتنانها” للموافقة على “تحقيق تقدم سريع في مرحلة التنفيذ، ما سيوفر طمأنينة للأعمال والأفراد”.

وتابعت “لا يزال يتعين القيام بالمزيد لكننا بخير وقطعنا شوطا لتحقيق بريكست لتكون بريطانيا قوية، ومزدهرة وآمنة”.

ويرغب المسؤولون البريطانيون في التوصل لاتفاق بحلول اذار/مارس المقبل حول مرحلة انتقالية من عامين، تبقى خلالها علاقة لندن بالاتحاد الاوروبي كما هي إلى حد كبير.

وتتضمن خيارات العلاقة المستقبلية بين الطرفين، اتفاقا تجاريا مماثلا لذلك الذي ابرمته كندا مع الاتحاد الاوروبي، او عضوية النروج في المنطقة الاقتصادية الاوروبية.

وأفاد مصدر في الاتحاد الاوروبي الجمعة ان بريطانيا سيكون بوسعها أيضا التفاوض بخصوص اتفاقات تجارة مع دول غير اوروبية اخرى اثناء المرحلة الانتقالية لكن دون توقيعها، وهذا شرط من المرجح ان ترفضه لندن.

– “اختبار لوحدة الاتحاد الاوروبي” –

وتلقت ماي تصفيقا حين خاطبت قادة الاتحاد الاوروبي خلال عشاء مساء الخميس، كما أشاد عدد من نظرائها بدورها في ضمان انجاح المفاوضات.

وبذلت ماي جهودا كبيرة لتاكيد سلطتها خلال الاشهر الاخيرة.

وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان إن ماي “قائدة قوية (تعمل) لصالح بريطانيا”.

كما قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن البريطانيين كانوا “اذكياء” بمحاولة التفاوض مباشرة مع قادة الاتحاد شخصيا، واصفا ماي ب”المديرة السياسية الرائعة”.

لكن توسك حذر من أن المرحلة المقبلة ستكون بمثابة “الاختبار الحقيقي لوحدتنا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية