مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاستيطان والعنف ينسفان فرص السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، حسب اللجنة الرباعية

مستوطنة نيفي ياكوف في القدس الشرقية afp_tickers

حثت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط الجمعة اسرائيل والفلسطينيين على التخلي عن الاستيطان والعنف اللذين ينسفان حاليا فرص السلام ويقوضان حل الدولتين في استنتاجات سارعت اسرائيل الى رفضها.

وجاء في تقرير صادر عن اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، ان المستوطنات الاسرائيلية وتدمير منازل الفلسطينيين ومصادرة الاراضي من قبل اسرائيل “تنسف قابلية حل الدولتين على العيش” في اشارة الى قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل تتعايشان بسلام.

واضاف التقرير “هذا الامر يطرح اسئلة مشروعة حول نوايا اسرائيل على المدى الطويل التي تعززها تصريحات بعض الوزراء الاسرائيليين الذين يقولون ان الدولة الفلسطينية لا يجب ان تقوم على الاطلاق”.

وجرى العمل على هذا التقرير المؤلف من ثماني صفحات طيلة اشهر عدة، وقد تمت مناقشته كلمة كلمة قبل اقراره، والهدف منه السعي لتحريك عملية السلام المتوقفة منذ نيسان/ابريل 2014.

واعرب مسؤول فلسطيني عن الاسف لان التقرير لا ينتقد بما فيه الكفاية اسرائيل وطالب بعقد اجتماع لمنظمة التحرير الفلسطينية لاتخاذ موقف مما جاء فيه.

وقال الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان التقرير “لا يأخذ بعين الاعتبار مطالبنا كدولة تعيش تحت احتلال عسكري استعماري اجنبي”، كما انه “يساوي بين شعب تحت الاحتلال ومحتل عسكري اجنبي”.

ورفض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو دعوة اللجنة الرباعية الى وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبر ان الكلام عن ان الاستيطان ينسف السلام هو بمثابة “خرافة”.

وقال ان تقرير اللجنة الرباعية “يبقي على الخرافة بان الابنية الاسرائيلية في الضفة الغربية هي عقبة امام السلام. عندما جمدت اسرائيل الاستيطان لم تحصل على السلام”.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة سيتفان دو جاريك ان “احدا لم يكن يتوقع ان يستقبل التقرير بالترحيب” الا انه دعا الطرفين الى العمل لانقاذ عملية السلام.

وتشهد اسرائيل والاراضي الفلسطينية تكثيفا لاعمال العنف منذ الخميس مع اربعة هجومات فلسطينية خلفت قتيلين واثارت ردودا اسرائيلية انتقامية تضمنت اغلاق الخليل والحد من نقل اموال الضرائب الى الفلسطينيين.

وتضرب موجة من العنف الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل منذ مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي ما ادى الى مقتل 214 فلسطينيا و34 اسرائيليا واميركيين اثنين واريتري وسوداني، حسب تعداد لوكالة فرانس برس.

من جهة ثانية اعربت اللجنة الرباعية عن الاسف لان القادة الفلسطينيين “لا يدينون بشكل واضح ومنتظم الهجمات الارهابية المحددة” في حين تم اطلاق اسماء فلسطينيين ارتكبوا اعمال عنف على شوارع وساحات فلسطينية.

-“قلق في واشنطن”-

وتابع بيان الرباعية “على السلطة الفلسطينية ان تتحرك بشكل حاسم وان تتخذ كل الاجراءات الضرورية القادرة عليها لوقف التحريض على العنف وتعزيز الجهود القائمة لمحاربة الارهاب، ومن ضمنها ادانة كل اعمال الارهاب بشكل حازم”.

واعتبر التقرير ان من العوامل “التي تنسف بشكل جدي آمال السلام، هناك العنف المتواصل والهجمات الارهابية على المدنيين والحض على العنف”.

وبين توصياتها العشر تطلب الرباعية من اسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة وتدعو الى اعادة السلطة في القطاع الى السلطة الفلسطينية بينما هي حاليا بايدي حركة حماس.

واضاف التقرير “ان التسلح غير الشرعي والغياب المتواصل للوحدة الفلسطينية والوضع الانساني الدقيق في غزة، كلها امور تغذي عدم الاستقرار، وبالنهاية تعرقل الجهود توصلا الى حل تفاوضي”.

وجاء في التقرير ايضا “ان اللجنة الرباعية تكرر القول ان حل الدولتين المتفاوض عليه هو الطريقة الوحيدة للتوصل الى سلام دائم يلبي حاجات اسرائيل في مجال الامن وتطلعات الفلسطينيين بدولة مستقلة وذات سيادة”.

ويعيش حاليا نحو 570 الف مستوطن في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، في حين تؤكد الامم المتحدة ان المستوطنات غير شرعية وتتعارض مع القوانين الدولية.

في واشنطن قال مسؤول اميركي رفيع الجمعة انه اذا لم يغير قادة اسرائيل والفلسطينيون سياساتهم، فسيقضون على اخر امل بالسلام القائم على حل الدولتين.

واضاف المسؤول في وزارة الخارجية رافضا ذكر اسمه “رغم ان قادة الطرفين يؤكدون دعمهم لحل الدولتين، فان هذا الاحتمال سيصبح بعيد المنال اكثر فاكثر في حال مضوا قدما بما يقومون به حاليا”.

وتابع ان نشر تقرير اللجنة الرباعية يشكل فرصة لاعادة اطلاقها.

واكد المسؤول الاميركي “نحن قلقون جدا لانه بدون تغييرات مهمة، فان حلا بدولة واحدة قد يصبح حقيقة، وهذا لا يفيد ايا من الجانبين”.

وقال “ما نركز عليه الان هو الى اين نمضي من هنا. هدفنا الرئيسي ليس القاء اللوم على اي كان. انما ايجاد وسائل للتحرك نحو الهدف الذي يضعه الجميع نصب اعينهم (…) حل الدولتين عن طريق التفاوض”، اي اسرائيل ودولة فلسطينية تتعايشان سلميا.

وحذر المسؤول الاميركي من انه “لا يمكننا بكل بساطة الاستمرار في المسار المتبع حاليا”.

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ان بلاده “تشاطر استنتاجات” اللجنة الرباعية التي تشير الى “تأثير مدمر” للاستيطان والعنف.

وعبر الوزير عن اعتقاده بان “نتائج التقرير تتوافق مع المبادرة التي اتخذتها فرنسا لجمع الاسرة الدولية من اجل السلام في الشرق الأوسط” بحلول نهاية العام.

وكان السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر اعلن مساءالخميس ان اعضاء مجلس الامن ال15 اعربوا عن “دعمهم القوي” لاقتراح فرنسا عقد مؤتمر دولي للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية العام الحالي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية