مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الاكراد يطردون تنظيم الدولة الاسلامية مجددا من مدينة تل ابيض السورية

علم وحدات حماية الشعب الكردية يرفرف فوق تل ابيض في 25 حزيران/يونيو 2015 afp_tickers

تمكن المقاتلون الاكراد من طرد تنظيم الدولة الاسلامية مجددا من مدينة تل ابيض الاستراتيجية الحدودية مع تركيا، فيما يبدو ان اطراف النزاع الاخرى في سوريا باتت تستلهم اساليب الرعب المعتمدة من الجهاديين.

واوقع النزاع المتشعب والمتعدد الجبهات واعمال العنف المروعة التي تشهدها البلاد في حزيران/يونيو اعلى حصيلة شهرية من القتلى المدنيين منذ بدء العام 2015.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الاربعاء “طرد المقاتلون الاكراد تنظيم الدولة الاسلامية من حي مشهور فوقاني الذي كان سيطر عليه امس” في مدينة تل ابيض المختلطة العربية الكردية في محافظة الرقة، ابرز معاقل التنظيم الجهادي.

وتسببت الاشتباكات بين الطرفين بمقتل ثلاثة مقاتلين اكراد واربعة عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية، وفق المرصد.

واكد المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل لوكالة فرانس برس “القضاء نهائيا على مجموعة داعش التي دخلت الحي” و”طردها من المنطقة”.

ونجح التنظيم الثلاثاء في اقتحام مدينة تل ابيض مجددا بعد اسبوعين من طرده منها وسيطر على احد احيائها الشرقية. وتحدث الاكراد عن “عملية تسلل”.

وبالسيطرة على تل ابيض في 16 حزيران/يونيو، تمكن الاكراد من قطع طريق امداد مهم للتنظيم عبر تركيا ومن ريف الرقة الى مدينة الرقة، مركز المحافظة.

وشن التنظيم الاسبوع الماضي هجوما مفاجئا على مدينة كوباني (شمال) التي كان انسحب منها في كانون الثاني/يناير تحت وطأة المعارك مع الاكراد والغارات الجوية من الائتلاف الدولي بقيادة اميركية، وسيطر على عدد من الابنية فيها في نقاط عدة. لكن الاكراد نجحوا في طرده منها مجددا بعد يومين.

وفيما تراوح العمليات العسكرية مكانها من دون تحقيق انجازات تذكر لاي من الاطراف على الارض، بات الرعب سيد الموقف من دون منازع على الساحة السورية بعد اربع سنوات من الحرب.

وخلال الايام الاخيرة، نفذ تنظيم الدولة الاسلامية عمليات قتل مروعة جديدة بينها اعدام سيدتين بقطع الراس للمرة الاولى في سوريا امام حشد من المواطنين.

واوضح المرصد ان السيدتين اعدمتا مع زوجيهما يومي الاحد والاثنين في محافظة دير الزور (شرق) بعد اتهامهم بـ”ممارسة السحر”. كما اعدم التنظيم سيدتين الثلاثاء باطلاق النار على راسيهما بتهمة “التعامل والتخابر مع النظام النصيري”.

واعلن المرصد الاربعاء صلب التنظيم ثمانية اشخاص وهم احياء في مدينة الميادين في دير الزور (شرق) بسبب تناولهم الطعام في شهر رمضان.

وعلق التنظيم في اعناق الرجال الثمانية لوحات صغيرة كتب على كل منها “يصلب يوماً كاملاً ويجلد سبعين جلدة لإفطاره في رمضان”.

وسبق للتنظيم ان صلب عشرين شخصا وهم احياء بينهم قاصران، وبذلك يرتفع عدد الاشخاص الذين نفذ بهم تنظيم الدولة الاسلامية “هذا العقاب” منذ بدء شهر رمضان الى 28، بحسب المرصد.

ونفذ تنظيم الدولة الاسلامية خلال سنة في سوريا وفق المرصد، اكثر من ثلاثة آلاف اعدام صلبا او شنقا او ذبحا او رجما او حرقا او رميا بالرصاص بتهم عدة تراوح بين الكفر والمثلية الجنسية و”قتال الدولة الاسلامية” و”التجسس للنظام النصيري” والسحر وغيرها.

وردا على قتل تنظيم الدولة الاسلامية عناصر من “جيش الاسلام”، ابرز فصيل اسلامي مقاتل في ريف دمشق، نشر الفصيل شريط فيديو الاربعاء على الانترنت يتبنى فيه اعدام 18 عنصرا من التنظيم الجهادي.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية نشر الخميس الماضي شريطا مصورا يظهر اقدام عناصر منه على اعدام 12 عنصرا من فصائل قاتلت ضده عبر قطع رؤوسهم، قائلا انهم اسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وبينهم عناصر من “جيش الاسلام”.

واعتمد الشريط الذي اعده “جيش الاسلام” تقنيات تصويرية ومؤثرات صوتية وموسيقية وتعابير شبيهة بتلك التي يستخدمها التنظيم الجهادي في اشرطته الترويجية.

وظهر في الشريط 18 رجلا باللباس الاسود مقنعي الوجوه وموثوقين بقيود وكرات حديدية ثقيلة في اقدامهم مع سلاسل حديدية ضخمة في ايديهم واعناقهم، وهم يسيرون الى جانب عناصر من “جيش الاسلام” ارتدوا اللباس البرتقالي، وهو لباس سجناء غوانتانامو الذي يلبسه تنظيم الدولة الاسلامية لضحاياه قبل اعدامهم.

ويقوم عناصر “جيش الاسلام” بازالة الاقنعة عن وجوه الاسرى الـ18 الذين جثوا ارضا قبل ان يطلقوا النار على رؤوسهم من الخلف من بنادق حربية، فتتدفق الدماء من رؤوسهم.

واتهم “جيش الاسلام” تنظيم الدولة الاسلامية بالتنسيق مع النظام السوري “النصيري” من اجل “اقامة ولاية داعش” في الغوطة الشرقية.

ويتحصن “جيش الاسلام” خصوصا في الغوطة الشرقية حيث يقاتل النظام مع فصائل اخرى. وحصلت مواجهات عدة خلال فصل الشتاء بينه وبين تنظيم الدولة الاسلامية.

في محافظة درعا (جنوب)، قتل ثمانية اشخاص على الاقل جراء غارات جوية لقوات النظام استهدفت بلدة صيدا، بحسب المرصد الذي اشار الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب “وجود جرحى في حالات خطرة”.

ووثق المرصد السوري الاربعاء مقتل 1502 مدنيا في سوريا، بينهم 288 طفلا دون الثامنة عشرة، خلال شهر حزيران/يونيو، في اعلى حصيلة شهرية للقتلى المدنيين منذ بدء العام الحالي.

اما اجمالي القتلى من مدنيين وعسكريين خلال الشهر الماضي فقد بلغ 5247 شخصا، وهي ثاني اعلى حصيلة شهرية للقتلى منذ بداية 2015.

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 230 الف شخص.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية