مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الالة الانتخابية القوية لعائلة كلينتون في مواجهة اعباء ارثهما الطويل

الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون يلقي كلمة في جامعة ميامي في 7 آذار/مارس 2015 afp_tickers

تواجه الالة الانتخابية لعائلة بيل وهيلاري كلينتون التي اوصلتهما الى مناصب حاكم ولاية وعضو مجلس شيوخ والرئاسة، سلسلة فضائح، فيما يتبين ان ارثهما الطويل قد يصبح عبئا عليهما.

ويغادر اعضاء بارزون في ادارة باراك اوباما البيت الابيض للانضمام الى حملة هيلاري كلينتون – مثلما حصل مع العائلات السياسية الاميركية العريقة مثل روزفلت وكينيدي او بوش – لكن الايام الاخيرة قد تكون دفعت بكثيرين منهم الى اعادة النظر في قرارهم.

فمؤسسة بيل وهيلاري وتشيلسي كلينتون متهمة باخذ ملايين الدولارات كهبات من دول خليجية تعتبر سجلاتها في مجال حقوق الانسان موضع شكوك. كما ان الفنان الذي رسم لوحة شهيرة لبيل كلينتون وصف الرئيس الاسبق بانه “قد يكون اشهر كاذب في التاريخ”.

ثم جاء الكشف عن ان هيلاري كلينتون كانت ترسل رسائلها الالكترونية الرسمية من حساب خاص مرتبط بجهاز موجود في منزلها الواقع في ولاية نيويورك.

ولا شيء من هذه الفضائح قد يكون كافيا لنسف سعي كلينتون للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لخوض السباق الرئاسي في 2016.

لكنها تثبت ان الترشيح الدائم غالبا ما يترافق مع اعباء ثقيلة.

ويساهم الخصوم السياسيون لعائلة كلينتون في دفع الناخبين الى الربط بين الفضائح لكي يثبتوا اهمالا في السلوك واستغلالا للوصول الى السلطة.

ونقاط القوة الانتخابية مثل المسيرة الرائعة للرئيس السابق ونجاح هيلاري كلينتون الباهر كوزيرة للخارجية، قد لا تصب في مصلحتها.

وقال شون تريند المحلل في معهد “ريل-كلير-بوليتيكس” ان “السبب الجزئي لخسارة هيلاري كلينتون عام 2008 في الانتخابات التمهيدية للحزب، لان القوى الديموقراطية اعتبرت انها مثيرة للانقسام وتحمل اعباء كثيرة من الماضي”.

واضاف “هذا الامر يعيد ذكريات الماضي وقد يدفع البعض الى البحث عن بديل”.

وحتى الان عجزت الالة الانتخابية لكلينتون عن ايجاد مبررات كما حصل في سباق 2008.

وحاول الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون الرد على الانتقادات التي طالت مؤسسة العائلة. واكد ان الاموال الخارجية استخدمت في حملات انسانية، وانفقت بشكل جيد.

واوضح ان “فرضيتي في ما يتعلق بهذا الامر تقول: اكشف عن كل شيء، ودع الاشخاص يحكمون”، مضيفا “اعتقد اننا نجحنا في عمل الخير اكثر من الضرر، واعتقد ان هذا امر جيد. لذلك سأقول لكم من قدم لنا الاموال، وستقررون انتم”.

وخلال فعالية في جامعة ميامي، انضمت هيلاري كلينتون الى زوجها، ولكنها رفضت التعليق على مسألة استخدامها بريدها الالكتروني الخاص حصرا.

وقد عبر الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت عن دعم حذر لوزيرة خارجيته السابقة. وقال “ان سياسة ادارتي تقوم على تشجيع الشفافية، لذلك فان رسائلي الالكترونية على (هاتف) بلاكبيري، كل هذه الوثائق متوافرة ومحفوظة”. واضاف “اني سعيد لان هيلاري اعطت تعليمات لنشر هذه الرسائل الالكترونية المتعلقة بانشطة رسمية”.

وقال الحاكم السابق بيل ريتشاردسون الذي ترشح ضد اوباما وكلينتون لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي في 2008 اعتقد ان “قوة الالة الانتخابية لعائلة كلينتون ستتجاوز اي مشكلة يمكن ان تخلفها هذه الهفوات”.

واضاف لوكالة فرانس برس “انها الة سياسية رائعة والامر يتعلق بهما معا”.

وتابع “انها اقوى الان على ما اعتقد بسبب ادائها لانها كانت وزيرة للخارجية اعتقد ان كلينتون اصبحت تحظى بشعبية اكبر وقد تصبح اول امرأة رئيسة” للولايات المتحدة.

لكن ريتشاردسون يعتقد على غرار كثيرين ان عليها ان تواجه تحديا اوليا لكي تكون مخولة خوض الانتخابات العامة. وقال “هيلاري كلينتون هي المرشحة الاوفر حظا وما ليست بحاجة اليه بنظري هو ترشيح رسمي”.

واوضح “من المستحسن ان تهزم شخصا ما، هذا الامر سيبقيها في طور المنافسة وسيعطيها حيوية وزخما طالما ان ذلك المنافس لا يلحق بها ضررا جديا”. واعتبر ان ذلك “سيحصنها الى الابد ومن الافضل التركيز على سباق تخوضه بدلا من اعتبارها مرشحة حتمية”.

واذا كانت كلينتون تعتبر حاليا الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي فذلك الى حد كبير بسبب عدم وجود منافسين اخرين.

وفي مجالسهم الخاصة يشير بعض الديموقراطيين الى احتمال ترشح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لكنهم يقرون بان ذلك سيكون اجراء احتياطيا تحسبا لاحتمال فشل ترشيح كلينتون.

ويرى ريتشاردسون ان السباق قد يشهد مرشحا اخر. وقال “لا اعتقد ان الساحة خالية، اعتقد ان شخصا ما سيترشح وسيكون بديلا، وليس بالضرورة بديلا جديا”.

وحين يظهر اسم مرشح جديد فان المهمة الاولى على عاتقه ستكون هزم الالة الانتخابية لعائلة كلينتون، لكن فقط اذا صمدت امام التحديات الراهنة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية