مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة تطالب التحالف بقيادة السعودية بالسماح بوصول المساعدات الى اليمن

طفل يمني يعاني من النقص الحاد في الغذاء خلال تلقيه العلاج في مستشفى في مدينة الحديدة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

حضت الأمم المتحدة الثلاثاء التحالف الذي تقوده السعودية على السماح بوصول المساعدات الانسانية إلى اليمن حيث يعاني نحو سبعة ملايين شخص من ظروف أشبه بالمجاعة.

وقال المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لارك للصحافيين في جنيف “اذا لم يتم ابقاء هذه القنوات، شرايين الحياة هذه، مفتوحة فإن الأمر سيكون كارثياً على الناس الذين يواجهون ما أطلقنا عليه بالفعل أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

كما قال المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك أن “الحصار على الموانئ والمطارات والطرق البرية يترك تاثيرا سلبيا كبيرا على الوضع الكارثي بالفعل” في اليمن.

وتابع “ينبغي على كل اطراف النزاع السماح وتسهيل دخول المساعدات الانسانية بشكل امن وسريع ودون عراقيل لكل الاشخاص المحتاجين عبر كل الموانئ والمطارات”.

وتوقف وصول المساعدات إلى اليمن منذ أن أغلق التحالف منافذ هذا البلد الجوية والبحرية والبرية، إثر إطلاق المتمردين الحوثيين السبت صاروخا بالستيا باتجاه الرياض اعترضته القوات السعودية فوق مطار العاصمة.

وتوقفت الرحلات الانسانية الى اليمن منذ الاثنين.

وأوضح مسؤولون في الأمم المتحدة أن التحالف طلب من الامم المتحدة ابعاد السفن عن مرفأ الحديدة الذي وصفه مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان بأنه “العمود الفقري للعمليات الإنسانية في اليمن”.

وقال لارك “ينبغي استئناف ادخال الوقود والطعام والأدوية إلى البلد”، مضيفا إن مشكلة إيصال المساعدات هذه “ذات ابعاد هائلة”.

وصرح المتحدث ان اسعار الوقود ارتفعت ستين بالمئة وأسعار غاز الطبخ تضاعفت مرتين مباشرة بعد الإغلاق.

واضاف إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يجري محادثات مع التحالف لإعادة إدخال المساعدات في أسرع وقت.

وتصنف الامم المتحدة الأزمة في اليمن كابرز الازمات الانسانية الاولى في العالم، في ظل حاجة 17 مليون يمني للغذاء، يعاني 7 مليون منهم خطر المجاعة فضلا عن وباء الكوليرا.

ومن المقرر أن يناقش مجلس الامن الازمة الانسانية في اليمن الاربعاء بناء على طلب السويد التي عبرت عن قلقها ازاء تفاقم الوضع.

وقال نائب السفير السويدي لدى الامم المتحدة كارل سكاو “لا يمكن أن نسمح بان يفقد العالم الانتباه (للأزمة) وينبغي علينا القيام بكل ما يمكننا فعله للمساعدة في تخفيف المعاناة”.

وسيبلغ مسؤول عمليات الاغاثة في الامم المتحدة مارك لوكوك المجلس نتائج زيارته الاخيرة لليمن والتي قال إنها “تبعث على الصدمة”.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين وقوات موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية. وسقطت صنعاء بأيدي المتمردين المتحالفين مع أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية في آذار/مارس 2015.

وفي حصيلة جديدة، أفادت الأمم المتحدة أن النزاع خلف 5295 قتيلا و8873 جريحا بين المدنيين منذ التدخل السعودي، لكن هذه الأرقام تمثل الاعداد التي تثبت منها موظفو الامم المتحدة، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الذي حذر بأن “العدد الحقيقي أعلى من ذلك على الأرجح”.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، خلّف النزاع اكثر من 8650 قتيلا واكثر من 58 الف جريح منذ 2015، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.

والشهر الماضي أدرجت الامم المتحدة التحالف على قائمتها السوداء بسبب مقتل وتشوه 683 طفلا خلال النزاع في 2016 وضرب 38 مدرسة ومستشفى.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية