مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة: المعاناة في مضايا “لا تقارن” بالوضع في مناطق اخرى من سوريا

صورة من الصليب الاحمر بتاريخ 12 كانون الثاني/يناير 2016 لدخول قافلة مساعدات لبلدة مضايا السورية المحاصرة afp_tickers

اعلن مسؤول في الامم المتحدة زار بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق ان المعاناة في هذه البلدة “لا تقارن” بكل ما شهدته طواقم العمل الانساني في باقي سوريا.

وقال ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة سجاد مالك في مؤتمر عبر دائرة الفيديو من دمشق “ما رأيناه مروع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئا للغاية.

ووصف الوضع البائس لسكان البلدة وقال انه في العديد من الحالات بلغ الضعف لدى السكان درجة جعلتهم غير قادرين على الاعراب عن غضبهم.

واضاف ان الطعام كان نادرا حتى ان الناس “ذكروا مرارا ان سعر كيلو الارز وصل الى 300 دولار (275 يورو)”.

واضاف ان احدى العائلات “باعت دراجة نارية للحصول على 5 كلغ من الارز”.

واضاف “ما رأيناه في مضايا لا يقارن (…) بمناطق اخرى من سوريا”.

وابدى “هوله” لما رآه موضحا ان الاطفال كانوا يقتاتون من اعشاب يقتلعونها من اجل البقاء على قيد الحياة.

وقال سكان لموظفي الامم المتحدة ان المصدر الرئيس للطعام خلال الاسابيع الماضية كان الحساء المعد من الاعشاب والتوابل.

وكان السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري صرح للصحافيين في نيويورك الاثنين انه “لا توجد مجاعة في مضايا” بعد ان ذكرت منظمة اطباء بلا حدود ان 28 شخصا في البلدة قضوا بسبب الجوع.

وتمكنت الامم المتحدة والمنظمات الشريكة الاثنين من ادخال 44 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية الى بلدة مضايا التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ ستة اشهر. وقال مالك انه من المقرر دخول قوافل اخرى في الايام المقبلة.

وحذرت الامم المتحدة بان 300 الى 400 شخص بحاجة الى مساعدة طبية عاجلة.

وبموازاة دخول القافلة الى مضايا، دخلت 21 شاحنة مماثلة الى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة ادلب (شمال غرب) المحاصرتين من الفصائل المقاتلة منذ الصيف الماضي.

وقال متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ينس لاركي ان الاتفاق الذي سمح بادخال المساعدات الى البلدات الثلاث ينص ايضا على دخول قوافل انسانية اخرى الى مضايا والفوعة وكفريا وكذلك الى مدينة الزبداني المجاورة لمضايا.

يعيش في مضايا اربعون الف شخص، بينهم نحو عشرين الف نازح من الزبداني. واحصت منظمة اطباء بلا حدود وفاة 28 شخصا على الاقل بسبب الجوع فيها منذ بداية كانون الاول/ديسمبر.

ومع انقطاع الماء والكهرباء لجأ السكان الى حرق الكرتون للتدفئة، بحسب ما افاد مسؤول اممي اخر، مضيفا “لقد اعطيناهم كل ما كان في الشاحنات”.

واكد مالك ان منظمة الصحة العالمية ستسعى الى تحديد عدد من قضوا نتيجة الجوع في مضايا عندما يتم السماح بدخول منظمات الامم المتحدة الى المنطقة.

واكد على ضرورة مواصلة ادخال المساعدات الانسانية خلال الاشهر المقبلة.

وقال “اذا لم نتمكن من الاستمرار في ذلك (..) فحتى الجهود التي بذلناهها ستكون مجرد ضمادة صغيرة” مضيفا “نريد ان نضمن انهاء عمليات الحصار هذه”.

ووسط الانهيار التام للخدمات الصحية في البلدة، قالت منظمة الصحة العالمية انها ترغب في اقامة مستوصفات متنقلة في مضايا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية