مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامن الفلسطيني يحول دون الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية

فلسطينيون يتظاهرون تضامنا مع غزة عند حاجز حوارة الاسرائيلي في نابلس afp_tickers

اصطف حوالى مئة من رجال الامن الفلسطيني، مدججين بالهراوات ودروع مكافحة الشغب امام حوالى 200 شخص كانوا يتظاهرون ليلة الاربعاء تضامنا مع قطاع غزة، لمنعهم من الاحتكاك مع نقطة عسكرية اسرائيلية محاذية.

ونجح افراد الامن في وقف المتظاهرين على بعد امتار من نقطة التماس على اطراف مدينة البيرة في الضفة الغربية، وارتفعت الهتافات ” يا سلطة مالك مالك قولي شو اللي جرى لك”، لكن افراد الامن التزموا الاصطفاف على خط عرضي، في حين حرص الضابط على المرور عليهم واعطائهم تعليمات بتجنب ضرب المتظاهرين، حسب ما نقل مراسل فرانس برس.

وتعالت اصوات المتظاهرين بعدما تراجع عددهم اثر انفضاض عدد منهم ووقوفهم على جنبات الطريق كمتفرجين، وهتفوا ” يا شباب انضموا انضموا الغزاوي ضحى بدمو” و”وحدة وحدة وطنية كل القوى الثورية”.

وتكرر هذا المشهد اكثر من مرة، حيث تمنع قوى الامن الفلسطيني المتظاهرين في الضفة الغربية المتضامنين مع قطاع غزة من الوصول الى نقاط الاشتباك مع الجيش الاسرائيلي على اطراف المدن الفلسطينية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وتواجه السلطة الفلسطينية انتقادات لمنعها المتظاهرين من الوصول الى مناطق الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي، في وقت يواجه فيه ايضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انتقادات بسبب مواقفه السلمية المعلنة في ظل الحرب الاسرائيلية على غزة.

وتمتلىء صفحات الانترنت بانتقادات للسلطة الفلسطينية والرئيس عباس تصل الى حد الشتائم.

وانتقدت ميسر سليمان (50 عاما) الرئيس عباس بسبب “عدم قدرته على وقف الحرب على غزة بما انه رئيس السلطة الوطنية”.

وقالت ميسر التي تعمل في محل للملابس “يقشعر بدني كلما اشاهد على شاشات التلفاز اطفالا ونساء فلسطينيين يقتلون بقنابل الاحتلال”.

وفي ردها على سؤال ان كانت تفضل ان يضرب ابنها على ايدي افراد الامن الفلسطيني او يقتل بقنابل اسرائيلية، قالت “طبعا افضل ان يتكسر على ايدي الامن الفلسطيني على ان يقتل على ايدي الاسرائيليين”.

ويقول الاعلامي معمر عرابي، الذي صنف نفسه على انه ناشط في المجتمع المدني بان “الشعب الفلسطيني لم يشعر خلال الحرب الاسرائيلية على غزة بان هناك قائدا يلتصق بهمومه”.

ويضيف عرابي ” ليس المطلوب من الرئيس عباس خطابا شعبويا حماسيا، بل الشعب يريد الشعور بقرب قائده ورئيسه من طموحاته، واعتقد ان الفجوة بين الناس وخطاب الرئيس تتسع مع استمرار الحرب على غزة”.

ويقول استاذ الاعلام في جامعة بيرزيت نشأت الاقطش ان مواصلة قوات الامن الفلسطيني في منع الفلسطينيين من التعبير عن تضامنهم مع غزة “خطير، وفي نظر الناس فان السلطة تحمي الاحتلال”.

وفيما يخص الانتقادات الموجهة لعباس، اشار الاقطش الى انها “بدأت منذ تعليقاته المسالمة بشأن الاسرائيليين الثلاثة الذين تم الاعلان عن خطفهم في مدينة الخليل”.

وكان عباس اعلن حينها ان السلطة الفلسطينية ستعمل على اعادة المخطوفين الثلاثة الى اسرهم لانهم بشر، وسيتم محاسبة المسؤولين.

وبحسب الاقطش “عباس حينها لم يتحدث كسياسي، وانما تحدث بكلمات بريئة اراد دفع اللوم عن نفسه وهذا الموقف جرح الشعب الفلسطيني في كبريائه”.

ويقول الاقطش “من هنا بدأ الانتقاد لعباس، ولم يعد فقط انتقادا بل ان صورة الزعيم سقطت في تفوس الناس وهذا خطر جدا”.

وكان الرئيس عباس من اوائل المرحبين بالمبادرة المصرية للتهدئة في غزة، حيث اعلن ان ترحيبه ياتي في الدرجة الاولى لوقف حالات القتل اليومي في غزة.

وبحسب الاقطش فان عباس “لم يظهر في هذه المرحلة كزعيم في نظر المواطن، واستعجل في الموافقة على التهدئة في وقت ترى فيه المقاومة الفلسطينية انها تحقق انتصارات تاريخية على اسرائيل”.

ووقعت مواجهات ليلة الاربعاء بين افراد الامن الفلسطيني ومتظاهرين فلسطينيين كانوا يتظاهرون تضامنا مع قطاع غزة في مدينة جنين في الضفة الغربية، استخدم خلالها افراد الامن الفلسطيني الغاز المسيل للدموع، حسب ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس.

غير ان الحال اختلفت عند حاجز قلنديا الفاصل بين مدينتي رام الله والقدس، وخلا المشهد من وجود افراد الامن الفلسطيني كون المنطقة تقع خارج السيطرة الامنية الفلسطينية، ووقعت مواجهات عنيفة هناك بين الجيش الاسرائيلي والشبان الذين هاجموا الحاجز.

وتكررت المواجهات نفسها بين شبان فلسطينيين والجيش الاسرائيلي ليلة الاربعاء، على مشارف مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله.

ومنذ بدء الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة قبل 11 يوما، تخرج دعوات خجولة في الضفة الغربية لتظاهرات ليلية تضامنا مع قطاع غزة، اغلبها يتم عبر صفحات الانترنت، وفي بعض الاحيان تتم الدعوة من قبل القوى الوطنية والاسلامية.

وقال عصام بكر، منسق القوى الوطنية والاسلامية في مدينتي رام الله والبيرة “هناك حالة من التضامن مع اهلنا في غزة، وهذه الحالة اخذة في الاتساع لكنها دون المستوى المطلوب”.

وعن سبب تدني مستوى التضامن الشعبي مع غزة، يقول بكر “لا اعتقد ان هناك رغبة سياسية عند المستوى السياسي برفع وتيرة المواجهات، وهناك من لا يريد اندلاع انتفاضة ثالثة (…) اضافة الى منع قوات الامن الفلسطيني الاشتباك مع جيش الاحتلال”.

ويعطي بكر مثالا، ان قوى الامن الفلسطينية ابلغت القوى الوطنية والاسلامية بقرار منع المتظاهرين من الاقتراب من منطقة بيت ايل المحاذية لمدينة البيرة.

واضافة الى الانتقادات الموجهة للسلطة الفلسطينية، فان هناك من المسؤولين في الحكومة الفلسطينية من يعتقد بان هناك تحريضا فلسطينيا داخليا ضد القيادة الفلسطينية.

وقال مسؤول كبير في الحكومة الفلسطينية “والدليل على ذلك ما تعرض له وزير الصحة حين حاول الوصول الى غزة، وتمت مهاجمته من قبل جهات بشكل منظم ومسبق”.

وهوجم وزير الصحة في حكومة التوافق الفلسطيني جواد عواد عند وصوله الى معبر رفح قبل ايام، من قبل شبان غاضبين في غزة، ورشقوا السيارة التي كانت تقله بالبيض والاحذية، ما اضطره للعودة الى مصر.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية