مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الانغوليون ينتخبون لطي صفحة الرئيس دوس سانتوس

الرئيس الانغولي جوزيه ادواردو دوس سانتوس ووالمرشح لخلافته جواو لورنشو خلال احلملة الانتخابية في لواندا في 19 آب/اغسطس 2017 afp_tickers

تصوت انغولا الاربعاء في انتخابات عامة ستشكل نهاية حكم استمر 38 عاما للرئيس جوزي ادواردو دوس سانتوس لكنها ستمدد حكم حزبه في بلد يواجه ازمة اقتصادية.

ويرجح ان يفوز حزب الحركة الشعبية لتحرير انغولا الحاكم منذ استقلال هذه المستعمرة البرتغالية السابقة في 1975 في هذه الانتخابات ويعين مرشحه وزير الدفاع السابق جواو لورنشو رئيسا للدولة.

وبسبب نقص المال وبالتالي امكان الوصول الى وسائل الاعلام، لا يبدو اي من حزبي المعارضة “الاتحاد الوطني لاستقلال انغولا التام” (يونيتا) و”المؤتمر العام لانقاذ انغولا-الائتلاف الانتخابي” (كاسا سي-اي) قادرا على حرمان “الحركة الشعبية لتحرير انغولا” من الفوز.

وينص دستور انغولا على ان ينصب مرشح الحزب الفائز في الانتخابات رئيسا للدولة.

وقال ديدييه بيكلار الباحث في جامعة جنيف “لا نرى شيئا يوحي بان الحركة الشعبية لتحرير انغولا قد لا تفوز في هذه الانتخابات”، معتبرا ان “هزيمتها ستكون تسونامي”. واضاف ان “الرهان الحقيقي هو معرفة الهامش الذي سيسمح لها بالفوز”.

وقبل اربعة ايام فقط على الانتخابات، اعلن الرئيس الانغولي البالغ من العمر 74 عاما السبت امام آلاف من انصاره كانوا يرفعون اعلام الحزب، اسم خليفته في سهل في الضاحية الكبرى للعاصمة لواندا.

وقال بصوت يسمع بالكاد “ليس لدينا اي شك في فوز الحركة الشعبية لتحرير انغولا. مرشحنا سيكون الرئيس المقبل للجمهورية. لذلك اطلب منكم التصويت لحزبنا في 23 آب/اغسطس (…) ولجواو لورينشو”.

وانسحب بعد ذلك بهدوء وقد بدا عليه التعب.

– ضعيف صحيا –

يبدو ان الوضع الصحي للرئيس ادى الى تسريع تقاعده الذي خطط له مبدئيا في 2018. وفي الاشهر الاخيرة غذت رحلاته “الخاصة” الى اسبانيا شائعات عديدة اجبرت عائلته والمحيطين به الى نفي وفاته علنا.

واكد اليكس فاينس من المركز الفكري البريطاني “شاتام هاوس” ان “دوس سانتوس قدم موعد رحيله (…) بسبب مشاكل صحية”.

واضاف ان “هذا القرار يعكس ايضا قناعة قيادة الحزب ان ترشيحا جديدا للرئيس المنتهية ولايته يمكن ان يقلص الاغلبية التي يتمتع بها”.

وحتى اذا كان يمكنه الاعتزاز بانه اعاد السلام الى بلده بعد حرب اهلية مدمرة استمرت من 1975 الى 2002، يتخلى جوزيه ادواردو دوس سانتوس عن الحكم في بلد يواجه ازمة.

فعلى الرغم من عائدات النفط التي ملأت خزائن الدولة ل15 عاما تبقى انغولا واحدة من افقر دول العالم. ومنذ 2014، تكاد البلاد تختنق ماليا بينما ترتفع فيها معدلات البطالة بسبب انخفاض اسعار النفط.

وجعل خصوم الحزب الحاكم حصيلة هذا الاداء المحور الرئيسي لحملتهم.

– “تغيير الآن” –

يكرر مرشح “يونيتا” ايساياس ساماكوفا منذ اسبوعين “انتم الذين تتألمون انتم الذين تعيشون في الفقر بلا كهرباء وبلا وظائف وبلا طعام: التغيير هو الآن”.

اما خصمه في الحزب المعارض الآخر “كاسا-سي اي” ابيل شيفوكوفوكو فيدين فساد النظام. وقال في ختام الحملة الاحد “42 عاما من المعاناة، 42 عاما من الاحباط، 42 عاما من سوء الحكم، 42 عاما من الفساد (…) لا يمكننا الاستمرار في العيش بهذه الطريقة في بلد غني سكانه فقراء”.

وفي حال فوز جواو لورنشو في 23 آب/اغسطس، فستكون مهمته حساسة. ففي خطبه وعد هذا الجنرال المتقاعد “بمكافحة الفساد” و”احداث وظائف” و”جعل انغولا افضل”.

لكن كثيرين يشككون في قدرته على التخلص من نظام اقامه سلفه.

فالصندوق السيادي يديره جوزيه فيلومينا احد ابناء سانتوس والشركة النفطية الوطنية “سونانغول” تقودها ابنته ايزابيل التي توصف بانها اغنى امرأة في افريقيا.

ومن اجل احكام سيطرته على البلاد، دفع رئيس الدولة النواب الى اقرا قوانين تحميه من معظم الملاحقات القضائية وتعرقل لسنوات اي تغيير على رأس الجيش والشرطة.

لذلك قال بنجامين اوجيه الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية انه “يجب الا نتوقع اي تغيير كبير يقوم به لورنشو القرب من الرئيس” الحالي.

واضاف “في انغولا الاحزاب اقوى من الاشخاص وهدف الحركة الوطنية لتحرير انغولا الاول هو الاحتفاظ بالسلطة باي ثمن”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية