مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البابا فرنسيس يصطحب معه 12 لاجئا سوريا من ليسبوس بعد يوم “معبر جدا”

لاجئون سوريون يصعدون الى الطائرة لمرافقة البابا الى الفاتيكان 16 ابريل 2016 afp_tickers

دعا البابا فرنسيس العالم الى التعامل مع ازمة المهاجرين بطريقة “تليق بكرامتنا الانسانية المشتركة”، وذلك خلال زيارة السبت لمخيم موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية اختتمها باصطحاب 12 لاجئا سوريا معه الى الفاتيكان.

واوضح الفاتيكان ان اللاجئين يشكلون ثلاث عائلات مسلمة “تعرضت منازلها للقصف”، وتتحدر احداها من منطقة يحتلها تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي الطائرة الى اقلته الى روما، اوضح البابا انها “مبادرة انسانية”.

وستقيم العائلات الثلاث مع اسرتين سوريتين تقيمان في رعيتي الفاتيكان، وذلك بعد دعوة الحبر الاعظم في الخريف كل رعية الى استقبال عائلة من المهاجرين.

واكد انه “لم يقم باختيار”، ف”وثائق هذه العائلات الثلاث كانت قانونية (…) كانت هناك عائلتان مسيحيتان لكن وثائقهما لم تكن جاهزة”.

وفي هذا السياق، شدد البابا على ان الدين لا يقبل اي “انتقاص” لان “جميع اللاجئين هم ابناء الله”.

وعلى غرار ما قام به في 2013 في جزيرة لامبيدوزا الايطالية بعيد انتخابه، سعى البابا مجددا السبت الى انتقاد ما كان سماه “عولمة التجاهل”.

وفي جزيرة ليسبوس، زار مع بطريرك القسطنطينية برثلماوس ورئيس اساقفة اثينا وكل اليونان ايرونيموس مخيم موريا الذي يحتجز فيه ثلاثة الاف شخص بينهم نساء حوامل واطفال.

ووصل هؤلاء منذ بدء تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا والذي يلحظ اعادة جميع الذين وفدوا بعد 20 اذار/مارس الى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء السوريون.

وخاطب البابا المهاجرين “لستم وحدكم (…) لا تفقدوا الامل”. ورفض في طريق عودته التعليق على الاتفاق المذكور وقال “هذا الاتفاق، لا اعرفه”.

واللاجئون ال12 الذين اصطحبهم كانوا وصلوا قبل عشرين اذار/مارس.

– انتقاد ضمني-

وجه البابا انتقادا ضمنيا الى القادة الاوروبيين وترددهم في استقبال اللاجئين رغم التزامهم بذلك، آملا ب”ان جميع اخوتنا واخواتنا في هذه القارة، على غرار السامري الصالح، للمساعدة بهذه الروح من الاخوة والتضامن”.

ودعا العالم الى التعامل مع هذه الازمة في شكل “يليق بكرامتنا الانسانية المشتركة”.

لكنه اعلن في طريق العودة انه “يتفهم الشعوب الذين ينتابهم خوف معين” من استقبال المهاجرين، مضيفا “علينا ان نتحمل مسؤولية كبرى في الاستقبال”.

واذ لفت الى ان الارهابيين هم انفسهم احيانا “ابناء اوروبا”، دعا البابا القارة العجوز الى “التحلي مجددا بهذه القدرة على الاندماج التي تحلت بها دائما”.

وفي موريا، استقبل البابا بهتافات “حرية”. ورفع البعض لافتات كتبوا عليها “مساعدة”، ما يعكس الظروف المزرية التي يعيش فيها اللاجئون في هذا المخيم المكتظ.

ووقع فرنسيس وبرثلماوس وايرونيموس اعلانا مشتركا دعوا فيه العالم الى التحلي بـ”الشجاعة” لمواجهة هذه “الازمة الانسانية الكبيرة”، في تظاهرة وحدة نادرة بين الكاثوليك والارثوذكس.

وخلال استقباله البابا، ندد رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس بـ”بعض الشركاء الاوروبيين الذين اقاموا جدرانا باسم اوروبا المسيحية”.

وبعد الظهر، وامام حشد من السكان والسياح، توجه الاحبار الثلاثة الى ميناء ميتيلين تكريما لمئات المهاجرين الذين قضوا غرقا منذ العام الفائت خلال عبورهم بحر ايجه الذي يفصل تركيا عن ليسبوس، وكذلك تحية الى سكان الجزيرة الذين ساعدوا الوافدين.

الا ان هذه المآسي تراجعت منذ بدء تطبيق الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا.

وبعد دقيقة صمت، القى كل من الاحبار باقة ورود في البحر في ذكرى الضحايا.

وفي طريق العودة، ندد البابا بمن اعتبرهم “جلادين جبناء” يدفعون المهاجرين الى المجازفة بحياتهم، مؤكدا ان اليوم الذي امضاه في ليسبوس كان “معبرا جدا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية