مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البابا والفاتيكان يرفعان الصوت ضد “الصمت المتواطئ” حيال اضطهاد المسيحيين

البابا فرنسيس خلال مسيرة "درب الصليب" في روما في 3 نيسان/ابريل 2015 afp_tickers

انتقد البابا فرنسيس والفاتيكان بحدة لمناسبة الاحتفال بعيد الفصح، “الصمت المتواطئ” و”اللامبالاة” امام “الغضب الجهادي” الذي يضرب المسيحيين وبدأ يعصف ايضا بكينيا.

ومن المقرر ان يترأس الحبر الاعظم الارجنتيني الذي احيا ذكرى الام المسيح في الجمعة العظيمة، مساء السبت احتفالية ليلة الفصح بقيامة السيد المسيح بحسب المعتقدات المسيحية.

لكن تحت وقع صدمة المأساة التي شهدتها كينيا غلب التنديد بالعنف الجهادي على كل المواضيع الاخرى التي يتم التطرق اليها عادة كل سنة لمناسبة عيد الفصح مثل السلام والعدالة.

ودان خورخي برغوغليو منذ صباح الجمعة “الوحشية الجنونية” للمجزرة التي قام بها جهاديون من حركة الشباب الاسلامية الصومالية مستهدفين طلاب جامعة غاريسا في شرق كينيا ما اسفر عن سقوط 148 قتيلا. وطالب رأس الكنيسة التي تضم 1,2 مليار مسيحي كاثوليكي “المسؤولين بوجوب مضاعفة جهودهم لوضع حد لمثل هذا العنف”.

وقبل الاقدام على قتل ضحاياهم ببرودة قام عناصر حركة الشباب بالفصل بين المسلمين وغير المسلمين وفقا لملابسهم واحتجزوا الاخيرين رهائن. وقال المهاجمون ساخرين باللغة السواحلية بحسب شهادة احد الناجين “+اننا لا نخاف الموت، سيكون ذلك عطلة جيدة لعيد الفصح بالنسبة لنا+”.

وفي الفاتيكان هناك شعور بالغضب لعدم التنديد بعمليات الاضطهاد المتزايدة التي يتعرض لها المسيحيون –على يد افراد او جماعات اسلامية– بدءا بالعراق وصولا الى كينيا مرورا بليبيا وباكستان او نيجيريا، من قبل السلطات الغربية والمسلمة على السواء.

وقال البابا فرنسيس عند نهاية درب الصليب مساء الجمعة الحزينة في كولوسيوم متوجها الى المسيح “امير السلام”، “اليوم نرى اشقاءنا مضطهدين، تقطع رؤوسهم ويصلبون لايمانهم امام اعيننا وغالبا مع صمتنا المتواطئ”.

وذكرت تأملات مراحل درب الصليب التي نقلت مباشرة عبر التلفزيونات في العالم بان “هناك رجالا ونساء مسجونين، مدانين او حتى قتلى فقط لانهم مؤمنون”.

وقال قارىء “هم لا يخجلون من الصليب. هم امثلة رائعة”، وساق مثال “الشهيد” الكاثوليكي الباكستاني الوزير السابق للاقليات شهباز بهتي الذي اغتيل في الثاني من اذار/مارس 2011.

وقبل ذلك تم التنديد بقوة ب”الغضب الجهادي” اثناء احتفالية في كاتدرائية القديس بطرس.

واشار واعظ القصر الرسولي الكاهن الفرنسيسكاني الايطالي رانييرو كانتالاميسا الى المسيحيين الاقباط المصريين ال21 الذين قتلوا ذبحا على يد جماعة جهادية في ليبيا في شباط/فبراير الماضي وهم “يتمتمون اسم يسوع”.

وقال “ان المسيحيين ليسوا بالتأكيد الضحايا الوحيدين للعنف الاجرامي في العالم، لكن لا يمكن تجاهل انهم الضحايا المحددون في عدد كبير من البلدان”.

واضاف في تصريح يتوجه ايضا على ما يبدو الى المسلمين “ان من يهمه فعلا مصير ديانته لا يمكن ان يتجاهل كل ذلك”.

ولا يكف الفاتيكان –خصوصا بلسان وزير الحوار بين الاديان الكاردينال الفرنسي جان لوي توران– عن دعوة محادثيه المسلمين مثل جامعة الازهر السنية في القاهرة لاتخاذ موقف بالتنصل من الاسلاميين واي اضطهاد للمسيحيين.

وقد شكل الاستيلاء المفاجىء على مدينة الموصل العراقية في الصيف الماضي من قبل تنظيم الدولة الاسلامية منعطفا. وحمل الكرسي الرسولي على ابداء موقف اكثر حزما ازاء غموض بعض السلطات المسلمة.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي دعا البابا فرنسيس بنفسه الى “صحوة الضمائر بشكل واسع” لدى جميع الذين “يتحملون مسؤوليات على المستوى المحلي والدولي”.

وفي كانون الاول/ديسمبر كان اكثر وضوحا بمطالبته “كل القادة المسلمين في العالم، من سياسيين ودينيين وجامعيين” الى “الاعلان بوضوح” رفض عنف الجهاديين. وحرص على التحدث عن الاقليات الدينية المضطهدة الاخرى مثل الايزيديين.

وفي الاونة الاخيرة اخذ الحبر الاعظم على المجتمع الدولي “تجاهله” لعمليات الاضطهاد التي يتعرض لها المسيحيون.

وجاء في مقالة افتتاحية لصحيفة لاستامبا “ان على الاسلام ان يقصي من المساجد اولئك الذين يعظون بالارهاب. وفي اغلب الاحيان يتردد صدى تفهم وراء ادانات الارهاب من قبل العالم الاسلامي. يجب ان يخرج الاسلام من الغموض”.

واخيرا، اشار تقرير للمنظمة الكاثوليكية “الكنيسة المتألمة” يصدر كل سنتين الى “ان المسيحيين يبقون الاقلية الدينية الاكثر اضطهادا، وذلك يعود جزئيا الى انتشارهم الجغرافي الواسع وعددهم المرتفع نسبيا”.

وتقول منظمة “اوبن دورز” (الابواب المفتوحة) البروتستانتية ان نحو 322 مسيحيا يقتلون كل شهر بسبب ديانتهم وخصوصا في افريقيا فضلا عن تدمير او الحاق الضرر ب214 كنيسة.

وفي 2014، قتل اربعة الاف و334 مسيحيا من الكاثوليك والبروتستانت والانغليكان والارثوذكس بينهم 2484 في نيجيريا و484 في افريقيا الوسطى و271 في سوريا و119 في كينيا و87 في العراق بحسب التقرير السنوي ل”وورلد ووتش مونيتور”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية