مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البراءة للمتهم بايواء اثنين من منفذي اعتداءات باريس

رسم من المحكمة يعود إلى تاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2018 يظهر جواد بن داود المتهم بتأجير شقته لعنصرين من تنظيم الدولة الإسلامية في أعقاب اعتداءات باريس التي وقعت عام 2015 afp_tickers

برأ القضاء الفرنسي الاربعاء جواد بن داود المتهم بإيواء اثنين من منفذي اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في حين كان الادعاء طالب بمعاقبته بالسجن اربع سنوات.

وقالت رئيسة المحكمة ايزابيل بريفو-ديبريه ان “كافة العناصر التي اعتبرت مآخذ لتبرير احالة المتهم، لم تقنع المحكمة وهي غير كافية لاثبات مسؤولية جواد بن داود”.

واختتمت بذلك محاكمة لقيت تغطية إعلامية كثيفة وشارك فيها 700 جهة ادعاء مدني وأكثر من مئة محام ستة منهم فقط للدفاع.

ورفع بن داود يديه فرحا اثر النطق بالحكم، وربت على اكتاف دركيين كانوا يحرسونه، وقام بمعانقة محاميه. ويفترض ان يغادر السجن مساء الاربعاء، بحسب مصدر قضائي.

في المقابل حكم على محمد سوما الذي حوكم ايضا بتهمة “اخفاء اشرار ارهابيين”، بالسجن خمس سنوات، ما شكل اول ادانة على صلة بالاعتداءات التي اوقعت 130 قتيلا في باريس وسان دوني شمال باريس.

وتولى سوما دور الوسيط وربط بين حسنة ايت بلحسن التي كلفت توفير مخبأ لجهاديين اثنين فارين وجواد بن داود. وكان الادعاء طلب انزال عقوبة السجن اربع سنوات بحقه.

اما المتهم الثالث يوسف ايت بلحسن الذي اتهم ب”عدم الابلاغ عن جريمة ارهابية” فقد حكم عليه بالجسن اربع سنوات منها عام مع وقف التنفيذ. بيد ان المحكمة لم تصدر بطاقة ايداع في السجن بحقه ومثل امامها بحالة سراح. وهو شقيق حسنة ايت بلحسن وقريب عبد الحميد ابا عود احد العقول المدبرة المفترضة للاعتداءات. وطلب الادعاء سجنه خمس سنوات.

وكان جواد بن داود وضع تحت تصرف عبد الحميد ابا عود ورفيقه شكيب عكروه، شقة (مستولى عليها) اختبآ فيها في سان دوني. ووصلا مساء 17 تشرين الثاني/نوفمبر الى الشقة وقتلا فيها في اليوم التالي في هجوم للشرطة.

واعلن الادعاء انه سيستأنف الحكم بتبرئة جواد بن داود وكذلك الحكمين بحق الاثنين الاخرين.

-“تقزز”-

وعبرت الاطراف المدنية عن “تقززها” و”غضبها”. وقالت باتريسيا كوريرا التي قتلت ابنتها في الاعتداءات “اجد، بالنظر الى ماضيه، ان القضاء كان حقيقة رحيما جدا”.

من جهتها قالت بلدية سان دوني في بيان “نحن مصدومون لهذا الحكم الذي يحرك مجددا الم ضحايا الاعتداءات والاسر المصدومة منها”.

في المقابل قال محاميا بن داود كزافييه نوغيراس وماري بومبي كولين “نحن متاثران برؤية المحكمة تقول لنا ان جواد بن داود بريء”.

واضاف نوغيراس “في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 قال جواد امام الكاميرات شيئا لم يتم الاصغاء اليه الا اليوم” في اشارة الى تصريحات المتهم لفرانس برس وقناة بي اف ام.

وكان جواد نفى بطريقة لا تخلو من سذاجة، معرفته بان الرجلين اللذين آواهما ارهابيان. واثارت تلك التصريحات سخرية في بلد لا يزال تحت تاثير اكثر الاعتداءات دموية في تاريخه.

وأكد خلال محاكمته التي بدات في 24 كانون الثاني/يناير، “لم اكن أعرف أنهما إرهابيان” مضيفا “لما كنت آويت أرهابيين ولو لقاء 150 ألف يورو”.

وشكلت تبرئة بن داود خاتمة محاكمة استثنائية، اختلطت فيها الضحكات على تصريحاته غير المالوفة بدموع المتضررين من الاعتداءات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية