مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البرلمان البريطاني يوافق على اجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 08 حزيران/يونيو

صورة من قسم التسجيل في البرلمان البريطاني لرئيسة الحكومة تيريزا ماي خلال جلسة الاربعاء 19 نيسان/ابريل 2017 afp_tickers

وافق البرلمان البريطاني الاربعاء على اقتراح رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي اجراء انتخابات تشريعية مبكرة في الثامن من حزيران/يونيو لتعزيز موقفها قبل بدء مفاوضات بريكست.

وصادق النواب على اجراء الانتخابات التي دعت اليها ماي الثلاثاء بغالبية 522 صوتا مقابل 13 بعد ساعة ونصف ساعة من المناقشات.

وكانت ماي التي فاجأت الجميع الثلاثاء بدعوتها الى انتخابات مبكرة، تحتاج الى موافقة ثلثي مجلس العموم لدعوة البريطانيين الى الاقتراع قبل ثلاث سنوات من الموعد المرتقب.

وأعلن جيريمي كوربن زعيم حزب العمال، اكبر تشكيلات المعارضة البريطانية، انه يؤيد هذه الفكرة، وان كان يجازف بذلك بموقعه.

وفي الواقع تشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى تقدم المحافظين بـ21 نقطة على العماليين. وقال وين غرانت أستاذ العلوم السياسية في جامعة ووريك انه اذا واجه حزب العمال “هزيمة قاسية فان كوربن سيرحل”.

وتريد ماي الاستفادة من نقطة الضعف هذه لتعزيز اغلبيتها في حين أن لديها حاليا اغلبية عملية من 17 صوتا في مجلس العموم. وتفيد التقديرات الاولية ان المحافظين يمكن ان يعززوا مقاعدهم لتصبح الأغلبية العملية التي يملكونها أكثر من مئة نائب في المجلس الذي يضم 650 مقعدا.

وقالت تيريزا ماي امام مجلس العموم “سنكافح من اجل كل صوت. كل صوت للمحافظين سيجعل المهمة أصعب للذين يريدون منعي من أداء مهمتي”، وطلبت “تفويضا لخوض (مفاوضات) بريكست بشكل جيد وجعله عملية ناجحة”.

– انتهازية –

اعلن عدد من النواب العماليين انهم لن يترشحوا للانتخابات. اما وزير المال المحافظ السابق جورج اوزبورن فسينسحب من البرلمان ليكرس وقته للعمل رئيس تحرير لصحيفة “ذي ايفنينغ ستاندارد” اللندنية.

يتهم منتقدو ماي رئيسة الوزراء التي نفت لاشهر احتمال تغيير مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، بالعمل بانتهازية صرفة، لكنها اكدت ان معارضيها لم يتركوا لها اي خيار آخر.

وعلى الرغم من الدعم الذي قدمه البرلمان في آذار/مارس لبدء اجراءات الخروج من الاتحاد الاوروبي، قالت انها تخشى خطوات تعطيل ستضعف موقف لندن في المحادثات مع المفوضية التي يفترض ان تبدأ مطلع حزيران/يونيو.

وصرحت ماي لاذاعة “بي بي سي 4” ان “احزاب المعارضة تنوي عرقلة عملية بريكست”. واضافت ان انتخابات مبكرة “ستسمح بتعزيز الموقف في المفاوضات”.

وقال دبلوماسي اوروبي ان “الامر الجيد في الجانب الاوروبي هو انها ستصبح اقوى لتقديم التنازلات التي يجب عليها تقديمها”.

واكدت المفوضية الاوروبية في بروكسل ان الانتخابات المبكرة لا تغير في البرنامج الزمني للمفاوضات. وقال الناطق باسم المفوضية مرغريتيس سكيناس ان “المفاوضات يفترض ان تبدأ في حزيرن/يونيو في كل الاحوال”.

– “مخربون” –

ذكرت صحيفة “ذي غارديان” ان ماي تريد بهذا الاقتراع المبكر ان تبرهن ان بريكست امر لا يمكن العودة عنه. واضافت انه اذا حصلت على الغالبية التي تأمل فيها، فان ذلك “سيقضي على آخر الآمال في العودة عن القرار +الشاذ+ الذي اتخذ في حزيران/يونيو الماضي”.

ويفضل تيم فارون زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي المؤيد للوحدة الاوروبية ان يرى في ذلك “فرصة لتغيير الاتجاه” الذي سلكته المملكة المتحدة “وتجنب كارثة بريكست قاس” يتطلب خروجا من السوق الموحدة.

وردا على ذلك، دعت صحيفة “ديلي ميل” الشعبية المعادية للتكامل الاوروبي الى “سحق المخربين” بينما رأت صحيفة “ذي صن” ان تيريزا ماي “ستسكت ايضا النواب المحافظين المتمردين”.

واكدت صحيفة “ايفنينغ ستاندارد” ان اللعبة لا تخلو من المخاطر لماي وخصوصا في اسكتلندا حيث يمكن للحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم “المحافظة على تقدمه وحتى تعزيزه”. مما يمنحه مزيدا من المبررات لتنظيم الاستفتاء على الاستقلال الذي يطالب به.

وقالت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن في مجلس العموم “اذا فاز الحزب الوطني الاسكتلندي في الدوائر الاسكتلندية فان محاولة تيريزا ماي عرقلة الاستفتاء” على انفصال المقاطعة “ستذهب هباء”.

وقد تواجه ماي ناخبين يشعرون بالملل مع خوضهم رابع عملية اقتراع حاسمة لمستقبل المملكة المتحدة في اربع سنوات، بعد الاستفتاء على استقلال اسكتلندا في 2014 والانتخابات التشريعية في 2015 والاستفتاء على بريكست في حزيران/يونيو 2016.

وتحولت مقابلة اجرتها البي بي سي مع سيدة تدعى بريندا وتقيم في بريستول الى رمز لهذا “الاقتراع الممل” واشعلت شبكات التواصل الاجتماعي. وقالت بريندا للصحافي متسائلة “هل تمزح؟ (انتخابات) مرة أخرى؟ لا اصدق، لم اعد احتمل”.

وبينما لم تطلق الحملة الانتخابية بعد، اثارت ماي جدلا واسعا باعلانها انها لن تشارك في مناظرة تلفزيونية مع رؤساء الاحزاب الآخرين الذين اتهموها “بالتنكر للديموقراطية”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية