مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

البنك المركزي الاوروبي يدشن مقره الجديد في فرانكفورت وسط تدابير امنية مشددة

انتشار لقوات الامن في محيط البنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت في 18 اذار/مارس 2015 afp_tickers

يدشن البنك المركزي الاوروبي الاربعاء مقره الجديد في فرانكفورت وسط حماية مشددة للغاية من الشرطة فيما بدأ الاف المتظاهرين الرافضين لسياسات التقشف بالتدفق من كل انحاء اوروبا بغية تعكير صفو المناسبة.

وافادت الشرطة منذ ساعات الصباح الاولى عن وقوع اولى الحوادث من رشق حجارة على قوات الامن واحراق سيارات وصناديق قمامة وسد طرقات.

ولاحظت صحافية من وكالة فرانس برس قبل الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينتش اثار رشق حجارة على نوافذ بلدية المدينة فيما تدخلت شاحنة لاجهزة الاطفاء لاخماد اطار مشتعل في الشارع وبدأت صفارات الانذارات تدوي في المدينة.

وبدعوة من الاتحاد المناهض للرأسمالية “بلوكوباي”، وهو تحالف يضم حركات احتجاجية مختلفة ونقابات واحزابا سياسية، بدأ الناشطون يتدفقون الى مقر البنك المركزي الاوروبي الذي سيدشن مبناه الجديد عند الساعة 10,00 ت غ كما افادت صحافية فرانس برس.

وقد انتشرت اعداد كبيرة من قوات الامن حول الموقع.

وهذا الموقع الجديد المؤلف من برجين زجاجيين متصلين في القمة والواقع في شرق المدينة على ضفاف نهر مين الذي يجتاز فرانكفورت في حي المرفأ القديم اوستند، يستضيف اصلا فرق المؤسسة المالية منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

وهذا المبنى الذي يبلغ ارتفاعه 185 مترا وكلف بناؤه 1,3 مليار يورو، سيدشن في حضور رئيس البنك الاوروبي المركزي ماريو دراغي. وقد دعي ما بين 60 ومئة ضيف الى هذا الحفل الذي تقرر ان يكون “بسيطا” بسبب ظروف الازمة كما قال متحدث.

وفي عداد خطباء التظاهرة ممثلون عن حركة اتاك المناهضة للعولمة ونقابات وممثل عن حزب سيريزا اليوناني اليساري الراديكالي الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس او ايضا ميغل يوربان من حركة بوديموس الحزب الاسباني المناهض لليبرالية والذي يتصدر استطلاعات الرأي للانتخابات التشريعية المقبلة. وهي حركات وتيارات ترى في البنك المركزي الاوروبي ابرز صانعي سياسات التقشف المالي التي فرضت على بعض الدول الاوروبية وفي طليعتها اليونان.

ويتوقع المنظمون عشرة الاف متظاهر على الاقل وقد تم استئجار قطار خصيصا لهم آت من برلين وينقل ثمانمئة ناشط. كما تتوجه ستون حافلة من 39 مدينة اوروبية الى فرانكفورت.

وقد قامت الشرطة في فرانكفورت بتعبئة الاف العناصر وعشرات خراطيم المياه وكذلك مروحيات لمواكبة الحدث.

وصرحت متحدثة باسم الشرطة لوكالة فرانس برس “هذا الانتشار للشرطة هو من اكبر عمليات الانتشار التي تنظم في المدينة”، ورأت ان هناك “احتمالا كبيرا” ان تلجأ مجموعات صغيرة الى العنف.

وفي اواخر اذار/مارس وقعت صدامات على هامش تظاهرة مناهضة للراسمالية في فرانكفورت اسفرت عن جريح في صفوف الشرطة واضرار كبيرة في وسط المدينة قدرت السلطات قيمتها باكثر من مليون يورو.

وطالبت منظمات نقابية سيشارك بعضها في التظاهرة، في بيان الثلاثاء، “نرى المشروع الاوروبي في خطر الموت. فبدلا من التقشف واقتطاعات اجتماعية، نريد مزيدا من الديمقراطية وتوازنا اكبر للصلاحيات في اوروبا وكذلك داخل البنك المركزي الاوروبي والمنظومة الاوروبية”.

وفي خطوة غير متوقعة وقعت نقابة ايبسو التي تؤكد انها تمثل 40% من موظفي البنك المركزي ايضا على هذا البيان. لكن هذه النقابة لن تشارك في حراك اليوم الاربعاء.

وسيجري تجمع في القلب التاريخي للمدينة التي تعتبر مركزا ماليا المانيا في الساعة 13,00 تغ ثم ستتبعه مسيرة في شوارع وسط المدينة اعتبارا من الساعة 16,00 تغ.

وقالت هانا ايبيرل العضو في اتحاد بلاكوباي “نخشى ان يأتي التصعيد من الشرطة”، مؤكدة “لن نسمح للشرطة بتوقيفنا”.

واكد رولان ساب العضو في بلاكوباي وحركة اتاك المناهضة للعولمة في المانيا “سنناضل الاربعاء من اجل اوروبا اخرى، اجتماعية وديمقراطية”.

وعندما كان مقر البنك المركزي الاوروبي لا يزال في وسط فرانكفورت شهد ايضا عند اسفل برجه اعتصاما لناشطي اوكوباي الحركة المناهضة للراسمالية التي ظهرت في اواخر 2011.

وحركة بلوكوباي التي برزت في 2012 في فرانكفورت تفضل من جهتها التظاهرات واغلاق الطرق ولم تنظم حتى الان احداثا سوى في هذه المدينة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية