مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التحالف الدولي ينفي قصف مواقع عسكرية سورية

عناصر من قوات سورية الديموقراطيون وجنود اميركيون (يسار) يتجمعون لشن هجوم ضد الجهاديين قرب البوكمال في 1 ايار/مايو. afp_tickers

قتل 12 مسلحا ليل الأربعاء الخميس في ضربات استهدفت مواقع عسكرية سورية في شرق البلاد نسبتها دمشق والمرصد السوري لحقوق الانسان الى التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي نفت ذلك.

وشهدت محافظة دير الزور الحدودية مع العراق على حوادث عدة بين التحالف الدولي الذي يدعم قوات سوريا الديموقراطية في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية من جهة وقوات النظام المدعومة من روسيا والتي تقاتل أيضاً الجهاديين في المنطقة من جهة ثانية.

لكن وزارة الدفاع الاميركية نفت الخميس استهداف التحالف الذي تقوده واشنطن مواقع للقوات السورية في شرق سوريا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون كون فوكنر “هذه المعلومات خطأ”، نافيا ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء السورية (سانا).

واضاف ان “التحالف لم يوجه اي ضربات لمواقع الجيش السوري في شرق سوريا”.

وكان مصدر عسكري سوري اعلن وفق الإعلام الرسمي أن “بعض مواقعنا العسكرية بين البوكمال وحميمة (ريف دير الزور الجنوبي الشرقي) تعرضت حوالي الساعة الواحدة الا ثلثا فجر اليوم (الخميس) لعدوان شنه طيران التحالف الاميركي بالتزامن مع تحشدات لارهابيي تنظيم داعش” .

من جهته، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 12 عنصراً من المسلحين الموالين للنظام غير السوريين في الغارات، مشيراً إلى أنها أسفرت أيضاً عن تدمير ثلاثة آليات.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “المنطقة المستهدفة جنوب مدينة البوكمال الحدودية مع العراق تعرضت مرات عدة لهجمات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتواجد عناصره في جيب قريب في البادية السورية”.

كما أفاد مصدر من القوات الحليفة لدمشق ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان الغارات “استهدفت موقعين عسكريين على خط التماس مع داعش”، مؤكداً عدم وجود مقاتلين إيرانيين ولبنانيين بين عداد القتلى.

وينشط في المنطقة أيضاً مقاتلون عراقيون يحاربون إلى جانب قوات النظام.

– تعزيزات إلى البادية –

وشنّ التحالف الدولي خلال الأشهر الماضية ضربات عدة ضد قوات النظام في المنطقة. وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت القيادة المركزية للقوات الأميركية مقتل نحو مئة عنصر من القوات الموالية للنظام في ضربات شنها التحالف الدولي في شرق دير الزور.

واتهمت واشنطن وقتها قوات النظام بمحاولة التقدم باتجاه منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) شرق نهر الفرات، الذي يقسم المحافظة إلى قسمين.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بغطاء جوي من التحالف حالياً معارك ضد التنظيم المتطرف في جيب لا يزال يسيطر عليه شرق الفرات على الجهة المقابلة من مدينة البوكمال.

وخسر التنظيم الجزء الأكبر من محافظة دير الزور في العام 2017، على وقع هجومين منفصلين، الأول قاده الجيش السوري بدعم روسي عند الضفة الغربية للفرات، والثاني شنته قوات سوريا الديموقراطية بدعم أميركي شرق الفرات.

وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يتواجد سوى في جيوب محدودة موزعة بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.

وكثف تنظيم الدولة الإسلامية، وفق المرصد السوري، خلال الفترة الأخيرة هجماته ضد قوات النظام في البادية إنطلاقاً من جيب يتواجد فيه بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) والمنطقة المستهدفة جنوب البوكمال.

وقال عبد الرحمن إن “قوات النظام أرسلت الخميس تعزيزات إلى المنطقة خشية من هجوم للتنظيم المتطرف على مدينة تدمر وللتصدي لهجماته المتتالية”.

وقتل 26 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها الثلاثاء إثر هجوم شنه التنظيم المتطرف ضد مواقعهم شرق مدينة تدمر.

وياتي ذلك غداة خروج آخر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من أحياء في جنوب دمشق أبرزها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وانتقالهم بموجب اتفاق إجلاء إلى هذا الجيب الصغير الذي يسيطر عليه الجهاديون في البادية.

وأشار عبد الرحمن الى أن “مقاتلين ممن غادروا اليرموك شاركوا في هذا الهجوم شرق تدمر”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية