مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التحالف العربي يخفف حصاره لليمن لكن الامم المتحدة تعتبر الاجراء “غير كاف”

يمنية قرب طفلها الذي يتلقى العلاج في احد مستشفيات مدينة الحديدة المرفئية غرب اليمن، 11 ت2/نوفمبر 2017 afp_tickers

خفف التحالف العربي بقيادة السعودية الحصار الذي يفرضه على اليمن في اجراء اعتبرته الامم المتحدة غير كاف لإتاحة نقل المساعدات الانسانية الحيوية لسكان هذا البلد الغارق في الحرب.

فبعد احتجاجات الامم المتحدة، رفع التحالف العسكري الاربعاء الحظر عن ميناء عدن (جنوب) الخاضع للقوات الحكومية التي يدعمها، ثم اعاد الخميس فتح معبر الوديعة البري على الحدود السعودية اليمنية.

والسبت نقلت وسائل الإعلام المحلية عن وزير النقل اليمني مراد الحالمي قوله إن التحالف سيرفع الحظر عن مطاري عدن وسيئون الخاضعين لسيطرة القوات الحكومية اليمنية متوقعا استئناف الرحلات منهما اعتبارا من الأحد.

وفي تصريحات نشرتها صحيفة “عدن الغد”، أفاد الوزير الجمعة أن “رحلات الخطوط الجوية اليمنية سوف تعود ابتداء من يوم الأحد القادم بنفس البرنامج السابق” في مطاري المدينتين الواقعتين في جنوب وجنوب شرق البلاد، مشيرا إلى أن الحظر على “الرحلات الجوية تم رفعه”.

وأغلق التحالف جميع المنافذ اليمنية الاثنين الماضي ردا على إطلاق المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران صاروخا بالستيا تم اعتراضه قرب مطار الرياض.

ورحب المفوض الاوروبي لشؤون لمساعدات الانسانية وادارة الازمات كريستوس ستيليانيدس في بيان السبت بقرار استئناف العمل في ميناء عدن واعادة فتح معبر الوديعة واعتبره “اجراء اوليا” يشكل “خطوة في الاتجاه الصحيح”.

واضاف “يناشد الاتحاد الاوروبي التحالف ضمان الاستئناف الفوري لرحلات الامم المتحدة والانشطة في ميناءي الحديدة والصليف (غرب) واعادة فتح الحدود البرية (لنقل) المساعدات الانسانية” الحيوية.

وكانت الامم المتحدة اعتبرت الجمعة هذا التخفيف للحصار غير كاف مضيفة ان التحالف ما زال يمنع دخول مساعداتها الى البلاد.

وأكد الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية راسل غيكي إن “إعادة فتح ميناء عدن ليس كافيا. نحتاج إلى رفع الحصار عن كل الموانئ خصوصا ميناء الحديدة، من اجل الواردات الانسانية والتجارية على السواء”.

واضاف “لا بديل من السماح بعمل جميع هذه الموانئ بشكل كامل وتلقيها شحنات المساعدات الانسانية والتجارية كذلك”.

ويُعدّ ميناء الحديدة، الواقع ضمن الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، منفذا رئيسيا لجهود الاغاثة الاممية لأنه الأقرب الى معظم اليمنيين المتضررين من الأزمة.

– “المجاعة الأضخم” –

أغلق التحالف منافذ اليمن الاثنين ردا على هجوم بصاروخ بالستي اطلقه المتمردون الحوثيون الشيعة وتم اعتراضه قرب مطار الرياض.

وفيما دان مجلس الامن الدولي اطلاق الصاروخ، أبلغ مسؤول عمليات الاغاثة في الامم المتحدة مارك لوكوك المجلس بأنه إذ لم يتم رفع الحصار، فإن اليمن سيواجه “المجاعة الأضخم منذ عقود، ما قد يؤدي الى سقوط ملايين الضحايا”.

وقبل فرض الحصار، كانت وكالات الامم المتحدة تنقل المساعدات للداخل اليمني عبر موانئ الحديدة، والصليف، وعدن. لكن التحالف اتهم المتمردين الحوثيين باستغلال شحنات الإغاثة لتهريب الأسلحة.

وادرجت الأمم المتحدة اليمن في مقدم لائحة الازمات الانسانية، مع حاجة نحو 17 مليون يمني الى الغذاء وتعرض سبعة ملايين لخطر المجاعة فيما تسبب تفشي الكوليرا بوفاة أكثر من الفي شخص.

ويعرقل الحصار خصوصا خدمات الصرف الصحي “التي وضعتها اليونيسف لمكافحة الكوليرا وهذا الأمر سيؤثر على حوالى 6 ملايين شخص يعيشون في محافظات معرضة لخطر الكوليرا”، بحسب مديرة مكتب منظمة اليونيسف في اليمن ميريتشيل ريلانو.

وسجلت منظمة الصحة العالمية، في الفترة الممتدة من 27 نيسان/أبريل حتى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، 913741 حالة يشتبه بأنها تعاني الكوليرا و2196 حالة وفاة بسبب الكوليرا. وبدأت الاعداد تتراجع منذ أسابيع.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وانتقل بذلك مقر الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليا إلى عدن.

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية