مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التحالف يحقق في قصف جوي على مستشفى باليمن اودى ب 14 شخصا

صورة نشرتها "اطباء بلا حدود" تظهر احد مستشفيات المنظمة اثر تعرضها لغارة جوية في 15 اب/اغسطس 2016 afp_tickers

اعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية فتح تحقيق الثلاثاء اثر تنديد دولي واسع بقصف جوي نفذه وطال مستشفى تدعمه منظمة “اطباء بلا حدود” في شمال اليمن، اودى في حصيلة جديدة ب 14 شخصا.

وكانت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا، اعلنت الاثنين ان طيران التحالف الداعم للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، استهدف مستشفى تدعمه في مدينة عبس بمحافظة حجة في شمال اليمن.

واعلنت المنظمة في بيان الثلاثاء ان الحصيلة ارتفعت الى 14 قتيلا، بعد وفاة ثلاثة اشخاص متأثرين بجروحهم. وبين القتلى احد كوادر المنظمة التي افادت عن جرح 24 شخصا في الغارة.

وقالت المنظمة ان المستشفى المستهدف كان “مليئا” بالمرضى في اقسام الجراحة والولادة والحديثي الولادة والاطفال.

وقال رئيس بعثتها في اليمن خوان برييتو ان الاخيرة “اجلت كل المرضى والموظفين، لكن مع اغلاق هذا المستشفى الذي كان يخدم المنطقة بكاملها، المجتمع بات الآن محروما من خدمات طبية اساسية في وقت الحاجة للعناية الصحية هي الاكثر حيوية”.

وكانت المنظمة افادت الاثنين انها المرة الرابعة تتعرض منشأة تتبع لها في اليمن للقصف خلال اقل من عام.

وقالت تيريزا سانكريستوفال، مسؤولة العمليات الطارئة للمنظمة في اليمن الثلاثاء “الحادث الجديد يظهر غياب الاجراءات الفاعلة لضمان الا تكون المستشفيات ضحية اخرى للحرب”.

اضافت “لا نريد كلمات ولياقات ووعودا لا يتم الوفاء بها”، مطالبة “بعدم شن غارات جوية على المنشآت الطبية والموظفين والمرضى”.

والقصف هو الاحدث في سلسلة ضربات طالت اهدافا مدنية في الايام الماضية، منها مقتل عشرة اشخاص في قصف طال مدرسة السبت. الا ان التحالف اكد ان ما استهدفه كان مركز تدريب للمتمردين.

ومنذ بدء عملياته في آذار/مارس 2015، واجه التحالف انتقادات منظمات دولية حول الاعداد المرتفعة للضحايا المدنيين جراء غاراته. وشكل التحالف قبل اشهر فريق تحقيق في تقارير قصفه اهداف مدنية.

والثلاثاء، قال “فريق تقييم الحوادث المشتركة” انه “اطلع على تقارير تشير بوقوع غارة جوية على مستشفى في محافظة حجة شمال اليمن (…) وبادر بفتح تحقيق مستقل في هذه التقارير وبشكل عاجل”.

واضاف في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية، انه “سيقوم وكجزء من التحقيق بالحصول على معلومات إضافية من منظمة +أطباء بلا حدود+ وسوف يعلن الفريق النتائج التي توصل إليها بشكل علني”.

وبحسب ارقام نشرتها منظمة الصحة العالمية الثلاثاء، ادى النزاع في اليمن الى مقتل اكثر من 6500 شخص واصابة زهاء 33 ألفا خلال الفترة الممتدة بين 19 آذار/مارس 2015 و15 تموز/يوليو 2016.

– “نمط مثير للقلق” –

ولقي القصف ادانة دولية لا سيما من واشنطن والامم المتحدة.

واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية إليزابيث ترودو مساء الاثنين ان “الضربات على البنى التحتية الإنسانية، بما فيها المستشفيات بشكل خاص تثير القلق”، من دون ان تدين التحالف بشكل صريح.

اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فاعتبر ان “المستشفيات والطواقم الطبية محميون بشكل صريح بموجب القانون الانساني الدولي، واي اعتداء موجه ضدهم او ضد اي مدنيين او بنى تحتية مدنية، هو خرق جدي للقانون الانساني الدولي”.

ورأت منظمة العفو الدولية ان قصف المستشفى “يسلط الضوء على نمط مثير للقلق من قلة الاكتراث بالحياة المدنية”.

وكان فريق التقييم اقر هذا الشهر بوجود قصور في حالتين من اصل ثمان درسها بناء على شكاوى من الامم المتحدة ومنظمات حقوقية حول استهداف مناطق سكنية واهداف مدنية.

كما يحقق الفريق في قصف جوي طال السبت مدرسة في حيدان (شمال)، ما ادى الى مقتل عشرة اطفال، بحسب اطباء بلا حدود.

الا ان المتحدث باسم التحالف اللواء الركن احمد عسيري اكد ان التحالف قصف مركز تدريب للمتمردين، متهما اياهم بتجنيد الاطفال.

– المتمردون يطالبون بتحقيق مستقل –

في المقابل، دعا المتمردون الى تحقيق مستقل في هذه “الجرائم”.

وطالب “المجلس السياسي الاعلى” للحوثيين وحزب صالح، “الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتشكيل لجنة دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في هذه الجرائم الإرهابية وغيرها (…) التي ارتكبها العدوان”.

وافادت مصادر عسكرية وسكان ان التحالف قصف الثلاثاء عبس وصعدة ومناطق بشمال اليمن يسيطر عليها المتمردون.

وشكل المتمردون المجلس الشهر الماضي، واوكلوا اليه ادارة شؤون البلاد، في خطوة لقيت انتقاد الحكومة والامم المتحدة، وخصوصا انها تزامنت مع مشاورات سلام برعاية المنظمة الدولية في الكويت.

والثلاثاء، اتهم عسيري المتمردين باستغلال المشاورات لاعادة التزود بالسلاح. وقال لوكالة فرانس برس “كانوا يخدعون الناس من خلال هذا التفاوض، لاعادة تنظيم صفوفهم، اعادة تزويد قواتهم (بالسلاح) والعودة الى القتال. ليست لديهم اي اجندة سياسية”.

وعلقت المشاورات في السادس من آب/اغسطس. وبعد اقل من 72 ساعة، استأنف التحالف غاراته في منطقة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ ايلول/سبتمبر 2014. وقتل 14 عاملا على الاقل في احد مصانع صنعاء جراء هذه الغارات.

وبعدما اوقف التحالف موقتا عمل مطار صنعاء، افاد مدير المطار خالد الشايف ان ثلاث رحلات “انسانية” حطت فيه الثلاثاء.

الا ان الهيئة العامة للطيران المدني في صنعاء اكدت في بيان ان رحلات الخطوط الجوية اليمنية لا تزال ممنوعة، موضحة ان ذلك يؤثر على اكثر من 7600 شخص بينهم 3700 “عالقون” خارج البلاد.

وفي جنوب اليمن، افاد مصدر عسكري عن انتشار مئات الجنود لتأمين مدينتي زنجبار وجعار في محافظة ابين، بعد يومين من استعادة القوات الحكومية السيطرة عليهما من تنظيم القاعدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية