مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التحضيرات لقمة ترامب وكيم تتسارع بعد زيارة بومبيو السرية لبيونغ يانغ

مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية مايك بومبيو في واشنطن في 12 نيسان/ابريل. afp_tickers

شهدت التحضيرات لقمة تاريخية بين دونالد ترامب وكيم جونغ اون تسارعا مفاجئا الاربعاء مع تأكيد الرئيس الاميركي ان مايك بومبيو مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون خلال زيارة سرية لبيونغ يانغ.

ومن منزله في فلوريدا حيث يمضي يومين مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وهو ايضا طرف رئيسي في الملف، اثار الرئيس الاميركي موجة تفاؤل.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر، “التقى مايك بومبيو كيم جونغ اون في كوريا الشمالية الاسبوع الماضي. كان اللقاء سلساً جداً وبُنيت علاقة جيدة. يجري العمل على تفاصيل القمة. نزع السلاح النووي سيكون أمراً عظيماً للعالم، وكذلك لكوريا الشمالية”.

وواظبت الولايات المتحدة على اشتراط نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية لاجراء مفاوضات مباشرة مع كوريا الشمالية.

ويظهر ايفاد مايك بومبيو، احد اقرب مساعدي ترامب والذي سيصبح وزيرا لخارجيته خلال ايام، الى اي مدى باتت القضية الكورية الشمالية اولوية دبلوماسية بالنسبة الى ادارة ترامب.

وكان الرئيس الاميركي اثار مفاجأة كبرى في الثامن من اذار/مارس حين قبل دعوة للقاء كيم جونغ اون نقلتها كوريا الجنوبية.

– معاهدة سلام –

وتاتي المهمة السرية لبومبيو والتي اوردت صحيفة واشنطن بوست انها تمت خلال عيد الفصح، على وقع انفراج في العلاقات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية جاء ثمرة مبادرات دبلوماسية عدة خلال الاشهر الاخيرة.

وفي هذا السياق، اعلنت سيول الاربعاء انها تدرس امكان توقيع معاهدة سلام مع الشمال. وكانت المعارك في شبه الجزيرة الكورية انتهت في 1953 اثر اتفاق هدنة من دون توقيع اي معاهدة سلام، ما يعني ان الكوريتين لا تزالان تقنيا في حالة حرب.

ولا تزال المنطقة المنزوعة السلاح في شبه الجزيرة تضيق بالالغام والتحصينات.

وقد تشكل القمة الثالثة بين الكوريتين منذ نهاية الحرب والمقررة في 27 نيسان/ابريل فرصة للتطرق الى اصدار بيان رسمي يطوي صفحة النزاع.

وصرح مسؤول كبير في الرئاسة الكورية الجنوبية للصحافيين “ندرس امكان استبدال نظام الهدنة في شبه الجزيرة الكورية بنظام سلام”.

وقال ترامب الثلاثاء في حضور شينزو آبي “أبارك جهودهما لبحث إنهاء الحرب بينهما. الناس لا يعرفون أن الحرب لم تنته”.

وعلق كو كاب-وو الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية ان “قضية معاهدة السلام هي مشكلة بالغة الصعوبة”.

وتطالب بيونغ يانغ وسيول بالسيادة الكاملة على شبه الجزيرة. وقد يعني توقيع معاهدة ان كلا من الكوريتين باتت تعترف بالاخرى.

وسيطلب الشمال على الارجح انسحاب الجنود الاميركيين المنتشرين في شبه الجزيرة. واعلن المستشار الكوري الجنوبي للامن القومي شيونغ اوي-يونغ الاربعاء ان سيول وواشنطن تريدان ان تتخلى بيونغ يانغ عن طموحاتها النووية.

كذلك اعلنت سيول الاربعاء بعد اجتماع عمل بين الجانبين ان اللحظات الرئيسية في القمة بين الكوريتين، وبينها المصافحة الاولى بين كيم ومون سيبثها التلفزيون مباشرة على الهواء.

– “نحترمهم” –

لكن انظار العالم تتجه الى القمة التي ترتسم ملامحها بين دونالد ترامب وكيم جونغ اون والتي ستعقد بداية حزيران/يونيو او ربما قبل ذلك وفق ما اوضح الرئيس الاميركي الثلاثاء.

وقال ترامب متحدثاً عن الاعدادات الجارية “انهم يحترموننا ونحن نحترمهم. حان الوقت لكي نتحدث ونحل المشكلات. هناك فرصة حقيقية لحل مشكلة عالمية. هذه ليست مشكلة الولايات المتحدة واليابان أو بلد آخر، هذه مشكلة يواجهها العالم”.

وتحدث ترامب عن “خمسة أماكن” يمكن أن تعقد فيها القمة التاريخية من دون معلومات اضافية.

ويُطرح اسم قرية بنمونجوم في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين مكاناً محتملاً للقاء، وكذلك كوريا الجنوبية او كوريا الشمالية او الصين.

وبكين هي الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ، لكن العلاقات بينهما شهدت فتورا مع التجارب البالستية والصاروخية المتكررة لكوريا الشمالية وخصوصا ان بكين تؤيد عقوبات الامم المتحدة.

وسيواصل ترامب من جهته مشاوراته مع رئيس الوزراء الياباني في فلوريدا على ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا مساء الاربعاء.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية