مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

التحقيق في اعتداء تنظيم الدولة الاسلامية في مرسيليا يتركز على مسيرة المهاجم

الشرطة الفرنسية تقوم بتأمين المنطقة بعد هجوم 1 تشرين الاول/اكتوبر في محطة القطارات الرئيسية في مرسيليا. afp_tickers

تستمر التحقيقات بعد الاعتداء الذي تمثل بقتل شابتين طعنا بسكين وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية الاحد أمام محطة القطارات الرئيسية في مرسيليا بجنوب شرق فرنسا وتتركز على مسيرة المهاجم الذي يحمل عددا من الهويات.

وقالت مصادر قريبة من الملف ان القتيلتين تربط بينهما صلة قرابة وهما في العشرين من العمر، وتتحدر احداهما من منطقة ليون. وكانت احداهما تدرس الطب في مرسيليا وجاءت قريبتها لزيارتها في عطلة نهاية الاسبوع.

وبذلك ترتفع الى 241 قتيلا حصيلة ضحايا الاعتداءات في فرنسا منذ 2015.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الهجوم مساء الاحد في بيان نشرته اداته الدعائية وكالة اعماق ونقله المركز الاميركي لمراقبة المواقع الجهادية (سايت).

ويفترض ان تسمح تحقيقات نيابة باريس بتحديد خلفيات ومسيرة منفذ الهجوم الذي هتف الله اكبر كما ذكر شهود عيان.

وسيعقد النائب العام لباريس مؤتمرا صحافيا عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش من الاثنين.

وبعد قتله الشابتين تماما، اردى عسكريون منتشرون في اطار عملية “سانتينيل” التي بدأت منذ اعتداءات كانون الثاني/يناير 2015، القاتل بينما كان “يجري” باتجاههم، حسب وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب. وعقدت السلطات نحو عشر جلسات استماع لشهود منذ الاحد.

وقالت ميلاني بوتي (18 عاما) التي كانت تبدل القطار في محطة سان شارل حيث وقع الهجوم “سمعت صراخا ورأيت شخصا يسقط”. وأضافت لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي “سمعت +الله اكبر+ ورأيت رجلا يرتدي ملابس سوداء كما بدا لي”.

وتفيد العناصر الاولى للتحقيق ان المهاجم يحمل الجنسية التونسية، لكن تجري عمليات تدقيق اضافية.

وذكر مصدر قريب من التحقيق ان المهاجم “لم يكن يحمل اي وثائق” لكن تم التعرف الى هويته بفضل بصمات الاصابع. وكان معروفا لدى أجهزة الشرطة بثماني هويات بسبب مخالفات عديدة للحق العام مثل القانون المتعلق بحق الاجانب والسرقة وحيازة سلاح محظور خصوصا. وتعود آخر هذه الجنح الى 2005.

– “عمل وحشي” –

وصف وزير الداخلية الفرنسي سلوك منفذ الهجوم ب”الغريب” بعد اطلاعه على تسجيلات لكاميرا مراقبة. وقال كولومب في محطة سان شارل انه “بدأ يرتكب جريمته بشخص اول ثم هرب وعاد ادراجه ليقتل الشخص الثاني”. واضاف ان “هذه النقطة تثير تساؤلات”.

وكتب رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر انه “يشعر باستياء كبير من هذا العمل الوحشي وبالحزن مع عائلات واقرباء ضحايا مرسيليا”.

اما وزيرة القوات المسلحة فلورانس بارلي فقد رحبت “بمهنية” العسكريين الذين قتلوا المهاجم.

ويأتي هذا الهجوم قبل يومين على تصويت الجمعية الوطنية على مشروع قانون مثير للجدل لمكافحة الارهاب يهدف الى ان تدرج في القانون العام بعض اجراءات قانون الطوارىء الذي فرضته الحكومة الاشتراكية السابقة بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس (130 قتيلا).

من جهة اخرى، تبدأ الاثنين في باريس محاكمة عبد القادر مراح بتهمة “التواطؤ” في الاعتداءات التي شنها شقيقه محمد مراح في آذار/مارس 2012.

وستعقد الجلسات التي من المقرر ان تستمر شهرا واحدا، امام محكمة جنائية تضم قضاة محترفين بحضور 232 من اطراف الادعاء المدني، تحت مراقبة مشددة في اجواء من التهديد الارهابي المرتفع في فرنسا.

ويأتي الهجوم الاخير وسط مخاوف شديدة من احتمال حدوث اعتداءات في فرنسا بعد سلسلة هجمات في السنوات الاخيرة نفذها متطرفون على علاقة بتنظيم الدولة الاسلامية او بتنظيم القاعدة. كما يأتي بعد أيام على إصدار تنظيم الدولة الاسلامية تسجيلا صوتيا قال انه لزعيمه ابو بكر البغدادي يحث اتباعه على ضرب اعدائهم في الغرب.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية