مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش السوري يعلن انتهاء سريان الهدنة في البلاد

نساء سوريات بين الابنية المهدمة جراء الحرب في حمص 19 سبتمبر 2016 afp_tickers

اعلن الجيش السوري مساء الاثنين انتهاء سريان الهدنة المعمول بها في البلاد منذ اسبوع بموجب اتفاق روسي اميركي بعد تصريحات لموسكو اعتبرت فيها ان وقف اطلاق النار فقد معناه بسبب انتهاكات اتهمت المعارضة بارتكابها ولعدم تعاون واشنطن.

وحمل الرئيس السوري بشار الاسد بدوره على واشنطن، معتبرا غارات التحالف الدولي السبت ضد مواقع للجيش السوري في دير الزور “اعتداء اميركيا سافرا”.

واعلن الجيش السوري في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) عند الساعة السادسة مساء الاثنين “انتهاء مفعول سريان نظام التهدئة الذي أعلن اعتبارا من السابعة مساء من يوم 12/9/2016 بموجب الاتفاق الروسي الاميركي”.

واتهم الجيش السوري ما اسماها بـ”المجموعات الارهابية المسلحة” بانها “ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده”.

وتوصلت واشنطن وموسكو الى اتفاق ينص على وقف لإطلاق النار في سوريا بدأ سريانه مساء 12 ايلول/سبتمبر، ويستثني مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة).

وتزامن صدور بيان الجيش مع عقد مسؤولين روس واميركيين اجتماعا في جنيف لبحث امكانية استمرار وقف اطلاق النار، وفق ما اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي قال ان “وقف اطلاق النار الاساسي صامد ولكنه هش”، قبل صدور البيان.

وقال كيري ان روسيا اخفقت في تطبيق التزاماتها بموجب الاتفاق على تطبيق هدنة مدتها سبعة ايام في سوريا، الا ان واشنطن مستعدة لمواصلة العمل عليها.

واتى اعلان الجيش السوري ايضا بعد ساعات على تصريحات لقائد الجيش الروسي الجنرال سيرغي رودسكوي قال فيها ان الولايات المتحدة لا تملك “وسيلة فعالة للضغط على المعارضة في سوريا”.

-“لا معنى له”-

واعتبر رودسكوي انه “على ضوء عدم احترام المتمردين وقف اطلاق النار، فان التزام قوات الحكومة السورية به من طرف واحد لا معنى له”.

وتتبادل روسيا والولايات المتحدة الاتهامات منذ ايام حول اعاقة تنفيذ الاتفاق، اذ رأت موسكو ان واشنطن لم تف بالتزاماتها بالهدنة، وخصوصا في ما يتعلق بتحديد مناطق تواجد الفصائل المعارضة وعناصر جبهة فتح الشام، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكريا مع روسيا في حال عدم ادخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.

وبموجب الاتفاق الروسي الاميركي، وبعد اسبوع من الهدنة ومن تكثيف المساعدات الانسانية، تبدأ واشنطن وموسكو تنسيق الضربات الجوية ضد المجموعتين الجهاديتين. الا ان ذلك كان يتطلب تحديد المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام وفصلها عن مناطق تواجد المعارضة المصنفة “معتدلة” من جانب واشنطن، الامر الذي لم يحصل.

وارتفع منسوب التوتر بين موسكو وواشنطن بعد الضربة الاميركية السبت على مواقع للجيش السوري قرب مطار دير الزور العسكري، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود السوريين. وقال التحالف ان القصف حصل عن طريق الخطأ.

واعتبر الرئيس السوري وخلال استقباله وفدا ايرانيا رسميا في دمشق ان “كلما تمكنت الدولة السورية من تحقيق تقدم ملموس سواء على الصعيد الميداني او على صعيد المصالحات الوطنية يزداد دعم الدول المعادية لسوريا للتنظيمات الارهابية”.

واضاف “اخر مثال على ذلك كان العدوان الاميركي السافر على احد مواقع الجيش السوري فى دير الزور لمصلحة تنظيم داعش الارهابي”.

ومنذ القصف الاميركي، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوري وتنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على كامل جبل الثردة حيث وقعت الغارات الاميركية.

واعتبر وزير خارجية فرنسا الاتفاق الروسي الاميركي “الاساس الوحيد” للحل في سوريا، برغم “هشاشته”.

-لا مساعدات الى حلب-

وتدور اشتباكات عنيفة منذ صباح الاثنين بين الجيش السوري والفصائل الاسلامية المتواجدة في حي جوبر عند الاطراف الشرقية للعاصمة دمشق.

واستهدفت طائرات حربية سورية امس وللمرة الاولى منذ بدء الهدنة الاحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب.

كما قتل طفل الاثنين جراء قصف قوات النظام على قرية الليرمون في شمال المدينة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وخص الاتفاق الروسي الاميركي مدينة حلب التي تشهد وضعا مأساويا صعبا، اذ ينتظر سكان احيائها الشرقية البالغ عددهم 250 الفا، وصول شاحنات محملة بالمواد الاغاثية لاتزال متوقفة في منطقة عازلة عند الحدود السورية التركية.

وفي حي بستان القصر، قال محمد صابر امام متجره الخالي من البضائع لوكالة فرانس برس “لا يوجد في محلي أي نوع من أنواع البضائع وانا افتح المحل بضع ساعات خلال النهار من أجل التسلية وتمضية الوقت”.

وأعرب مسؤول تنسيق العمليات الانسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الاثنين عن “اسفه وخيبته” لعدم تمكن قافلة المساعدات من الانطلاق الى حلب.

وبعيدا عن حلب، دخلت قافلة مساعدات مشتركة بين الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر السوري مؤلفة من 45 شاحنة الى مدينة تلبيسة المحاصرة في ريف حمص (وسط) الشمالي، وكانت سبقتها الاحد قافلة اخرى من عشر شاحنات، وفق ما افادت اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

ومنذ بداية الهدنة في سوريا، وثق المرصد السوري مقتل 27 مدنيا، بينهم ثمانية اطفال في مناطق سريان الهدنة، و66 قتيلا بينهم 21 طفلا في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية