مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الجيش السوري يكسر حصار الجهاديين لمطار دير الزور العسكري

سكان من شمال شرق دير الزور يتقلون مساعدات في 8 أيلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

تمكن الجيش السوري وحلفاؤه السبت بعد معارك عنيفة من كسر حصار يفرضه تنظيم الدولة الاسلامية منذ نحو ثلاث سنوات على مطار دير الزور العسكري في شرق البلاد.

ويأتي ذلك بعد ساعات من اعلان قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن بدء حملة عسكرية لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من شرق محافظة دير الزور التي يخوض الجيش السوري في ريفها الغربي معارك ضد الجهاديين.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تفك الحصار عن مطار دير الزور العسكري”، وذلك “عقب التقاء القوات المتقدمة من منطقة المقابر جنوب غرب مدينة دير الزور بحامية المطار” التي كانت محاصرة داخله.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن قائد مطار دير الزور قوله “سنبقى مستمرين بالقتال حتى استعادة السيطرة على كل مدينة دير الزور”.

ويسيطر التنظيم منذ صيف العام 2014 على اجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط وعلى ستين في المئة من مدينة دير الزور. وفي مطلع العام 2015، فرض التنظيم حصاراً مطبقا على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة الجيش.

وضيق تنظيم الدولة الاسلامية بداية العام الحالي حصاره للمدينة وتمكن من فصل الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة الجيش الى قسم شمالي، تم كسر الحصار عنه الثلاثاء، وآخر جنوبي يضم المطار.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن انه “بكسر الحصار عن المطار العسكري، تمكنت قوات النظام من اعادة وصل المناطق الواقعة تحت سيطرتها في غرب مدينة دير الزور”.

وجاء كسر الحصار عن المطار العسكري والاحياء المجاورة له بعد معارك عنيفة رافقها قصف جوي ومدفعي فتح الطريق امام تقدم القوات، وفق المرصد السوري.

وأفاد التلفزيون الرسمي السوري عن “احتفالات في احياء المدينة ابتهاجا بالنصر”.

في موسكو، اشادت وزارة الدفاع الروسية ب”الهزيمة الكبيرة” لتنظيم الدولة الاسلامية في دير الزور والتي حققتها القوات الحكومية السورية “بعد ضربات كثيفة للطيران الروسي”.

واعتبرت الوزارة ان هذا الانتصار “يتجاوز باهميته وحجمه كل الانتصارات (التي تحققت) في الاعوام الثلاثة الاخيرة”.

واكد حزب الله الشيعي اللبناني الذي يقاتل الى جانب النظام السوري انه شارك في المعركة.

وقال مسؤول عمليات حزب الله في دير الزور الحاج أبو مصطفى لقناة “الميادين” اللبنانية ان “ظهوري على الإعلام الآن هو بقرار مباشر من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. كنا في دير الزور نتعرض لهجمات ضخمة من داعش ولم يستطع تحقيق أي نصر”.

واضاف “شكرا لروسيا وإيران والقيادة السورية على دعمهم لتحقيق هذا النصر في دير الزور (…) الحصار في دير الزور طال آلاف المدنيين وحاولنا التعايش مع هذا الوضع لإدارة هذه الأزمة. ان خلية الأزمة التي كانت متواجدة في مطار دير الزور تمكنت من إدارة الأزمة على جميع الأصعدة”.

وكان الجيش السوري وبعد تقدم كبير في ريف المحافظة الغربي، كسر الثلاثاء الحصار عن مدينة دير الزور، ما أتاح ادخال شاحنات مواد غذائية ومساعدات الى المدينة عبر البر بعد طول انقطاع.

وتسبب الحصار بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية، بحيث بات الاعتماد في الدرجة الاولى على مساعدات غذائية تلقيها دورياً طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة لبرنامج الاغذية العالمي.

ووزع الهلال الاحمر السوري السبت حصصا غذائية وصحية على مئات المواطنين في دير الزور بعد دخول اول قافلة له برا الى المدينة.

– “عاصفة الجزيرة” –

يأتي كسر الجيش السوري الحصار عن مطار دير الزور بعد ساعات من اعلان قوات سوريا الديموقراطية حملة “عاصفة الجزيرة” لطرد الجهاديين من الضفاف الشرقية لنهر الفرات في محافظة دير الزور.

ويقسم نهر الفرات محافظة دير الزور الى قسمين شرقي وغربي. ويخوض الجيش السوري وحلفاؤه بغطاء جوي روسي معارك على الجهة الغربية حيث تقع مدينة دير الزور.

وقال أحمد أبو خولة رئيس مجلس دير الزور العسكري، وهو فصيل عربي منضوٍ في قوات سوريا الديموقراطية، السبت لوكالة فرانس برس “بات التوجه الى دير الزور قرارا حتميا”.

وأضاف خلال مشاركته في مؤتمر صحافي في قرية ابو فاس في شرق البلاد لاعلان الحملة في دير الزور “نحن ذاهبون في الخطوة الاولى لتحرير شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور”.

وشدد ابو خولة على انه “ليس لدينا تنسيق لا مع النظام ولا مع روسيا”، مشيرا الى تقدم قواته “حوالى 30 كيلومترا” في اليوم الاول من الحملة بغطاء جوي من التحالف الدولي.

واشار المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون عبر البريد الالكتروني لوكالة فرانس برس الى أهمية “خط فض الاشتباك مع الروس في ساحة المعارك المعقدة في شرق سوريا”.

واتفق التحالف الدولي وروسيا على إنشاء خط فض اشتباك يمتد من محافظة الرقة على طول نهر الفرات باتجاه محافظة دير الزور المحاذية لضمان عدم حصول أي مواجهات بين الطرفين اللذين يتقدمان ضد الجهاديين.

– “لا مأوى آمنا” –

وتقدمت قوات سوريا الديموقراطية في ريف دير الزور الشرقي بعدما انطلقت من مناطق سيطرت عليها سابقا في اقصى شمال المحافظة.

وقال عبد الرحمن “المعركة اساسا هي معركة تلال في منطقة صحراوية”، مشيرا الى ان “الاكتظاظ السكاني يتركز على ضفاف نهر الفرات”.

وتدور، وفق المرصد السوري، اشتباكات عنيفة يرافقها قصف جوي للتحالف الدولي في شمال شرق المحافظة لافساح المجال امام تقدم قوات سوريا الديموقراطية.

واكد ديلون “لن يكون لداعش مأوى آمن في وادي الفرات”.

وأضاف “نواصل دعم شركائنا في قوات سوريا الديموقراطية في معركتهم لتحرير أرضهم وبيوتهم من تنظيم الدولة الاسلامية (…) عبر شن غارات دقيقة ومعلومات استخباراتية واستطلاع ومستشارين”.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي منذ السادس من حزيران/يونيو الفائت معارك عنيفة ضد التنظيم المتطرف داخل مدينة الرقة، معقله في سوريا. وباتت تسيطر على نحو 65 في المئة منها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية