مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحرائق تصل الى لوس انجليس واحيائها الفخمة

احد منازل لوس انجليس الفخمة التي طالتها السنة اللهب في 06 كانون الاول/ديسمبر 2017 afp_tickers

فر أكثر من مئتي الف شخص من منازلهم الخميس في منطقة لوس انجليس حيث تهدد حرائق اججتها رياح عاتية حي بيل-اير الفخم والفيلات التي يقدر ثمنها بملايين الدولارات.

واعلنت سلطات كاليفورنيا للمرة الاولى حالة الطوارىء القصوى بسبب رياح تبلغ سرعتها حوالى 130 كلم في الساعة في المرتفعات، وتعرقل بشكل خطير جهود اخماد النيران.

وكتبت الهيئة الكاليفورنية المكلفة مكافحة الحرائق “كال فاير” في تغريدة على تويتر “كما كان متوقعا الرياح اشتدت بشكل كبير”. وأضافت “ابقوا في حالة تأهب ومستعدين لاجلاء محتمل. اذا شعرتم انكم غير آمنين، غادروا المكان”.

وكان رئيس بلدية لوس انجليس ايريك غارسيتي صرح الاربعاء “نعيش أيام تحزن قلوبنا لكنها تشهد على تصميم مدينتنا”.

وأضاف في مؤتمر صحافي ان “الناس الاكثر عرضة للخطر موجودون في لوس انجليس” ثاني مدن الولايات المتحدة التي يبلغ عدد سكانها اربعة ملايين نسمة. وتابع “قمنا باجلاء 150 الف شخص في شمال المدينة”.

وتلقى حوالى خمسين الف شخص تعليمات بمغادرة منازلهم في منطقة فنتورا التي تمتد على المحيط الهادىء وتتوغل في الشرق باتجاه مدينة اوجاي.

وفي كل هذه المنطقة يشتعل حريق اطلق عليه اسم توماس وامتد بسرعة خلال يومين فقط ولم تتمكن فرق الاطفاء من السيطرة عليه ليل الاربعاء الخميس.

ويهدد هذا الحريق 12 الف مبنى بعدما ادى الى تفحم 150 منزلا. وادى الحريق الى سقوط ضحية واحدة فقط لكن حصيلة الاضرار المادية سترتفع على الارجح بشكل كبير، كما قال رجال الاطفاء.

ودمرت السنة اللهب اكثر من 32 الف هكتار من الاراضي خلال يومين في هذه الحرائق التي اطلق عليها اسماء “توماس” و”كريك” و”راي” و”سكيربول” و”غيتي”.

– صعوبات في التنفس –

في منطقة لوس انجليس السكنية اندلع حريقا “سكيربول” و”غيتي” الاربعاء.

وتغطي سحابة من الدخان الاسود المدينة بينما يرتفع عمود من الدخان في الاجواء، يشاهد على بعد عشرات الكيلومترات في محيط المدينة وبالاقمار الاصطناعية.

وتشعر السلطات بالقلق بسبب سوء نوعية الهواء الذي يجعل التنفس صعبا في بعض المناطق.

واجبرت النيران السلطات على اغلاق احد الشوارع الرئيسية لحركة السير في لوس انجليس وهو الطريق السريع رقم 405 الذي يمر بالقرب من مركز غيتي الشهير المغلق حتى الخميس على الاقل.

ويضم هذا المتحف اعمالا فنية شهيرة بينها “الربيع للرسام الانطباعي الفرنسي ادوار مانيه واخرى للرسام الهولندي رامبرانت. وكتب المتحف الذي يصمم ليقاوم الحرائق، في تغريدة ان “نظاما لتنقية الهواء” يحمي الاعمال الفنية من الدخان.

اما جامعة كاليفورنيا العريقة التي تقع بالقرب من المتحف، فقد تم اخلاؤها بعدما بدأت يومها الاربعاء بشكل طبيعي، باستثناء استخدام بعض الطلبة اقنعة واقية من التلوث. واغلقت عشرات المدارس.

– النجوم مهددة –

عرضت محطات التلفزيون لقطات لحي بيل-اير الذي تم اخلاؤه. ويملك مشاهير واثرياء بينهم المتعهد ايلون موسك ونجمة البوب بيونسيه منازل تقدر قيمتها بملايين الدولارات.

وذكرت شبكة “ن بي سي” ان “موراغا ايستيت” المزرعة التي ميلكها قطب الاعلام روبرت موردوك وتقدر قيمتها بحوالى ثلاثين مليون دولار بما في ذلك الكروم الملحقة بها، تحترق. والغى المغني ليونيل ريتشي حفلة موسيقية في لاس فيغاس ليتمكن من مساعدة زوجته السابقة بريندا هارفي ريتشي على مغادرة المنطقة.

وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس في المكان ان الشرطة تدق ابواب المنازل للتأكد من ان كل سكان الحي غادروا المكان وتصدر اوامر باخلاء المكان بمكبرات الصوت.

وقالت شرطية ان “الحريق في اول الطريق. نقوم باجلاء السكان وتلقينا امرا يفيد بان رجال الشرطة انفسهم ايضا يجب ان يغادروا المكان”.

وبين اواخر الراحلين ايفان كليب الذي قال وهو يغلق باب منزله انه لم يكن يتخيل يوما انه سيضطر الى مغادرة البيت الذي يقيم فيه منذ سنوات. وغادر هذا المصور وهو يحمل آلة التصوير التي يملكها وكلابه، المكان بسيارته الاثرية الخمرية اللون.

وبين الذين اضطروا لمغادرة المكان، عارضة الازياء كريسي تيغن زوجة المغني جون ليجند. وكتبت في تغريدة “لم اتصور يوما انني ساواجه امرا جديا كهذا: ماذا تحملون معكم اذا حدث حريق؟”.

وكان حريق تاريخي دمر 500 منزل في الحي الواقع على تلال لوس انجليس في 1961.

وشهدت سنة 2017 سقوط أكبر عدد من الضحايا بسبب حرائق. فقد لقي اكثر من اربعين شخصا مصرعهم في تشرين الاول/اكتوبر في اكثر من عشرة حرائق دمرت جزءا من الشمال الغني بالكروم واكثر من عشرة آلاف مبنى.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية