مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحركة الشعبوية تفوز في الانتخابات العامة في تشيكيا

الملياردير التشيكي ورئيس حركة "آنو" اندريه بابيش يدلي بصوته الجمعة 20 تشرين الاول/اكتوبر 2017 في بروهونيس في بوهيميا afp_tickers

تصدرت حركة “ايه ان او” (آنو) (نعم) التشيكية برئاسة الملياردير الشعبوي اندريه بابيش الملقب بـ”ترامب التشيكي”، نتائج الانتخابات العامة مع فارق واسع عن اليمين المتطرف المناهض للهجرة والاتحاد الاوروبي الذي حل ثانيا.

وشهد هذا الاستحقاق الذي تم بلا حوادث الجمعة والسبت اختراقا بارزا لحزب “الحرية والديموقراطية المباشرة” اليميني المتطرف برئاسة التشيكي الياباني توميو اوكامورا، ولحزب القراصنة (مناهض للنظام)، بحسب النتائج شبه النهائية بعد فرز 99,7% من مكاتب الاقتراع.

خاض “آنو” حملته تحت شعارات مكافحة الفساد ورفض استقبال المهاجرين ومناهضة منطقة اليورو، وأحرز 29,7% من الاصوات، ما يمنحه 78 مقعدا في برلمان يضم 200.

وعلق بابيش في مؤتمر صحافي “نحن متحمسون. نشكر ناخبينا ال1,5 مليون، هذا يتجاوز توقعاتنا، لان حملة تشويه كبيرة طاولتنا”.

واضاف “نحن مستعدون للنضال من اجل مصالحنا في بروكسل فنحن جزء لا يتجزأ من الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي”، داعيا الاتحاد الى “التفكير” و”الكف عن الحديث عن اوروبا بسرعتين”.

واذ لم يعط اي مؤشر الى هوية الطرف الذي يعتزم تشكيل ائتلاف حكومي معه، اكد انه اقترح التفاوض مع جميع الاحزاب التي دخلت البرلمان و”انا في انتظار ردها”.

لكن هذه العملية حساسة في برلمان يعد تسعة احزاب، سارع اثنان بينها هما الحزب الأهلي الديموقراطي اليميني والحزب المسيحي الديموقراطي إلى اعلان رفض التفاوض مع بابيش.

واكد رئيس الحزب الاهلي بيتر فيالا ان “آنو” يشمل “اشخاصا وعدوا بأمور كثيرة لا يمكنهم تحقيقها” فيما قال رئيس الحزب المسيحي الديموقراطي بافيل بيلوبراديك انه لن ينضم “الى حكومة فيها اشخاص يلاحقهم القضاء”، في اشارة الى مشاكل بابيش مع القانون.

لكن ثلث الناخبين تقريبا اعطى، بحسب النتائج التي اعلنها مكتب الاحصاءات في وزارة الداخلية، صوته للثري المثير للجدل الذي كرر عشية التصويت التاكيد على رفضه استقبال اللاجئين ومعارضة منطقة اليورو لكنه لم يدع الى الخروج من الاتحاد الاوروبي.

وتشيكيا عضو في الاتحاد منذ 2004 لكنها احتفظت بعملتها الكورون.

وأتت بعد “آنو” ثلاثة احزاب احرزت نتائج متقاربة وهي الحزب الأهلي الديموقراطي بنسبة 11,3% وحزب القراصنة بـ10,8% وحزب “الحرية والديموقراطية المباشرة” بـ10,7%.

– آراء متطرفة –

أحرز الحزب اليمين المتطرف برئاسة اوكامورا الذي يرفض بشدة الاندماج الاوروبي والهجرة هذه النتيجة مستفيدا من تيار سائد في دول اخرى في اوروبا الشرقية، وسبق ان تلقى دعم رئيسة حزب اليمين المتطرف الفرنسي “الجبهة الوطنية” مارين لوبن.

وفي حال تمكنه من التأثير على الحكومة التالية فقد تفقد تشيكيا موقعها كـ”أفضل مشاكسي اوروبا الشرقية” ضمن مجموعة فيسغراد التي تشمل كذلك بولندا والمجر وسلوفاكيا، التي غالبا ما تختلف مع بروكسل.

ورحب اوكامورا بجمع حزبه اكثر من نصف مليون صوت مكررا بعد نشر النتائج شبه النهائية ان هدفه هو “وقف أية أسلمة للجمهورية التشيكية” و”فرض تشدد مطلق ازاء الهجرة”، بل حتى الترويج لاستفتاء على مغادرة الاتحاد الاوروبي.

لكن المحلل في جامعة بالاكي في اومولوك بافيل سارادين اعتبر ان دخول هذا الحزب في التحالف الحكومي المقبل “قليل الترجيح”.

في المقابل شهد الحزب الاشتراكي الديموقراطي برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بوهوسلاف سوبوتكا تراجعا حادا ولم يحرز أكثر من المرتبة السادسة مع 7,3% من الاصوات.

ولم يخف سوبوتكا استياءه امام الصحافيين في المقر العام لحزبه وقال “كيف يعقل في الجمهورية التشيكية، وفيما يعيش البلد وضعا جيدا جدا واستقرارا وامانا وبعد احرازنا تطورا كبيرا في المجال الاجتماعي في السنوات الاربع الاخيرة، ان ينجذب الناس بازدياد الى آراء متطرفة؟”.

وعبر سوبوتكا في وقت سابق السبت عن القلق العميق على العلاقات مع الغرب في ظل الوضع السياسي الجديد. وقال بعد الادلاء بصوته ان “الانتخابات ستقرر كذلك اتجاه بلدنا، وان كنا سنبقى ضمن الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي في حال تعزيز موقع هؤلاء المتطرفين الساعين إلى إخراجنا من هذه البنى الضامنة لأمننا واستقرارنا وازدهارنا”.

كما تأهلت أربعة احزاب اخرى متجاوزة الحد الأدنى المطلوب البالغ 5% وهي الحزب الشيوعي بـ7,8% والمسيحيون الديموقراطيون بنسبة 5,8% و”توب 09″ وحركة “رؤساء البلديات ومستقلون” (ستان) الوسطيان.

– ديون كبرى –

ورغم النجاح الاقتصادي لتشيكيا التي تعد 10,6 ملايين نسمة، ما زال الكثير من المواطنين يعانون من ديون كبرى ويعملون لساعات طويلة بأجور منخفضة، ويشعرون بانهم متروكون لمصيرهم فيتحولون الى الاحزاب المعادية للمؤسسات لتنفيس احباطهم. ويؤيد عدد كبير من هؤلاء بابيش رغم دعوى قضائية بحقه بتهمة الاحتيال في ملف المساعدات الاوروبية.

وازاء بطالة بلغ معدلها في ايلول/سبتمبر 3,8 بالمئة، فإن الاقتصاد التشيكي الذي يعتمد بدرجة كبيرة على تصدير السيارات، يتوقع ان ينمو بنسبة 3,6 هذا العام.

وقالت المتقاعدة الينا كولاروفا لوكالة فرانس برس في براغ بعد ادلائها بصوتها لصالح “آنو” “اعتقد ان سياسته هي في سبيل الشعب”.

وكانت حركة “آنو” قد تولت مناصب مهمة في الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته من وسط اليسار، برئاسة الاشتراكي الديموقراطي بوهوسلاف سوبوتكا. وتولى بابيش وزارة المالية من 2014 حتى ايار/مايو الفائت.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية