مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحركة تدب مجددا في الابنية الرسمية في انقرة التي تعرضت للقصف

تركية تلتقط صورة ذاتية امام مبنى القوات الخاصة للشرطة الذي استهدفه الانقلابيون في أنقرة afp_tickers

بعد خمسة ايام على الانقلاب الفاشل في تركيا لا يزال المقر العام للشرطة في انقرة يشهد على العنف الذي صاحب هذه المحاولة، حيث تحولت طبقاته العشر الى ركام نتيجة القصف الجوي الذي تعرض له.

وقال مسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس بينما كان يتفقد البناء “لا اعرف كم ستستغرق فترة ترميمه، الا اننا باشرنا العمل على الفور”.

واستهدف الانقلابيون الذين ارادوا اطاحة حكم الرئيس رجب طيب اردوغان ليل الجمعة السبت بالدبابات والطائرات اهم مراكز السلطة في العاصمة التركية مثل المقر العام للشرطة والبرلمان والقصر الرئاسي. ومن المقرر ان يستقبل المقر الرئاسي الاربعاء اجتماعين مهمين.

وتضررت هذه الابنية التي تدل على هيبة السلطات بشكل كبير نتيجة الغارات التي استهدفتها.

واضافة الى عمليات القصف قامت الطائرات والمروحيات التي سيطر عليها الانقلابيون بطلعات جوية فوق العاصمة بهدف بث الرعب في نفوس السكان.

وقال مسؤول في الشرطة طالبا عدم الكشف عن اسمه “هاجمتنا مروحيات وطائرات من نوع اف-16 خصوصا بعد منتصف الليل” مضيفا ان المهاجمين “كانوا يتوقفون لبعض الوقت قبل ان يستأنفوا القصف”.

– تحت انظار مصطفى كمال-

وتبدو واجهة المقر العام للشرطة مهشمة تماما كما ان الرصيف المقابل مغطى بالزجاج المحطم.

وفي الطبقات العالية الاكثر تضررا اطاح القصف بجدران المكاتب، وبات بالامكان رؤية بعض صور مؤسس الجمهورية كمال اتاتورك وقد نجت من القصف وكأنها تشهد على مشاهد الدمار هذه.

وفي حي غولبازي على ابواب العاصمة انقرة قتل 42 شخصا في ضربتين جويتين للانقلابيين استهدفتا المقر العام للقوات الخاصة.

وبالامكان مشاهدة مهجع لنوم الجنود لا يزال سليما من فجوة احدثها القصف في الجدران الخارجية للمهجع.

ويشاهد اقارب للقتلى وهم يبكون في الشارع الى جانب عناصر الشرطة الذين يقومون بحراسة المكان.

– الايدي مقيدة وراء الظهر-

ولا يزال العاملون في المقر العام للتلفزيون الرسمي “تي ار تي” يعيشون حالة الصدمة عندما هاجم الانقلابيون المقر واجبروا صحافية على قراءة بيان يعلنون فيه تسلمهم السلطة.

وقال احد المسؤولين في التلفزيون ويدعى قدري دوغاندمير “تم تقييد ايدي الموظفين وراء ظهورهم واجبروا على التمدد على الارض، في حين كانت طائرات اف-16 تحلق في اجواء المكان على ارتفاع منخفض”.

ولاحظ مراسل فرانس برس ان العمل عاد الى التلفزيون بوتيرة عادية وكان احد المذيعين يقدم برنامجا حول فشل الانقلاب.

الا ان الهدف الاهم للانقلابيين كان مقر البرلمان التركي دون ادنى شك حيث كان عدد كبير من النواب توجه اليه بعد بدء المحاولة الانقلابية ومن هناك اعلنوا ان الانقلاب سيفشل.

وروى عرفان نظيراوغلو الامين العام للبرلمان انه توجه على الفور الى المكان مع عدد اخر من النواب بمجرد ان علموا بان انقلابا يحصل في البلاد.

وقال “سادت حالة من الذعر الشديد بسبب التحليق المتواصل للطائرات العسكرية على علو منخفض”.

واوضح ان مقر البرلمان تعرض للقصف الجوي ثلاث مرات.

وتحول مدخل البرلمان الى ركام بسبب القصف حيث انهارت الجدران وتهشمت ابوابه الضخمة المذهبة.

وكان عسكريان يقومان باعمال الحراسة امام المبنى غير عابئين بالزوار ولا بتعليقاتهم.

وقال نذيراوغلو لفرانس برس “لو ان احدى القنابل التي استهدفت المكان انحرفت مسافة قصيرة لما كنا هنا اليوم. هدفهم الواضح كان القتل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية