مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحريري السبت في باريس والرياض تؤكد انه حر في مغادرتها

لقطة مأخوذة عن فيديو ل"ا ف ب تي في" تظهر رئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري مستقبلا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في منزله في الرياض في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

أعلنت الرئاسة الفرنسية الخميس ان رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري سيكون السبت في باريس وسيستقبله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه وذلك بعد نفي الرياض فرضها اي قيود على تحركاته.

وتزامن هذا الاعلان مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الذي التقى الحريري في الرياض.

وأكد الحريري الخميس انه سيغادر الرياض الى فرنسا “قريبا جدا”، وذلك لدى استقباله لودريان، وبعد تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان الحريري حر بمغادرة المملكة في الوقت الذي يحدده.

وقالت الرئاسة الفرنسية لوكالة فرانس برس ان “الاليزيه يؤكد قدوم سعد الحريري الى فرنسا ولقائه رئيس الجمهورية السبت في الاليزيه”.

وجاء التحرك الفرنسي وتصريحات الحريري والجبير بعد 13 يوما من الغموض في شان وجود الحريري في السعودية إثر إعلان مفاجى لاستقالته منها، وبعد حملة دبلوماسية حثيثة قام بها الحكم اللبناني مطالبا بإطلاق الحريري ومعتبرا إياه “رهينة”.

ويرى خبراء أن مغادرة رئيس الحكومة اللبناني المستقيل المرتقبة الى فرنسا لا شك تشكل مخرجا لأزمة نشبت بعد استقالته، غير أنها قد تكون نهاية حياته السياسية. ولو ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال بعد إعلانه دعوة الحريري للمجيء الى فرنسا مع أسرته، ان الامر يتعلق بزيارة من “بضعة ايام”، ولا يتعلق بلجوء.

ووصف الرئيس اللبناني ميشال عون ذهاب الحريري الى فرنسا بمثابة “فتح باب الحل” للازمة الحادة التي نشأت بعد استقالة الحريري المفاجئة التي اعلنها في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي “الرئيس الحريري يعيش في المملكة السعودية بارادته وقدم استقالته، وفي ما يتعلق بعودته الى لبنان فهذا أمر يعود له ولتقييمه للأوضاع الامنية”.

وأوضح الجبير ان “الرئيس سعد الحريري مواطن سعودي كما هو لبناني، وجاء للمملكة ويعيش هنا مع عائلته بارادته ويستطيع ان يغادر وقتما يشاء”.

ورأى ان “الاتهام بأن السعودية تحتجز رئيس وزراء غير صحيح، وبالذات شخصية سياسية حليفة وابن الرئيس رفيق الحريري (…) هذه اتهامات لا أعلم ما هو أساسها لكنها مرفوضة”.

ومنذ اعلان استقالته، طرحت أسئلة كثيرة حول حرية الحريري في الحركة وما اذا كان أُجبر على الاستقالة.

وكان لودريان قال في وقت سابق ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أُبلغ بموافقة الحريري على الذهاب الى فرنسا، من دون ان يحدد موعدا لهذه الزيارة. وجاء هذا التأكيد بعد لقاء لاكثر من ساعة بين لودريان وولي العهد عقد مساء الاربعاء فور وصول المسؤول الفرنسي الى العاصمة السعودية.

في بيروت، كتب الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس في تغريدة على موقع “تويتر”، “أنتظر عودة الرئيس الحريري من باريس لنقرر الخطوة التالية بموضوع الحكومة”.

وقال خلال لقاء مع مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، “نأمل ان تكون الأزمة انتهت وفُتح باب الحل بقبول الرئيس الحريري الدعوة لزيارة فرنسا”.

وعن موعد انتقل الحريري الى باريس، قال عون “نحن بانتظار ان يتم الامر اليوم او غدا، وسننتظر حتى السبت”.

وتابع “اذا تحدث الرئيس الحريري من فرنسا فانني اعتبر انه يتكلم بحرية الا ان الاستقالة يجب ان تقدم من لبنان وعليه البقاء فيه حتى تأليف الحكومة الجديدة لان حكومة تصريف الاعمال تستوجب وجود رئيس الحكومة”.

– حليف السعودية –

ولم يقبل عون حتى اليوم استقالة الحريري.

وكان الحريري قال في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد إن سبب استقالته هو عدم احترام حزب الله المدعوم من ايران وأحد أبرز مكونات حكومته، سياسة النأي بالنفس التي يسعى اليها لبنان ازاء الصراعات الاقليمية. وربط تراجعه عن الاستقالة “باحترام النأي بالنفس والابتعاد عن التدخلات التي تحدث في المنطقة”.

وشكّل الحريري حكومته قبل عام بموجب تسوية سياسية أتت أيضا بعون، أبرز حلفاء حزب الله، رئيساً للجمهورية بعد فراغ رئاسي استمر عامين ونصف العام. وشهد لبنان منذ ذلك الحين هدوءاً سياسياً نسبياً.

ولطالما اعتبر الحريري مقربا من السعودية، وأبرز حلفائها في لبنان. وكذلك كان والده رفيق الحريري الذي اغتيل في تفجير مروع في بيروت في العام 2005.

وتشكل استقالة الحريري، برأي خبراء، فصلا جديدا من الصراع السعودي الايراني في المنطقة.

وشن الجبير هجوما جديدا على حزب الله، محملا اياه مسؤولية الازمة السياسية في لبنان.وقال “الأزمة في لبنان سببها حزب الله الذي اختطف النظام اللبناني وعرقل العملية السياسية وأصبح أداة بيد الحرس الثوري الإيراني”.

وتابع “حزب الله منظمة إرهابية من الطراز الأول”، معتبرا ان “ايران تستخدم حزب الله لهز الاستقرار في لبنان والمنطقة”.

وقال لودريان من جهته انه ناقش مع المسؤولين السعوديين خلال زيارته الى المملكة “دور ايران ومختلف المجالات التي تقلقنا نشاطات هذا البلد فيها”.

وأضاف “أفكر خصوصا بتدخلات ايران في الازمات الاقليمية، بنزعة الهيمنة هذه وافكر في برنامجها البالستي”.

وجدد التاكيد على ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان وتحييده عن النزاعات في المنطقة.

على صعيد آخر، صرح وزير الخارجية الفرنسي قبل مغادرته الرياض مساء الخميس ان فرنسا ترغب في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع السعودية خلال زيارة للامير محمد بن سلمان مقررة مطلع كانون الثاني/يناير 2018.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية