مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الحزب الاشتراكي الديموقرطي يوافق على بحث تشكيل ائتلاف حكومي مع ميركل

زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 afp_tickers

وافق الحزب الاشتراكي الديموقراطي الخميس على خوض مباحثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل لتشكيل حكومة لاخراج البلاد من مأزق سياسي، لكنه وضع شروطا قاسية خصوصا بشان اوروبا.

واثر نقاش مطول وصاخب وافق 600 مندوب للحزب الاشتراكي الديموقراطي في مؤتمر ببرلين على مذكرة تقترح اجراء مشاورات استطلاعية تبقى “نتيجتها مفتوحة” على كل الخيارات.

ومن المقرر ان يجتمع رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز الاسبوع المقبل مع ميركل رئيسة الاتحاد المسيحي الديموقراطي ورئيس الحزب المتحالف معها الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري هورست سيهوفر.

وبعد نحو ثلاثة اشهر من الانتخابات التشريعية لا تزال ميركل تبحث عن حليف حكومي.

ويبدو الحزب الاشتراكي الديموقراطي منذ الهزيمة الانتخابية في 24 ايلول/سبتمبر حذرا جدا مع تركه كل الخيارات مفتوحة.

وقال شولتز الرئيس السابق للبرلمان الاوروبي قبل تصويت حزبه “يجب الا نحكم باي ثمن، لكن ايضا يجب الا نرفض الحكم باي ثمن”.

واعيد انتخاب شولتز مساء الخميس رئيسا للحزب الذي يتولى رئاسته منذ اقل من عام، بنسبة 81 بالمئة من اصوات المشاركين في المؤتمر.

-انقسامات-

وبعيد الهزيمة المدوية في الانتخابات التشريعية قال الحزب الاشتراكي الديموقراطي انه يريد ان يتحول الى المعارضة. ورفض الدخول في ائتلاف جديد مع المحافظين كما فعل مرتين بين 2005 و2009 وبين 2013 و2017.

لكن اثر فشل المستشارة الشهر الماضي في محاولة تشكيل ائتلاف حكومي مع الليبراليين والخضر، لم يعد هناك من خيار ممكن سوى التحالف مجددا مع ميركل.

ولا يزال الاشتراكيون الديموقراطيون مترددين بين العودة الى التحالف المنتهية ولايته مع المحافظين ودعم حكومة اقلية محافظة من الخارج. ويمكنهم ايضا رفض الخيارين حتى لو أدى ذلك الى انتخابات مبكرة.

وقال الكسندر بوبرينت احد قادة الاتحاد المسيحي الاجتماعي انه “مع هذا القرار فان الحزب الاشتراكي الديموقراطي ينهي تعنته” محذرا مع ذلك من انه “لم يعد بامكانه منح الموافقة على المفاوضات علنا وتعطيلها بخطوط حمراء”.

وفي خطاب طويل خصص قسمه الاهم لاوروبا، شدد شولتز على “المسؤولية” الملقاة على عاتق الحزب الاشتراكي الديموقراطي اثناء الازمة السياسية.

واكد “نريد خوض مباحثات بدون تحديد مسبق لنتيجتها (..) المهم هو المحتوى وليس الشكل” بالنسبة لاتفاق محتمل.

-“الولايات المتحدة الاوروبية”-

وفي تناغم مع حملة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المؤيدة لاوروبا، اكد شولتز الخميس الرغبة في اقامة “الولايات المتحدة الاوروبية” بحلول 2025 بفضل دستور اوروبي “يتيح قيام اوروبا فدرالية”.

وهي فكرة تلقتها ميركل بفتور. وقالت في برلين ان الاولوية يجب ان تعطى “للقدرة على الفعل” داخل الاتحاد الاوروبي مع تعاون افضل بين الدول بحلول 2025 “وليس لتحديد هدف” على غرار الولايات المتحدة الاوروبية.

وفي الوقت الذي لم ترد فيه حتى الان ميركل على مقترحات الاصلاح الاتية من فرنسا والمفوضية الاوروبية، فان شولتز قدم دعما ضمنيا لمقترحات ماكرون.

واضاف “لسنا بحاجة الى استبداد اوروبي في مستوى الادخار بل لاستثمارات في ميزانية منطقة اليورو”، في حين ان المحافظين الالمان المتمسكين بتشدد في الميزانية، يشككون كثيرا في جدوى ذلك.

ويخشى معسكر ميركل عند ارساء ميزانية اوروبية ان يؤدي ذلك الى تضامن في الديون العامة وهو امر تعتبره ميركل خطا احمر.

والمفاوضات بين الاشتراكيين الديموقراطيين والمحافظين بزعامة ميركل قد تستغرق اشهرا عدة.

ولا يتوقع ان تدخل صلب الموضوع الا في كانون الثاني/يناير 2018.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية